وزير الأوقاف: المشكلة السكانية ثاني أكبر تحد أمام الدولة المصرية بعد الإرهاب والتطرف
وجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الشكر للدكتور محمد جزر رئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، والأعضاء على هذه الدعوة، موضحًا أن مشكلة الزيادة السكانية في مصر ذات أبعاد متعددة، اقتصادية واجتماعية وصحية وثقافية، لافتا أن للجانب الديني أهميته الخاصة في ذلك.
وبين وزير الأوقاف، أن للوزارة دور هام في هذا الجانب الديني، يتكامل مع جميع مؤسسات الدولة، سواء وزارة الصحة والسكان أم المجلس القومي للمرأة، حيث إن الموضوع في بؤرة الاهتمام.
جاء ذلك خلال لقائه أمام لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ اليوم الأحد 2/ 1/ 2022م، بحضور الدكتور محمد جزر رئيس اللجنة، والدكتور عمرو حسين محمد حجاب، الدكتور علي محمد عبد الرحمن مهران وكيلي لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، والدكتور أحمد عبد الماجد محمد أمين سر اللجنة، والدكتور نوح العيسوي وكيل الوزارة لشئون مكتب الوزير.
وأكد مختار جمعة، أن قضية تنظيم النسل هي ثاني أكبر تحدٍّ أمام الدولة المصرية بعد مواجهة الإرهاب والتطرف، معللا بأن أي جهود للتنمية يمكن أن تأكلها الزيادة السكانية غير المنتظمة، مشيرًا إلى أن الوزارة تؤمن إيمانًا حقيقيًّا بدور العلم وأهميته، ودور التخطيط والدراسات المستقبلية في مجال التنمية، حيي لا يمكن أن تطلق أحكامًا غير مبنية على العلم والدراسة المتخصصة.
وتابع وزير الأوقاف خلال كلمته أمام لجنة الصحة بمجلس الشيوخ: نؤكد أن تصحيح المفاهيم الخاطئة فيما يتصل بالقضايا السكانية يدخل في صميم تجديد وتصويب الخطاب الديني وتصحيح مساره، مشيرا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ".
الإنجاب لا يقاس بقدرات الأفراد وحدهم
وأكد مختار جمعة، وزير الأوقاف أن القدرة ليست هي القدرة المادية فقط إنما هي القدرة بمفهومها الشامل بدنيًّا وماديًّا وتربويًّا وقدرة على إدارة شئون الأسرة وكل ما يشمل جوانب العناية بها والرعاية لها.
وأردف جمعة: وليست القدرة الفردية وحدها مناط الأمر، بل الأمر يتجاوز قدرات الأفراد إلى إمكانات الدول في توفير الخدمات التي لا يمكن أن يوفرها آحاد الأفراد بأنفسهم لأنفسهم ومن هنا كان حال وإمكانات الدول أحد أهم العوامل التي يجب أن توضع في الحسبان في كل جوانب العملية السكانية.
وقد لفت الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال كلمته أمام لجنة صحة الشيوخ، إلى ما يلي:
1. أن قضية تنظيم النسل والمشكلات السكانية هي من المتغيرات التي يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن دولة إلى أخرى، بحيث لا يستطيع أي عالم أن يعطي فيها حكمًا قاطعًا أو عامًّا.
2. أن المتأمل في الشريعة الإسلامية يجد أنها أولت إعداد الإنسان عناية خاصة، بداية من تكوين الأسرة، مرورًا بمراحل الحمل، والولادة، والرضاعة، فكفلت له حقه في الرضاعة الطبيعية حولين كاملين، حتى ينمو في صحة جيدة، لافتا إلى قوله تعالى: " وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا".
3. أن قضية تنظيم النسل لون من ألوان وفاء الوالدين بحقوق أبنائهم، فكل رب أسرة مسئول عن أبنائه في التربية القويمة، والتعليم الصحيح، والتنشئة السوية؛ ليكون عضوًا نافعًا لدينه ووطنه، يقول سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): أَدِّبِ ابْنَكَ، فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ عَنْ وَلَدِكَ، مَا عَلَّمْتَهُ؟.
4. أن الأنبياء عليهم السلام عندما طلبوا الولد إنما طلبوا الولد الصالح لا مطلق الولد، فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام يقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"، وهذا سيدنا زكريا عليه السلام يقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ".