نبيلة مكرم: أرفع القبعة للمصريين في الخارج لدعم الدولة بمختلف قضاياها.. وأوقفنا الهجرة غير الشرعية | حوار
بداية وزارة من العدم لم يكن سهلًا.. والسنة الأولى الأصعب
روما كانت مدرسة في التعامل مع الجاليات المصرية.. ومحطة مهمة جدًا في التاريخ الدبلوماسي
فصل تنظيم الكيانات بقانون الهجرة اتخذته من السودان وقت زيارتي لرئيس شئون المغتربين
ذهبت بنفسي إلى وزير الداخلية ووضحت له أهمية إصدار وثيقة تأمين للمصريين بالخارج
المهاجر غير الشرعي يعرض نفسه للهلاك أو الموت نتيجة مستوى معيشته
أول زيارة بعد منتدى شباب العالم إلى دولة رواندا
سأكتب في نهاية فترتي بالحكومة كتابًا عن أزمة العالقين تحديدًا لأن حياتهم بها قصص إنسانية
وثيقة التأمين للمصريين جميعًا دون النظر إلى امتلاك الجنسية
نالت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة نصيبًا من اسمها، حيث يلقبها المصريون بالخارج بالنبيلة في عملها منذ أن تولت مسئولية الوزارة، إذ عملت بكامل طاقتها وجهدها في التعامل مع جميع الملفات الإنسانية الخاصة بالمصريين بالخارج، وكانت أول سيدة تتولى هذا المنصب وتُعيد إحياء مهام الوزارة بعد أن توقفت لمدة 20 عامًا.
تحدثت وزيرة الهجرة في حوارها مع القاهرة 24، حول عدد من المعلومات المهمة والخاصة بملف الهجرة غير الشرعية، وتصدي الوزارة لها من خلال مبادرة مراكب نجاة، ووثيقة التأمين على المصريين بالخارج، والفرق بينها وبين ما يتضمنه قانون الهجرة حينما يتم إصداره، فضلًا عن ملف المصريين في إفريقيا وكيف تتجه الوزارة الآن في معرفة احتياجاتهم.. وإلى نص الحوار:
كنت أول سيدة بشكل خاص وأول مسئول بشكل عام يتولى منصب وزارة الهجرة.. حدثينا عن هذه الرحلة.. وما أبرز مخاوفك؟
في البداية كل سنة والقاهرة 24 بخير وعام سعيد علينا جميعًا.. وبالتأكيد بداية وزارة من العدم لم يكن سهلًا، وإعادة إحيائها مرة أخرى بعد أن تم إلغائها منذ 20 عامًا، حيث لم يكن هناك ملفات، موظفون، مقر، لوجو، استراتيجية ولا أيضًا ميزانية، ويمكن أول سنة في تولي مسئولية الوزارة بجميع شئونها كانت أصعب سنة لبناء الوزارة ودورها الذي نظرت إليه القيادة السياسية وثمنت دور المصريين بالخارج، وهي صاحبة قرار عودة الوزارة مرة أخرى للحكومة المصرية، ولذلك كان لا بد أن الوزارة تعمل كي تثبت للقيادة السياسة أن قرارها كان صائبا، وفي نفس الوقت تثبت للمصريين بالخارج أنها ليست وزارة شرفية ولكنها بالفعل تعمل لصالحهم وربطهم بالوطن.
التحديات كانت كثيرة بالتأكيد، ولكن مهابة الوقوف أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي لحلف اليمين، وقسمي بأنني سأتولى مسئولية هذه الوزارة من العدم كان أكبر تحدٍّ، ولكن الحمد لله ربنا وفقنا وبالتأكيد دعم القيادة السياسية لهذه الوزارة حل الكثير من الأمور.
كيف ساعدتك فترة مسئولية سفيرة مصر في روما على معرفة أهم الملفات بعد تنصيبك وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج؟
روما مدرسة، أنا خدمت في دول كتير منها البرازيل، الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا دبي، وفي كل دولة من هذه الدول كان هناك تنوع للجاليات المصرية، حيث إن الخليج مختلف عن أوروبا، وهم مختلفون عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تختلف عن أمريكا الجنوبية، ولكن روما تحديدًا كانت المدرسة الأكبر ليس فقط بسبب تعاملي مع الجالية المصرية هناك، ولكن أيضًا بسبب مسئوليتي تجاه ملفات الهجرة غير الشرعية بسبب أن إيطاليا هي البوابة الأولى للمصريين للاتجاه إلى أوروبا.
كان لزامًا أن تصل مراكب الهجرة غير الشرعية عندي الأول بإيطاليا قبل أن تنطلق إلى دول أخرى، ولذلك كانت المسئولية كبيرة جدًا، تعلمت فيها الكثير، ومن خلالها فهمت فكر المهاجر غير الشرعي، وما يحدث معه بإيطاليا حينما يصل.. روما كانت محطة مهمة جدًا في التاريخ الدبلوماسي.
بحديثنا عن الهجرة غير الشرعية.. دعينا ننتقل إلى مبادرة مراكب نجاة ونسأل: هل هناك جهود تقوم بها الوزارة لضم المهاجرين غير الشرعيين للدولة المصرية وتقديم جميع الخدمات لهم؟
سأبدأ في حديثي بالمبادرة الرئاسية مراكب نجاة والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنتدى شباب العالم في عام 2019، وكلف بها وزارة الهجرة لكي تتعامل مع ملف الهجرة بمفهوم جديد لم نتعود عليه من قبل وهو مفهوم الفرص البديلة، وأن الدولة تمد يدها للمهاجر غير الشرعي وتنظر إليه على أنه المجني عليه وليس الجاني، كما أنها تهدف إلى تأهيل وتدريب المصريين فنيًا وثقافيًا للالتحاق بسوق العمل في الخارج أو الداخل.. الدولة المصرية ليست ضد الهجرة الشرعية لأن كل المصريين بالخارج إضافة للدولة المصرية.
بعد نجاح الدولة المصرية في 2016 بعدم خروج مركب واحد من السواحل البحرية للدولة، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي المبادرة وأسماها مراكب النجاة، ومنذ أن تم تكليفي بالوزارة، من الرئيس السيسي بالبدء في التنفيذ، نزلنا محافظات كثيرة من المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، وقرى من قرى المحافظة لنتحدث مع أهلها، ونعطيهم فرصا للتدريب والتأهيل منذ 2019 وحتى الآن.
وفيما يخص المهاجر غير الشرعي، فإن وزارة الهجرة ربطت مراكب نجاة بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة، نظرًا لأن المهاجر يرى أن مستوى معيشته هو السبب وراء هجرته بشكل غير شرعي ويعرض نفسه للهلاك أو الموت، ولذلك كانت المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية داخلة ضمن محافظات المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
حينما كنت قنصل مصر في روما، أدركت أن ولاد وانتماء شريحة المهاجرين غير الشرعيين غير طبيعي للدولة المصرية، بالرغم من أنني كنت وقتها معتقدة أنهم في حالة رفض، هم شريحة مهمة للغاية، اتخذوا خطوة خاطئة وغير شرعية ولكن بعد وصوله للدولة التي اتجه إليها من حقه أن يذهب لبيته حيث السفارة أو القنصلية المصرية بالبلد، ويطلب خدمات أو احتياجات من تجديد باسبور أو إصدار شهادة ميلاد أو حتى تقنين أوضاع، وهذه هي الرسالة التي نحرص على توصيلها للجميع.
هل هناك خطة زمنية وضعتها الوزارة للانتهاء من دخول مراكب نجاة في باقي الـ 14 محافظة المصدرين للهجرة غير الشرعية؟
لولا جائحة كورونا، كنا انتهينا من الـ 14 محافظة فمنذ أن تم اطلاق المبادرة الرئاسية مراكب نجاة في عام 2019 كانت هناك فترة تقاعد نتيجة جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية، ولكن خلال هذه الفترة نزلنا إلى 6 محافظات حتى الآن، وإن شاء الله في عام 2022 سنكون أنهينا باقي الـ 14 محافظة.
ولا بد أن نعلم أن الزيارات الميدانية للمحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية لم تكن زيارة واحدة فقط وهي زيارة الوزيرة بل هناك فريق عمل وممثلي وزارات يذهبوا قبلي ويستكملوا بعدي، فنحن في حلقة متواصلة لنكون موجودين دومًا داخل هذه المحافظات للحفاظ على توصيل رسالة الدولة الإيجابية.
هل لدى وزارة الهجرة إحصائية حول أعداد المستفيدين من مبادرة مراكب نجاة منذ إطلاقها وحتى الآن؟
لن أستطيع أن أقول لك رقما محددا، ولكن بالتأكيد نتحدث مع شباب القرية ونقنعهم بالتدريب والتأهيل المقدم، هناك شباب تقدم على هذا وآخرون ينتظرون نتيجة التجربة أمام أعينهم من الشباب الآخرين، ووقت نزولنا للمحافظات أحرص في ذهابي للقرى أن يحكي الشباب الذين تدربوا ولجأوا لجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمركز المصري الألماني تجربتهم لغيرهم من الشباب وليس أنا، لأنهم سيصدقون الشباب الذين مثلهم بنسبة أكبر من تصديقهم لمسئول الحكومة.
بالتأكيد نعمل بكل جهد وأتوقع على نهاية 2022 أن نرى شرائح كثيرة، كما أن الشرائح المستفيدة تتضمن أيضًا الذين يعملون في مشروعات المصريين المستثمرين بالخارج داخل مصر، يفتتحون مشروعات ويوفرون من خلالها فرص عمل كثيرة لشباب القرى والمحافظة، فنحن نعمل على جميع المحاور لتوصيل رسالة أن الدولة لا تنساك.
بحديثنا عن المركز المصري الألماني.. هل من الممكن إعادة نفس التجربة الناجحة مع دولة أخرى غير ألمانيا للحد من الهجرة غير الشرعية؟
المركز المصري الألماني كان أول تجربة على أرض الدولة، أخذ الكثير من الوقت حيث ثلاثة سنوات من العمل ومذكرات التفاهم، تعاون بين وزارة الهجرة والتعاون الدولي والخارجية، ومن ثم التصديق عليه من قبل رئيس الجمهورية، ودائما ما أدعو جميع المسئولين في زياراتهم لمصر من الخارج على تفقده، ليروا حجم الجهد المبذول وأهمية تحقيقه مع الدول الأخرى، وبالتأكيد حينها لن يأخذ نفس الوقت في التنفيذ.
المركز المصري الألماني مقره في المعادي، ويقدم جميع الاحتياجات للمصريين من حيث متطلبات سوق العمل الألماني، والأوراق المطلوبة، كما أن وزارة الهجرة وقعت بروتوكول تعاون مع المركز ومؤسسة مصر الخير، كي يقدم المركز دورات تدريبية وتأهيلية لشباب المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية من خلال مكاتب مصر الخير الموجودة في تلك المحافظات.
دعينا ننتقل إلى وثيقة التأمين على المصريين بالخارج.. ما الفرق بينها وبين صندوق الحماية المقرر العمل به في قانون الهجرة بعد خروجه للنور؟
أصدرنا وثيقة التأمين كحل بديل لحين صدور قانون الهجرة الذي سيتضمن صندوق رعاية المصريين بالخارج، حيث إن وزارة الهجرة قدمت العديد من الحلول بشأن سرعة نقل الجثامين المصرية بالخارج، ولحين انتهاء القانون من مجلس الوزراء ثم حله في مجلس النواب، كان لا بد أن أتصرف بحل آخر سريع، ولذلك تحدثت مع محمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية، وطلبت منه عمل وثيقة تأمين لنقل وشحن جثامين المصريين بالخارج.
عملنا على الوثيقة لمدة 3 أشهر، وذهبت بنفسي إلى وزير الداخلية وأوضحت له أهمية الأمر، لكي يتم إصدار الوثيقة من مكاتب تصاريح العمل بقسط سنوي 100 جنيه فقط لا غير، في حالات الوفاة الطبيعية أو نتيجة حادث، لتغطية نقل وشحن الجثمان بحد أقصى 100 ألف جنيه، وفي حالة الوفاة نتيجة حادث يتم توزيع ما تبقى على الورثة الشرعيين.
والحقيقة أن وثيقة التأمين أثلجت صدور المصريين بالخارج، وهي بداية الطريق، ومن ثم سيتم العمل على وثيقة خاصة بالتعويض عند الإصابة، الفصل التعسفي، نعيش الآن عصرا جديدا ومع جائحة كورونا كان لا بد من اتخاذ خطوات بديلة للاهتمام بهذه الشريحة والاحتياجات للمصريين بالخارج ونؤكد لهم أنهم على قائمة أولويات الجمهورية الجديدة.
لماذا فضلتِ أن تكون وثيقة التأمين على المصري بالخارج اختيارية وليست إجبارية؟
لا أحب أن أشعر المصري بالخارج أنني أفرض عليه قرارا معينا، أنا أقدم له احتياجه، وبعد ذلك سيكون هناك قانون يتضمن وثيقة إجبارية.
أقول للمواطن المصري بهذه الوثيقة إن الدولة تشعر بمعاناتك وتعطي لك فرصة وحماية، كم أننا في الترويج للوثيقة نتحدث معهم بهذا المنطلق، حيث إنها اختيارية ومبلغها ضئيل جدًا، بالإضافة إلى المنصة الإلكترونية يستطيع من خلال التسجيل والطباعة بكل سهولة.
بحديثنا عن قانون الهجرة.. ما أبرز فصول القانون؟
قسمنا قانون الهجرة لثلاثة أبواب، حيث جاء الأول لتعريف المهاجر بحقوقه وواجباته، والثاني يتضمن احتياجات المصري بالخارج وهو ما يتعلق بالحماية القانونية والفصل التعسفي والتعويض عند الإصابة، أما الباب الثالث فيتحدث عن تنظيم الجاليات المصرية بالخارج، وليس معناه التدخل في اختصاص الكيانات، ولكن يهدف إلى تقديم النصائح إلى الأشخاص الذين يتولون مسئولية هذه الكيانات، كما يتم تجديد مجلس الإدارة وإدخال العنصر النسائي والشبابي.
الحقيقة أن هذه التجربة اتخذتها من دولة السودان وقت زياراتي لرئيس شئون المغتربين، حيث إن النوادي السودانية في الخارج من أعظم الأنظمة، وبالحديث عن المصريين بالخارج دعيني أقول إنهم قوى ناعمة للدولة المصرية بالخارج من خلال ما يقدمونه من دعم، وأنا كوزيرة الهجرة أرفع لهم القبعة لكل ما فعلوه في قضية سد إثيوبيا واستقبالات الرئيس السيسي في مختلف الدول، وأيضًا وقوفهم بجميع مبادرات الوزارة.
هل الوثيقة ستكون متاحة للمصريين المقيمين بألمانيا وتنازلوا عن جنسيتهم المصرية للحصول على الألمانية بسبب الدستور الألماني؟
نحن متفهمون تماما موضوع ألمانيا، تحدثت كثيرًا مع المصريين بألمانيا لأشرح لهم أن القانون الألماني لا يسمح بازدواجية الجنسية، والقانون المصري يسمح لك بالتجنس بأكثر من جنسية، والمصريون بألمانيا حدثوني عن حلول ولكن كدولة صعب أن نقوم بها.
وأؤكد أن الوثيقة للمصريين جميعًا، حتى في شحن الجثامين، أحيانًا المواطن يكون متجنسا بجنسية أخرى ولكن صورة الباسبور مصري، لا أقول له محتاجة الأصل، نحن نتعامل بروح القانون ونجمع أولادنا، ونقدم لهم تسهيلات ونمنحهم الشعور بأنهم جزء من بلدهم.
دعينا ننتقل لأزمة العالقين وقت جائحة كورونا.. حدثينا عن الكواليس الخاصة بمتابعتك لهذه الأزمة؟
كانت أياما صعبة جدًا، وعلى قدر العمل في هذه الفترة، لم أستطيع التخلص من الأجندة الحمراء التي لازمتني طوال تلك الفترة في المنزل،، كنت بمشي بيها في البيت، وأتابع من خلالها الطلبات والاستغاثات وخط الطيران على مدار الساعة.
كنت ساعات بطلب على فيسبوك ان في أشخاص أريد التواصل معهم وإليهم، الكواليس كلها كان بها شغل وعمل وتنسيق بين جميع الوزارات المعنية، وفي البداية كان لا بد من تعرف من هو العالق، ووضعنا شروطا للفئات التي لها أولوية، واستمر العمل، كانت كلها قصص إنسانية وأكيد بعد نهاية فترتي في الحكومة سأكتب كتابا عن أزمة العالقين تحديدًا، قصص إنسانية كثيرة وفخورة أنني كنت جزء من هذه المنظومة التي أثبتت أهمية المواطن المصري وكلفت ووجهت بعودة كافة العالقين أو غير العالقين.
كيف تستطيع نبيلة مكرم أو توفق بين كونها وزيرة مسئولة وأم مسئولة في نفس الوقت؟
المرأة المصرية تستطيع أن تقوم كذا أمر في وقت واحد ولذلك ثمنت القيادة السياسية دور المرأة المصرية، وكان ليها دور كبير من 2011 وحتى الآن، أنا برد على تليفوناتي، والسوشيال ميديا، وبشوف زوجي وأولادي وبيتي، هي دي المرأة المصرية.
ليست فقط وزيرة الهجرة ولكن هناك وزيرات أخريات يقومن بالدور نفسه، حتى السيدة ربة المنزل تستطيع أن تفكر في أمور كثيرة بوقت واحد.
بعد توجيه الرئيس السيسي بتشجيع القطاع الخاص في الاستثمار.. كيف سيساعد مؤتمر مصر تستطيع القادم تشجيع المصريين بإفريقيا على ذلك؟
الحقيقة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بأن تكون هناك جلسة حوارية خاصة بالمصريين في إفريقيا بمؤتمر مصر تستطيع بالصناعة القادم، وذلك بالتزامن مع مبادرة صوت مصر في إفريقيا التي أطلقتها وزارة الهجرة؛ للاهتمام بشئون المصريين هناك واحتياجاتهم، فبالرغم من أن عددهم ليس كبير إلا أنه لهم دور محوري.
ولدينا نماذج لشابات مصريات بإفريقيا ورجال أعمال أيضًا على مستوى صغير داخل إفريقيا، ومن ضمنهم محمود صقر الذي كنت استعرض تجربته بمجلس النواب منذ فترة، ونماذج لرجال أعمال على مستوى صغير داخل إفريقيا حيث محمود صقر، الذي استعرضنا شغله في مجلس النواب، حيث دوره في عمل مصانع وتحالف مع الروانديين وشاركهم.
وقررنا أن تكون أول زيارة بعد منتدى شباب العالم إلى دولة رواندا، لأننا أيضًا نبحث عن المصريين الذين ذهبوا إلى إفريقيا فرادى واستطاعوا الاندماج مع المواطن الأفريقي، لأن هو هيقول لي ما هي احتياجاته في الاستثمار، ولذلك عملنا أكثر من 5 جلسات حوارية افتراضية مع المصريين في إفريقيا ونأخذ منهم الأفكار.
نرغب بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة إقامة معرض للحرف اليدوية بالدول الإفريقية لنثبت للمواطن الأفريقي أن الثقافات متقاربة، وسهلة الاندماج، وأن قوتنا الناعمة جذورها واحدة وبالتأكيد سيكون لوزارة الثقافة دور قوي في هذا الأمر.
هل كانت كورونا عائقًا في التواصل مع المصريين بإفريقيا خلال الفترة السابقة؟
أتذكر جيدًا وقت جائحة كورونا كان هناك 100 مصري عائق في كينيا في شهر رمضان، وقمت بالفور بالتواصل مع الكنسية المصرية في إفريقيا، حيث البابا تواضروس وهو بدوره تحدث مع وكلم الأنبا بولس، وكان كل يوم في مائدة إفطار لـ كل المصريين وسأل على البلح والشوربة بالتعاون مع المستوصف الطبي، وتم توفير كافة الاحتياجات لهم.
لا بد من الاستفادة من القارة الأفريقية ليس فقط بالمواطن المصري، ولكن دور الكنسية المصرية والمبعوثين الأزهريين، لا بد من العمل على كل القوى الناعمة بإفريقيا ونثمن دورها القوي.
علاقة وزيرة الهجرة قوية بالأزهر والكنسية.. مسئولية الوزارة هي ما عزز ذلك أم العمل الدبلوماسي؟
ليس العمل الدبلوماسي أو كوني وزيرة، هي تربية بالأساس والأصل، كبرنا على أنه لا يوجد فرق بيننا، السيدة التي ربتني مع والدتي جارتي وهي محجبة، وبحرص على التواصل معها دومًا في كل زيارة لمحافظة الإسكندرية، قربي من شيخ الأزهر أنا بعتبره أبويا وهو يقول لي يا بنتي، دخلت بيته في الصعيد وتجمعنا علاقة لطيفة وإنسانية أنا بفخر بيها، وأيضًا علاقتي بالبابا تواضروس.
لولا الأزهر والكنيسة مع القيادة السياسية الحالية كانت مصر ستذهب لاتجاه آخر، وكل برامج الجيل الثاني والثالث أحرص على زياراتهم للأزهر والكنيسة.
ما هي كواليس زيارات الجيل الثاني والثالث لقيادات الجيش والصاعقة؟
كان عندي مجموعة من شباب الجيل الثاني والثالث في استراليا، وكنا في الصاعقة، بعد التدريبات في فقرة المعايشة، جندي الصاعقة بياكل كل حاجة قدامه، في الأول شاهدنا فقرة الفرخة ثم الأرنب ثم عند فقرة الثعبان، الولاد اتفاجئوا أن في شباب زيهم بياكلوا الثعبان، وقالوا لي ممكن نجرب.. في الأول خوفت بعدين قولتله جرب وانا هبتدي بنفسي.
بعد ما جربوا قالوا لي ده زي السوشي، اندمجوا جدًا ما ما عرفوا قيادات الجيش بتعمل ايه وبعد ما شافوا معايشتهم في وحدة المظلات وغيرها من كواليس الخاصة بالجيش الوطني، الكواليس كلها جميلة ووطنية جدًا وفخورة بالتعاون الذي حدث بين الهجرة والدفاع فيما يتعلق بولاء وانتماء هذه الشريحة.
ننتقل إلى مبادرة اتكلم عربي.. حدثينا عن أبرز المواقف بعد اطلاق التطبيق؟
كنت بعمل معسكرات مع الأولاد على زووم، واتذكر ولد غنى أغنية الصاعقة، وبعدها شعرت بفرحة الآباء والأمهات وهو يسمعون أولادهم يتحدثون بالعربي، وفي الوقت الذي يزوروا فيه صر أقول لهم انا مش بفهم انجليزي أو فرنساوي كلموني عربي حتى لو مكسر.. من اللحظات السعيدة أيضًا حينما قالت لي أحد الأمهات أن ابنها يقوم بفتح أغاني عربية، بالإضافة إلى رسائل المصريين المتزوجين أجانب بالخارج ومواقف تعليمهم اللغة العربية.
ما هي أبرز النصائح التي تحافظ وزيرة الهجرة على إعطائها لأولادها؟
أول شيء هو الإيمان بربنا سبحانه وتعالي، بمعنى طول ما بتراعي ربنا في عملك تأكد أن حقك هيجيلك حتى لو وقعت لأننا بشر ولازم نخطئ، ومهم نتعلم من خطأنا ويكون نظرنا فوق.
الإحساس بالضعيف، لأن حتى مقياسي مع الأشخاص بشوف معاملته مع الأقل منه، لا بد وأن يكون بها رأفة واحترام ومودة، بوعي أولادي دومًا أن الدنيا ليس سهلة ولازالت أمامهم الكثير من التجارب التي سيخوضونها، والأهم هو الأيمان بربنا.
دومًا تقولين أن وزارة الهجرة إنسانية بالأصل.. ما هي أبرز المواقف الإنسانية التي تتذكرينها حتى الآن؟
المواقف كثيرة أوي، ولكن هناك قصة مرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل وهي قصة الفتاة المصرية التي أعادتها إلى صر بعد وفاة والدتها من إيطاليا وقت كنت سفيرة مصر في روما، وتدور الأيام وأجدها هنا، يمكن من أكثر المواقفة المؤثرة فيات بشكل كبير.. كل ساعة وكل يوم في قضية إنسانية بوزارة الهجرة وفخورة بكل حاجة عملتها مع فريق الوزارة.
يلقبك البعض بأنك أشيك وزيرة بمصر.. من تستشير وزيرة الهجرة لاختيار ملابسها؟
كل الوزيرات زملائي مش بس صورة جميلة أنما اطلاع كل واحدة بملفها وعلى قد المسئولية، ولكن يمكن كوني دبلوماسية سابقة بمثل مصر في الخارج، كان لا بد أن أحرص على المظهر غير المفتعل، نظرًا لأن لكل مقام مقال، يجعلني أركز على شكل الملابس حينما أقابل البابا تواضروس أو شيخ الازهر، أو الرئيس عبد الفتاح السيسي.
