أكاديمي: قرية حسن فتحي تنطبق عليها مبادئ العمارة الخضراء والمستدامة
قال الدكتور محمد عبد الهادي، رئيس قسم الهندسة المعمارية بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بالأقصر، إن قرية حسن فتحي في القرنة الجديدة، التي افتتحتها وزيرة الثقافة مؤخرا، تنطبق عليها مبادئ العمارة الخضراء والمستدامة في كل مناحي العمارة والعمران.
وأضاف محمد عبد الهادي في تصريح لـ القاهرة 24: تتمثل مبادئ العمارة الخضراء والمستدامة في تقليل النفايات والملوثات المختلفة وذلك بإعادة استخدامها، الاقتصاد في استخدام المواد والموارد، الحفاظ على الطاقة المستهلكة في تصميم وإنشاء المباني،احترام خصائص الموقع، الاعتماد على مواد البناء المحلية وتقليل الإهدار وإساءة الاستخدام عن طريق دراسة الخصائص البيئية والميكانيكية والاقتصادية لمواد البناء المختلفة واختيار أنسبها، تحقيق فراغ معماري صحى سليم.
وأوضح عبدالهادي أن المشاهد لقرية القرنة الجديدة والتي شيدها المهندس حسن فتحي 1945/1947، برؤية معاصرة يرى أن مبادئ العمارة الخضراء والمستدامة التي ينادي بها العالم، قد استخدمها حسن فتحي عند تشييد وبناء القرية من حيث توافقها مع البيئة على المستوى البنائي والتشكيلي والمناخي، واستخدام مفردات العمارة العربية التي تتعامل بعبقرية مع إشكاليات المكان.
وتابع عبد الهادي: استخدم حسن فتحي قرية القرنة من البداية حتى النهاية، التهوية الطبيعية باستخدام ملاقف الهواء والأفنية الداخلية، وتوجيه المباني، ومواد البناء المحلية الصديقة للبيئة، وطرق البناء التقليدية، وتقنيات الحفاظ على الطاقة، وكان يضع الناحية الاقتصادية نصب عينيه في جميع مراحل تشييد القرية.
واستطرد عبد الهادي: حسن فتحي رأى أن القرنة الجديدة ليست فقط مهمة معمارية كبيرة، ولكن من الممكن أيضًا أن تكون نموذجا يقدم حل لمشكلة الإسكان للفلاحين المصريين بطريقة آمنة وصحية وغير مرتفعة التكلفة.
واختتم عبد الهادي كلامه: من هنا يمكن أن نستخلص أن الفهم الحقيقي لإنجاز حسن فتحي يجب أن يتجاوز محدودية المبنى إلى آفاق الرؤية والفلسفة التي طرحها عند تشييد وبناء القرية، والتي ناضل من أجلها نضالًا طويلًا ومجهدًا، ومن ثم فإننا يجب أن نميز بوضوح ما بين حسن فتحي كمرجعية تشكيلية وبينه كمرجعية فلسفية.
افتتاح قرية حسن فتحي
وكانت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، افتتحت، مؤخرا، المرحلة الأولى من ترميم قرية حسن فتحي بمدينة القرنة محافظة الأقصر، بحضور عدد من قيادات وزارة الثقافة ورؤساء القطاعات ونائب محافظ الأقصر، حيث شملت الترميمات المسجد والخان وقصر الثقافة.
