تشارلز داروين يبحر حول العالم.. كيف ساعدته رحلته في إنشاء نظرية التطور؟
تشارلز داروين، العالم البريطاني الشهير، صاحب النظرية الجدلية الكبيرة، نظرية التطور، التي أصبحت بعد سنوات وسنوات من رحيله، هي المعتمدة في ميدان البحث العلمي، ورغم الصدمة التي سببتها تلك النظرية في المجتمع، فإنها أصبحت الأساس الذي قامت عليه دراسات التطور فيما بعد، والذي أبحر في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر من عام 1831، من بريطانيا، ليقوم برحلة استكشافية استمرت لمدة خمس سنوات، فما الذي كان يبحث عنه داروين في تلك الرحلة؟
ولد تشارلز داروين في 12 فبراير من عام 1809، في شروزبري، بـ إنجلترا، وتوفي في 19 أبريل من عام 1882، وتلقى رعاية من أخوته الثلاث الأكبر، لوفاة والدته وهو في الثامنة من عمره، وفي الدراسة، كان يعاني من تسلط وقسوة الراهبة التي تشرف على دراسته، في مدرسة شروزبري، والتي بسببها كره التعلم.
التحقق بجامعة إدنبره في عام 1825، ودرس فيها الطب، وخلال تواجده في الجامعة تعلم الكثير عن الكيمياء، والصخور، وأيضا كيفية تصنيف النباتات، من خلال النظام الطبيعي، وتعرف على طبقات الأرض، ومعرفة أعمار كل طبقة وصخرة.
وتلقى داروين في إدنبرة الكثير من العلوم، ولم يتعلم الطب، لأنه لم يحب التشريح، ولا مشاهد الجروح وغيرها، وفي عمر 22، قرر داروين الإبحار حول العالم، من عام 1831، أخذ خلالها في تعلم ودراسة النظريات حول الأرض، ووجد بأن الأرض كانت ترتفع في بعض الأماكن، وتنخفض في أخرى، أمضى الشهور الطويلة بين السفينة، والغابات، والأماكن الاستوائية، وعثر خلال تلك الرحلة على العديد من الأحافير، التي جعلت عقله يبدأ في التفكير، من أين أتت تلك الحيوانات والوحوش، وأين هي، ولماذا اختفت؟
جمع الاف الملاحظات والمعلومات.. كنوز رحلة داروين
خلال تلك الرحلة، زار داروين الكثير من الأماكن، منها جزر جالاباجوس، ونيوزيلندا، والبرازيل، وغيرها، رأى الغابات، صعد قمم الجبال، واستخرج الكثر من الأحافير، وترك يوميات من 770 صفحة، و1750 صفحة ملاحظات، و12 كاتلوج، فيه 5436 من الجلود والعظام والجثث.
وكانت تلك المعلومات كفيلة، لتخرج لنا نظرية التطور، التي خرجت للمرة الأولى في عام 1859، والتي كانت عن أصل الأنواع، ونظرية الانتقاء الطبيعي.
وقال داروين في نظريته إن الكائنات الحية تطورت في مراحل، من خلال عملية الانتقاء الطبيعي، حيث تميل الكائنات الحية، ذات الاختلافات الجينية، إلى التكاثر بأعداد أكبر من الكائنات الحية ذات النوع الواحد، التي تفتقر إلى التنوع، وبالتالي، تؤثر في التركيب الجيني العام للأنواع.