أقدم مكوجي رجل بأسيوط: أعمل منذ 60 عاما وشغلي كله على الملابس الصوف | فيديو
في محل صغير لا يتعد عدة أمتار، يظهر على جدرانه التأكل نتيجة عوامل الزمن، يوجد رجل سبعيني بشوش الوجه، يستقبلك والابتسامة بين شفتيه، وظهره منحني وقدمية موضوعة أعلى مكواة رجل لكي الملابس بكل احترافية رافضا ترك مهنته التي عمل بها منذ طفولته.
عم يوسف: بدأت العمل في مكواة الرجل وعمري 14 عاما
في البداية، يقول عم يوسف، إنه يبلغ من العمر 74 عاما، وبدأ في مهنة مكواة الرجل منذ 60 عاما، حينما كان يبلغ عمره 14 عاما، حيث تدرب على المهنة عند مكوجي رجل يدعى عم وطني، وبعد أن أصبح جيدا في كي الملابس وقادرا على فتح محل خاص به ترك عم وطني وفتح محله الخاص في شارع المركز القديم بمركز ديروط التابع لمحافظة أسيوط.
أقدم مكوجي رجل بأسيوط: أعمل منذ 60 عاما
استمر عم يوسف في محله بشارع المركز القديم لمدة 35 عاما، في كي الملابس بطريقة احترافية تجعل الزبائن تختاره دون غيره لكي ملابسهم، موضحا أنه حينما بدأ العمل منذ 60 عاما كان سعر الكي قرشا واحدا وظلت الأسعار ترتفع بمرور الزمن وغلاء الأسعار، حتى أصبحت 5 جنيها بحد أدني، فالجلابية العادية بـ 5 جنيهات، والقفطان 5 جنيهات أيضا، بينما سعر كي الجلابية المكففة يبلغ 10 جنيهات، وسعر الجلابية البلدي 15 جنيها، وأغلى أسعار الكي من نصيب العباية حيث يبلغ سعر كيها 30 جنيها وذلك لكبر حجمها.
وأضاف عم يوسف، أنه انتقل لمحله الجديد وهو الحالي الذي يعمل به منذ 15 عاما، وانتقلت معه أيضا زبائنه بالإضافة إلى زبائن جديدة عرفته من محله الجديد، موضحا أنه لديه 4 أبناء وفتاة، وجميعهم متزوجون ولديهم أبناء، وعمله في مكواة الرجل هي المصدر الوحيد للدخل، وهي من وفرت مصاريف المعيشة حتى ربى أبنائه وتزوجوا ومازالت هي مصدر دخله الوحيد.
التطور التكنولوجي أثر على مكواة الرجل
وعن اندثار المهنة، أوضح عم يوسف أنه مع التقدم التكنولوجي وظهور أشكال أخرى للمكواة أصبح الإقبال على مكواة الرجل ضعيفا، مما يؤثر على الدخل، لافتا إلى أن العمل قائم على كي الملابس المصنوعة من الصوف وهو ما يجعله يعمل خلال فترة الشتاء فقط نظرا لعدم وجود الملابس الصوف في الصيف، ونادرا ما يأتي زبائن في الصيف لكي جلاليب صيفية.
عدة مهنة مكواة الرجل
وعن عدة الشغل أوضح عم يوسف أنها تتكون من باجور، وأنبوبة، وساجة، وترابيزة أرضية، بالإضافة إلى المكواة والتي يبلغ وزنها 30 كيلو، حيث يقوم بتوصيل الأنبوبة بالباجور ويسخن المكواة على الباجور ويبدل بين مكواتين وفي التبديل يستخدم الساجة، مشيرا إلى أن عمله في المكواة الرجل أثر على ظهره وأصبح يعاني من الآلام في فقرات الظهر، ولكنه لا يعرف أي مهنة أخرى سوى مكواة الرجل، مؤكدا إنه سيظل يعمل بها حتى آخر عمره.
