عمره 500 عام ومقصد للسياح.. تعرف على أقدم منزل واحاتي بالوادي الجديد
يأخذك الطريق غير الممهد ليمتلئ حذاؤك أثناء سيرك في الطريق، إلى أقدم منزل في الواحات الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، بعفرة الزمن وتراب كأنك تمشى على خطوات من تاريخ عريق تشعر بأثريته منذ أول وهلة لدخولك لتلك المنطقة، لتجد نفسك أمام منزل قديم جدا، مكتوبة عليه لافتة تحمل اسم مصباح الواحاتي.
نشأة وتاريخ المنزل
يقع هذا المنزل العتيق وهو بيت مصباح الواحاتى، ويزيد عمره عن 500 سنة، ويعكس المبنى ملامح الحياة القديمة في الواحات منذ عدة قرون، حيث تحول إلى مزار سياحي ووجهة لعشاق التراث الواحاتى القديم.
ورصدت عدسة القاهرة 24 ملامح المنزل في زيارتها لها، بداية من مدخله الذي يمثل ممرًا ضيقًا تحت سقيفة تتجه نحو عدد من المنازل القديمة، متجهًا نحو مدخل المنزل الذى يطل على شارعين ويحتوى على سلالم في الاتجاهين وهو عبارة عن مبنى من الطوب اللبن والجريد والدوم والنخيل، ورغم ذلك ما زال يحتفظ بحالته رغم مرور أكثر من 500عام على إنشائه.
وريث المنزل يروي قصص أجداده
ويقول منتصر مصباح صاحب المنزل، إن هذا المنزل يضم 4 طوابق، تضم 12 غرفة كانت تعيش فيها 6 أسر، ويوجد به الخربش المشترك وهو عبارة عن حمام لجميع سكان المنزل، كما يحتوى على عدد من الأدوات الخاصة بسكان الواحات قديمًا ومنها المهراس، وهى آلة خشبية لطحن الغلال والحبوب والطابونة، وكذلك المنشار البلدي والمالقون والدارمة ونول لصناعة الحصير من نبات السمار.
وأوضح صاحب المنزل أن المنزل بحالة جيدة على الرغم من قدم تاريخه، والذي أجريت له عدة ترميمات دون المساس بالتصميم الأصلي للمنزل، وجار تحويله لمزار سياحي، كما استقبل عددًا كبيًرا من الوفود والزيارات لمتابعة التراث الواحاتي والتعرف على ملامح الحياة القديمة في الواحات.
بوابات ودروب الحارة الواحاتية قديمًا
ولفت، صاحب المنزل إلى أن منطقة درب السندادية التابعة لمركز الخارجة بمحافظة الوادي الجديد كانت تضم المنطقة بوابة المتاريس وبوابة الشيخ عتمان وبوابة كتان، ويمتد طول الدرب حوالى 500 متر، وهو عبارة عن درب متعرج متفرع من عدة حارات صغيرة على جانبي من المنازل السكنية المتلاصقة.
دعوة وزير الآثار لزيارة أقدم منزل في الواحات
ووجه، مصباح، رسالة إلى الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، لاعتبار ذلك المنزل مزارًا أثريًا يحمل بين دروبه الهوية الواحاتية القديمة، حيث عاشت فيه عائلات من العشائر بمدينة الخارجة حتى اشتراه من أحدهم، وقرر تحويله لمزار لأنه يعشق التراث الواحاتي ويسعى للحفاظ عليه ويقوم بتنظيم فعاليات ثقافية ويوجه الدعوة للمثقفين والشعراء والأدباء بالمحافظة، لكى يزوروا المنزل كما ان منطقة درب السندادية تحولت إلى أثر بعد عين، وجرى تنفيذ مشروع التطوير الحضري على المنازل المنهارة في المكان وهو ما جعله يوجه الدعوة للمسئولين لزيارة المنزل وبحث إمكانية تطوير المدخل المؤدى للمنزل، ومدى إمكانية توفير دورة مياه متنقلة له يقوم بتشغيلها.
