آخر فدائيي بورسعيد.. أحمد هلال يحكي كواليس اختطاف ضابط إنجليزي خلال العدوان ومبادلته بـ7 أفراد صاعقة مصرية
كشف الفدائي أحمد محمد حسن هلال أخر الفدائيين الأحياء الذين شاركوا في حرب 1956، وهو من مواليد محافظة الإسكندرية، إلا أنه يقيم منذ سنوات ببورسعيد، وكان ضمن الفدائيين الذين قدموا بطولات دفاعًا عن الوطن، كواليس إختطاف أحد الضباط الإنجليز.
خطف 7 من الصاعقة المصرية
روي الفدائي، أنه ذات ليلة قام المعتدين علي بورسعيد بعمل مسح للمنازل وتفتيش بيوت بورسعيد، وتمكنوا من ضبط 7 من أفراد الصاعقة المصرية، قائلًا: لما عرفنا بالواقعة قرننا نخطف عدد منهم علشان نرجع الضباط.
وأستكمل، جهزنا سيارة كان يقودها الفدائي علي زنجير، وكان معي من الفدائين حمدالله وحسين عثمان، وجهزنا عكمات من القماش كانت تستخدم في كتم أصوات المخطوفين، وتحركنا في السابعة صباحًا، وأستهدفنا دورية إنجليزي كانت في شارع صفية زغلول.
وأضاف، أنهم وجدوا ضابط صغير يقوم بازالة صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من جدران المحافظة، وعند مرور طفل بدراجة بجانبه هرع الضابط خلف الطفل للإمساك به، وذلك في نهاية شارع رمسيس، فقام الفدائيين بالحديث معه علي أنهم من أفراد الشرطة المصرية وسوف يتخذون اللازم مع الطفل، فتركه الضابط لهم واتجه إلي سيارته، لوضع السلاح الناري بها.
خطف الضابط الإنجليزي
انقض الفدائي أحمد هلال عليه وقام بخطف الطبنجة منه، وقام هو وزملائه من إدخالة لسيارتهم أثيرًا، واتجهوا من شارع النهضة وتم وضعه داخل صندوق بمعسكر البوليس المصري مكبل الأيدي، وحملوة بسيارة شرطة يقودها شاويش مصري وأثناء نقله فوجئوا بدورية انجليزي وكان الفدائي حاملًا سلاح الضابط المخطوف وواضعًا قدمية علي الصندوق، ولكن الدورية تركتهم للعبور بعدما شاهدت شاويش الشرطة.
وأشار إلي أنه تم نقله لمنزل بشارع عرابي وسط محاصرة الجيش الإنجليزي للمنازل، والقيام بعمليات مسح شامل للمنازل ووضع إشارات علي المنازل التي أنتهوا من تفتيشها، وأختلف دوريتان في تفتيش المنزل المتواجد به الفدائين وتركوه وذهبوا.
وأضاف الفدائي أحمد هلال أنهم قاموا بفتح الصندوق وقد وجدوا الضابط قد فارق الحياة، فقاموا بدفنه داخل المنزل، وبعدها تم نقله إلي منطقة بالقرب من الشاطئ والمقابر، وأشار أنهم نددوا بحرق بورسعيد حال عدم تسليم الضابط، مؤكدًا إنه ا كانت ضربة مؤلمة للإحتلال، وبثت في قلوبهم الرعب، وكانت من أهم أسباب الإنسحاب والهزيمة.
تحرير ضباط وجنود الصاعقة المصرية
وأكد أن العملية حققت المطلوب منها حيث تم إخلاء رجال الصاعقة المصريين، في مبادرة لتسليم الضباط، إلا أنهم كانوا قد تخلصوا منه ليكون عبرة لغيره، ويعلم المعتدين أن الفدائيين سيقومون بخطفهم وقتلهم واحدًا تلو الأخر.
وأكد هلال أن الإنتصارات كان فرحة كبيرة، موضحًا أن الحرب كانت صعبة وغير متوازنة، إلا أن المنتصر فيها كان من يملك الإرادة والعزيمة وليس من يملك السلاح، مشيرًا إلي أنهم كانوا يعجنون الدقيق بالماء ويأكلوه مع البطاطس التي كانت متواجده في التموين.
ووجه الفدائي أحمد هلال التهنئة للرئيس السيسي واللواء عادل الغضبان في الذكري 65 للإنتصار علي العدوان الثلاثي، مطالبًا شعب بورسعيد بالعودة والتمسك بروح الإنتصار، وإستكمال بطولات أجدادهم بالمشاركة في بناء الوطن.
