فريق طبي مصري يجري أول عملية زراعة كبد في ساحل العاج │ صور
أجرى فريق طبي مصري؛ جراحة زرع كبد لأول مرة في ساحل العاج، أواخر أيام شهر ديسمبر الماضي، ونهاية عام 2021، حيث أصبحت كوت ديفوار، هي الدولة الثالثة في إفريقيا؛ التي أجرت زراعة الكبد بعد مصر وجنوب إفريقيا.
واستغرقت جراحة زراعة الكبد؛ التي تمت في كوت ديفوار؛ أكثر من 12 ساعة متواصلة؛ بقيادة فريق طبي مصري.
الدكتور عمرو عبد العال
وقاد الفريق الطبي المصري؛ لإجراء العملية الجراحية في كوت ديفوار؛ الدكتور عمرو عبد العال، أستاذ جراحة الكبد والقنوات المرارية والبنكرياس وزراعة الكبد بكلية طب عين شمس، ومدير برنامج زراعة الكبد في معهد ناصر للبحوث العلاجية والمستشفى الجوي التخصصي.
قال الدكتور عمرو عبد العال في عام 2006: كلفت الحكومة الإيفوارية الدكتور كيلي إيلي، رئيس قسم الجراحة في جامعة (ريجفيل) بمدينة ابيدجان، لتشكيل فريق طبي وتدريبه على زراعة الكبد، وتوجهت الأنظار إلى الشهرة في مجال زراعة الكبد، وبالفعل قرروا أن يتم تدريب الفريق الإيفواري في جامعة (بيتسبرغ) بأمريكا، وهي الجامعة التي كان يعمل بها الدكتور توماس ستارزل - أول طبيب أجرى جراحة زراعة الكبد في العالم.
وأضاف عبد العال: استمرت ساحل العاج في إرسال بعثات طبية إلى بدء من عام 2006 للتدريب وتعلم زراعة الكبد، وكان ذلك على مدار عِدة سنوات تكبدوا فيها مبالغ طائلة، إلا أنهم لم يستفيدوا لعدة أسباب منها اللغة، وعدم اهتمام الجامعة الأمريكية بتعليمهم.
أوضح أستاذ جراحة الكبد وقائد الفريق الطبي المصري في ساحل العاج: بدأنا منذ عدة شهور في تحضير وتجهيز المرضى المحتاجين لزراعة الكبد في كوت ديفوار، وكذلك المتبرعين لهم، ومنذ ثلاثة أسابيع تقريبًا؛ تم الانتهاء من إجراء الفحوصات والتجهيزات اللازمة لأول حالة مرضية تحتاج زراعة كبد، وقام الجانب الإيفواري بمخاطبتنا رسميًا، وبالفعل سافر الفريق الطبي المصري إلى أبيدجان وأجرى أول جراحة زراعة كبد في ساحل العاج في الأيام الأخريات من عام 2021، متابعا: العملية الجراحية استغرقت نحو 13 ساعة، وكانت لمريضة تبرّع لها ابنها بجزء من كبده، وتمت العملية الحمد لله بنجاح، وقمنا بمتابعة المريضة وابنها المتبرع بعد العملية، وهم الآن بصحة جيدة.
وتكون الفريق الطبي من 4 جراحين الدكتور مصطفى عبده، الدكتور محمود طلعت، الدكتور محمد كمال سمري، الدكتور عمرو عبد العال، الدكتور أحمد مختار أستاذ التخدير والعناية المركزة بطب القصر العيني.
وضم الفريق الطبي المصري كلا من الأستاذ كرم، الأستاذ مصطفى البرشومي، فنيي غرف العمليات والتجهيزات الطبية.
واستكمل عبد العال، قائلا: منذ أن بدأنا التعاون مع كوت ديفوار، وتدريب فريقهم الطبي في 2018 إلى أن قمنا بإجراء أول عملية زراعة كبد هناك منذ أيام؛ لم يكن في حساباتنا أو حتى توقعاتنا أي نوع من التكريم على أي مستوى، لكننا فُوجئنا بوزير الصحة الإيفواري (بيار انغو ديمبا) يقابلنا بعد انتهاء العملية، ويُوجه لنا الشكر، وينقل لنا رغبة وحرص رئيس الوزراء على مقابلة الفريق الطبي المصري.
ونوه: بالفعل بعد لقاء وزير الصحة بيوم، اجتمع بنا رئيس وزراء كوت ديفوار (باتريك اتشي)، وكرّم الفريق الطبي المصري في مؤتمر مُصور، وأبدى رئيس الوزراء تقديره وامتنانه لمجهود الأطباء المصريين في تأسيس أول وحدة لزراعة الكبد في كوت ديفوار، وإجراء أول جراحة بالوحدة.
و لفت عبد العال إلى أننا اكتشفنا خلال لقاء رئيس الوزراء الإيفواري؛ معرفته الكاملة بتاريخ الفريق الطبي الايفواري، وتدريبه الناجح في مصر، وكذلك معرفة رئيس الوزراء بمحاولات الأطباء الايفواريين غير الناجحة للتدريب في أمريكا، وقد أسعدنا جدًا كمصريين؛ الشكر والامتنان لمصر، وكذلك أسعدنا اهتمام مسؤولين سياسيين من خارج الوسط الطبي بتكريم الأطباء.
وأشار إلى أننا مستمرون في التعاون والاشتراك مع الفريق الايفواري، وتدريبه على جراحات زراعة الكبد، لأن الاعتماد الكلي على الفريق الإيفواري في إجراء تلك الجراحات؛ سيستغرق بعض الوقت.
الأطباء المصريون قدموا خبراتهم دون مقابل
وذكر الدكتور عبد العال، أن زراعة الكبد من العمليات المعقدة جدًا، والتي تستلزم وجود فريق طبي طبي مُتكامل مُدرب على أعلى مستوى، وسبق له اكتساب الخبرات العلمية والعملية، لذا فليس مهمًا التوسع في إنشاء وحدات زراعة الكبد، لكن الأهم هو نقل خبرات الفريق الطبي المؤهل إلى فريق آخر، وقد اكتسبنا نحن الفريق الطبي المصري؛ الخبرات في زراعة الكبد من الفريق الطبي الفرنسي، ونسعى لنقل تلك الخبرات إلى دول إفريقيا بشكل مباشر وغير مباشر، فمثلًا دولة غانا؛ أرسلت فريق طبي كامل؛ حضر عملية زراعة الكبد التي قمنا بها في ابيدجان، مؤكدا إمكانية أن تكون وحدة زراعة الكبد في كوت ديفوار مركزًا لتقديم الخدمة في الدول المحيطة بها، والتي تقدر بـ 15 دولة إفريقية، وأيضًا يتم نقل خبرات الأطباء المصريين إليهم من خلال هذا المركز.
واختتم عمرو عبد العال، قائلا: لإيمان الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأهمية الدور الطبي في تعميق العلاقة بين مصر ودول إفريقيا، فقد كلف الحكومة بتنظيم (المنتدى الصحي الإفريقي) تحت رعايته، ومقرر إقامته في شهر يونيو المقبل، حيث يتم دعوة جميع الدول الإفريقية لحضور هذا المنتدى، بتمثيل نحو 5 آلاف، ويتم من خلال هذا المنتدى؛ عرض الخبرات الطبية المصرية في العديد من التخصصات، منها زراعة الكبد.
