بين الرفض والقبول.. هل تصبح العملات الرقمية المشفرة أمر واقع في 2022؟
تباينت ردود الأفعال حول قبول العملات الرقمية المشفرة كأداة للتعامل في الأسواق المالية العالمية حيث ما زال الرفض يسيطر على عدد من الحكومات والدول، إلا أنه في الوقت نفسه تحاول دول أخرى مواكبة التطور والسعي لاستشراف المستقبل عبر السماح بالحصول على السبق في تقنين التعامل بالعملات الرقمية داخل أسواقها، لا سيما بعد أن شهدت دعم عالمي غير حكومي من قبل الأثرياء وهو ما قد يشكل ضغط غير مباشر وأمر واقعى للتعامل بالعملات المشفرة في المستقبل.
مر سوق العملات الرقمية المشفرة بتقلبات شديدة خلال 2021، وعلى الرغم من ذلك شهد اتجاهًا كبيرًا لتمهيد التعامل على العملات الرقمية، سواء من قبل الأفراد أو المؤسسات حيث اعترفت عدة دول بها، وهو ما أسهم في إضافة ما يزيد عن 1.5 تريليون دولار للقيمة السوقية للعملات المشفرة، لترتفع إلى 2.5 تريليون دولار.
كما شهد 2021 تدخل المؤسسات المالية في الأصول الرقمية، بشكل لم يحدث من قبل، حيث أصبح التمويل اللامركزي جزءًا رئيسيًا من سوق التشفير.
وشهدت العملات الرقمية اعتراف المزيد من الدول بها، بالإضافة إلى إطلاق أول صندوق تداول لـ بيتكوين في البورصة الأمريكية وإعلان عدد من المسئولين عن قبض رواتبهم من خلال بيتكوين، إلى جانب سعي تسلا ومديرها التنفيذ لتبني العملات المشفرة في بعض المعاملات.
بورصة العملات المشفرة بينانس
تسعى منصة العملات المشفرة بينانس للتوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولذلك قامت بتعيين ريتشارد تنج، في منصب الرئيس الإقليمي لها في وذلك بعد أن كان الرئيس التنفيذي لمنصة التشفير في سنغافورة.
وكانت بينانس التي تعد أكبر بورصة للعملات المشفرة من حيث حجم التداول، قد سحبت طلبها المقدم للحصول على رخصة لتشغيل بورصة مشفرة محلية في سنغافورة تحت إشراف سلطة النقد، وهو ما أنهى التوقعات ببروز سنغافورة كمقر رئيسي عالمي للبورصة.
ووجهت بينانس نظرها نحو الشرق الأوسط بدلًا من ذلك، حيث اشترى مؤسسها Changpeng Zhao أول منزل له في دبي بنوفمبر الماضي، وقامت المنصة بتوقيع اتفاق تعاون مع هيئة مركز دبي التجاري العالمي؛ التي تعمل على إنشاء نظام بيئي دولي للأصول الافتراضية، وذلك في إطار سعي دبي لتكون منطقة تشفير ومنظمًا للعملات المشفرة والأصول الافتراضية الأخرى.
ووافقت هيئة مركز دبي التجاري العالمي، أو ما تعرف بالمنطقة الحرة، على إطار عمل في سبتمبر يسمح لها بالموافقة على الأنشطة المالية المُتعلقة بالتشفير وترخيصها، وفي أكتوبر، أصدر مركز دبي المالي العالمي، وهو منطقة حرة أخرى في دبي؛ الجزء الأول من الإطار التنظيمي للرموز الرقمية.
كما حصلت بورصة التشفير بينانس على موافقة مبدئية من البنك المركزي البحريني للعمل في المملكة كمزود لخدمة الأصول المشفرة، وتحتاج إلى إتمام تقديم الملفات بشكل كامل.
وفي حالة حصول بينانس على الترخيص الكامل، ستكون هذه أول موافقة من جهة تنظيمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تنالها المنصة، وسط مساعيها للتواجد في المنطقة، خاصة في الخليج، حيث يستعد المسؤولون التنفيذيون لإنشاء مقر رئيسي محتمل.
وتعمل بينانس على تعزيز وجودها في فرنسا بعد عام متقلب من التدقيق التنظيمي، من خلال تمويل مبادرة بقيمة 113 مليون دولار مع مجموعة الصناعة France FinTech في محاولة لدعم قطاع العملات المشفرة وبلوكتشاين.
وعلى الجانب الأخر، مرت بينانس بعدة اضطرابات في علاقاتها مع المنظمين في جميع أنحاء العالم، ومن بين المشكلات التي واجهتها، الحظر الذي فرضته هيئة السلوك المالي البريطانية والتحقيق الذي أجرته لجنة تداول السلع الآجلة في الولايات المتحدة.
الاعتراف بـ العملات المشفرة
سمحت العديد من الشركات، باستخدام العملات الرقمية المشفرة خلال تعاملاتها، وقال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إن شركته ستسمح للأشخاص بشراء بعض سلعها باستخدام عملة دوجيكوين dogecoin.
وقال ماسك إنه يعتقد أن دوجكوين يمكن أن تصبح مستقبل العملات المشفرة، ولن تكون تسلا أول شركة تقبل رمز دوجكوين في الدفع، فقد بدأ دالاس مافريكس، فريق كرة السلة المملوك لمشجع العملة المشفرة مارك كوبان، بيع التذاكر والبضائع مقابل تلك العملة خلال العام الحالي.
ويعد ماسك وشركته تسلا، المحركين الرئيسيين لازدهار العملة المشفرة في عام 2021، حيث اشترت شركة صناعة السيارات الكهربائية 1.5 مليار دولار من البيتكوين في يناير، ثم في مارس، أعلنت أنها ستبدأ في قبول العملة المشفرة لدفع ثمن السيارات.
وتراجع ماسك عن هذه الفكرة في مايو؛ منتقدًا استخدام البيتكوين للطاقة الجنوني.
وأصبح عمدة ميامي أول سياسي أمريكي يتقاضى راتبه بعملة بيتكوين، تبعه إريك آدامز، عمدة نيويورك، الذي أعلن بعد انتخابه في نوفمبر الماضي، إنه سيتقاضى رواتبه الثلاثة الأولى بعملة بيتكوين، في إطار سعيه لأن تصبح نيويورك واحدة من أفضل الوجهات في لعشاق العملات المشفرة، وأن تكون عاصمة العملات الرقمية في الولايات المتحدة.
وقال بريان كيلي، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة استثمار العملات الرقمية BKCM، أنه متفائل بشأن عملة بيتكوين، وأنها قد تصل إلى 100 ألف دولار بحلول نهاية عام 2022.
وأضاف أن ظهور ميتافيرس يجذب اهتمام المستثمرين، مما يفتح المجال لظهور الكثير من العملات الأخرى، سواء كانت في ميتافيرس، أو اللعب أو التمويل اللامركزي بشكل جيد، مشيرًا إلى أن أصحاب رأس المال الاستثماري، والأموال الجديدة والصناديق مثل الأموال؛ التي يمتلكها تُركز على فُرص النمو المبكرة.
السلفادور تسعى لبناء مدينة بيتكوين
بعد أن أصبحت السلفادور أول دولة تتبنى بيتكوين عملة رسمية، تسعى لبناء أول مدينة بيتكوين في العالم، والتي من المفترض تمويلها في البداية من خلال سندات بيتكوين، وهو ما يزيد من رهان البلد الذي يقع في أمريكا الوسطى على العملة المشفرة.
مدينة بيتكوين التي سيتم إنشاؤها في شرق السلفادور سيتم إمدادها بالطاقة من بركان، كما أنه يتم فرض أية ضرائب باستثناء ضريبة القيمة المضافة، وسيتم بدء تمويل المدينة خلال العام الحالي، وستكون السندات متاحة في نفس العام، وفقًا لـ رئيس الدولة نجيب بوكيلة.
وعلى الجانب الأخر تسعى عدة دول أبرزها الصين والهند لإنشاء العملات الرقمية الخاصة به، واتخاذ إجراءات صارمة ضد العملات الرقمية المشفرة.