عربدة واغتيالات وجرائم عنيفة.. مطالبات فلسطينية بالحماية الدولية من المستوطنين الإسرائيليين
لم يتبق للفلسطينيين سوى الرحيل من أراضيهم المحتلة، فالتهجير القسري بات الشعار الأوحد الذي يرفعه المستوطنون.. عبارة تلخص ما يتعرض له الشعب الفلسطيني خلال الأيام الأخيرة من جرائم من قبل الكيان الإسرائيلي، وتكشف ما يحاك ضد قضيته وأرضه المحتلة.
الأرض الفلسطينية المحتلة، تعرضت في الأيام الأخيرة للعربدة من قبل قطعان المستوطنين الذين هاجموا البشر والحجر داخل الأراضي الفلسطينية، تحت حماية جيش وشرطة الاحتلال.
الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأمين جبهة التحرير الفلسطينية قال لـ القاهرة 24، إن الاعتداءات المتواصلة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على شعبنا الفلسطيني، تتطلب حماية دولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لوقف تلك الانتهاكات.
مقاطعة الاحتلال
وأوضح المسئول الفلسطيني، أنه لا سبيل أمامنا سوى الدعم الدولي لنا، وفرض مقاطعة شاملة دولية وعربية على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل وقف هجماته ضد أبناء شعبنا، مضيفا: ليس لدينا أي خيار سوى الدفاع عن أرضنا، وممتلكات شعبنا في ظل عدوان المستوطنين المتصاعد في كل أنحاء الضفة الغربية.
وتابع: اعتداءات المستوطنين الآخذة في التصاعد في الآونة الأخيرة تتم بحماية جيش الاحتلال وبضوء أخضر من المُستوى السياسي في إسرائيل والهدف من هذا العدوان هو حمل الفلسطينيين على الرحيل عن أراضيهم وتهجيرهم من ديارهم.
وطالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بمحاكمة الاحتلال بشكل جدي أمام المحكمة الجنائية الدولية التي لا بد أن تسرع من أدوات عملها من أجل وضع حد وقطع الطريق على مواصلة هذه الجرائم التي يقوم بها الاحتلال، متوقعا بالمزيد من التدهور حال استمرار الاحتلال بالتصعيد داخل الأراضي الفلسطينية.
جرائم المستوطنين
الكاتب والصحفي الفلسطيني، ثائر نوفل أبو عطيوي، رأى في حديثه لـ القاهرة 24، بأن الأوضاع في فلسطين المحتلة تزداد يومًا بعد يوم شدة ووحشية، فاعتداءات قطعان المستوطنين على أهلنا في قرى وبلدات الضفة الغربية، بات على مرأى ومسمع ومباركة من حكومة الاحتلال الإسرائيلية، التي تدعم توجهات المستوطنين وتشد على أيديهم بمزيد من التطرف والإرهاب تجاه المواطنين والأهالي العزل، قائلا: خير شاهد ودليل ما حدث وما يحدث في قرية برقة الواقعة شمال محافظة نابلس، وازدياد عمليات الدهس المتعمد من قبل قطعان المستوطنين بحق أطفال ونساء شعبنا الأعزل بشكل ملحوظ ومتكرر.
وأكمل أبو عطيوي: هذا يأتي بالتأكيد ضمن خطة استيطانية احتلالية يهدف لها المستعمر الإسرائيلي لترويع أبناء شعبنا وتفريغ السكان الفلسطينيين من مناطق سكناهم، بهدف زيادة رقعة وفكرة الاستيطان، التي تقوم على التهجير والتطهير العرقي، واستشهاد المسنة غدير مسالمة، إثر دهسها من قبل أحد قطعان المستوطنين على مدخل بلدة سنجل الواقعة شمال مدينة رام الله، دليل إضافي وجديد على أن هناك خطة استيطانية يقوم بتنفيذها الرعاع من الحاقدين من قطعان المستوطنين وبمباركة الاحتلال وحكومته التي من الواضح أنها تعطي مساحات واسعة وإطلاق العنان الأرعن للعصابات الاستيطانية بترويع وقتل الفلسطينيين بدم بارد، وهذا ما شهدته العديد من بلدات وقرى الضفة الغربية من عمليات دهس للأطفال والنساء والمسنين الفلسطينيين العزل الأبرياء في الآونة الأخيرة.
وطالب الكاتب الفلسطيني، بالعمل بشكل فوري وعاجل من كافة المؤسسات والهيئات الرسمية الدبلوماسية والحقوقية الفلسطينية على نقل صورة الواقع المرير لكافة المحافل العربية والعالمية، ونقل معاناة المواطنين الفلسطينيين العزل، وما يلحق بهم بشكل يومي على أيدي قطعان المستوطنين.
وأكد الصحفي الفلسطيني ضرورة التحرك الفعلي والعاجل والجاد من أجل كبح جناح المستوطنين المتطرف الغاية والهدف المنشود، من قبل الأشقاء في الدول والبرلمانات العربية والعالمية والمؤسسات الحقوقية العالمية من أجل إيقاف حكومة الاحتلال ومستوطنيها للكف عن ممارسات القمع والتنكيل والقتل المستمرة للفلسطينيين الأبرياء العزل.
دفاع عن النفس
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية، إنها لن تسمح باستمرار اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين في الضفة الغربية، محذرة من أن ما يجري يمثل لعبا بالنار واستهانة بقدرات وعزيمة الفلسطينيين الذين من حقهم استخدام كافة الوسائل للدفاع عن حقوقهم.
وأدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، استمرار اعتداءات المستوطنين الإرهابية، كان آخرها الاعتداءات على قرى: برقة، وسبسطية، وبزاريا، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 250 مواطنا، وتخريب الممتلكات وقطع الطرق.
الخارجية الفلسطينية في تصريحات مماثلة، حملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن الحرب الاستعمارية التوسعية، المتمثلة باعتداء المستوطنين على الفلسطينيين بمشاركة وإسناد من الجيش الإسرائيلي.
وقالت الوزارة في بيان لها إن انفلات المستوطنين وسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلية على الطرق ومفارقها، من خلال نصب الحواجز، والأبراج العسكرية، والبوابات الحديدية، بات يشكل المشهد اليومي لحياة الفلسطينيين المحفوفة بالمخاطر.
وأضافت: في الوقت الذي يحتفل به شعبنا الفلسطيني والعالم أجمع بأعياد الميلاد المجيدة، يواصل المستوطنون ومنظماتهم الإرهابية المسلحة وقوات الاحتلال وأذرعه المختلفة تصعيد العدوان على شعبنا، وأرضه، وممتلكاته، ومقدساته.
وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية بمكوناتها كافة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "هذه الحرب الاستعمارية التوسعية، التي تشكل الجوهر الحقيقي لسياسة الإسرائيلية الرسمية تجاه شعبنا وحقوقه، وتكشف زيف الشعارات والتلاعب بالألفاظ التي تمارسها للتغطية على هذه الحقيقة، سواء فيما يتعلق بطريقة توظيف مقولة العدو الخارجي، أو مقولة الأمن مقابل الاقتصاد، أو عبارة تقليص الصراع وتخفيف الاحتكاك، والتي جميعها تعتبر أبواب للهروب من استحقاقات السلام العادل والشامل".
الحماية الدولية
وقبل ساعات، دعت 145 منظمة أهلية فلسطينية، الأمم المتحدة إلى توفير حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين من اعتداءات يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون بحقهم، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي جزء من محاولات الترحيل القسري وترتقي إلى جرائم حرب.
ووفق تقارير دولية، فقد دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عبر بيان، إلى تحرك فوري لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين، خاصة شمالي الضفة.
وهذه الاعتداءات وصفتها الشبكة بأنها انفلات عنصري للمستوطنين ضمن حرب مفتوحة وممنهجة، وهي ليست عمليات فردية أو منفصلة عن سياق متواصل من الاعتداءات والتطهير العرقي، التي تشمل أيضا مدينة القدس المحتلة ومحيطها ومقدساتها وسائر الأراضي الفلسطينية.
وشددت على أن الأمم المتحدة مطالبة باتخاذ التدابير العاجلة لتوفير الحماية الدولية، والعمل بكل السبل المتاحة لإلزام قوة الاحتلال بوقف ممارساتها التي ترتقي لجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعت إلى توفير كل الخطوات اللازمة لدعم الفلسطينيين للبقاء في أرضهم، والعمل على وقف كل الإجراءات الهادفة إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
وكان مستوطنون شنوا هجمات واسعة في مناطق متفرقة قبل ساعات، طالت قرى قريبة من نابلس، وبلدة سبسطية، وبعض المناطق الأخرى، ووقعت مواجهات بين المستوطنين وشرطة الاحتلال من جانب، وشباب فلسطيني من الجانب الآخر، كما قامت ميليشيات المستوطنين الإسرائيليين أيضا، بشن اعتداءات جسدية على بلدات فلسطينية في الضفة الغربية نتج عن أحدها دهس امرأة فلسطينية مسنة حتى الموت.