لا يقتصر على المسكين والمحتاج.. علي جمعة يوضح فضل الإطعام وأثره على صاحبه
أوضح الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، أن إطعام الطعام لا يقتصر على المساكين والمحتاجين فقط، بل يتخطاهم إلى غيرهم، بما يحقق المودة والمحبة في المجتمع.
وقال رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن الله عز وجل أمرنا أن نطعم الطعام للناس لوجه الله تعالى، مستدعيًا قول الله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
ولفت الدكتور علي جمعة، إلى أن إطعام الطعام لا يقتصر على الفقير والمحتاج والمسكين والأسير –وإن كانوا هم أولى من غيرهم_ بل يمتد ليكون سلوكًا اجتماعيًا يشيع في المجتمع فتكثر المودة والمحبة والترابط بين أفراده.
وأضاف خلال منشور له بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله ﷺ على هذا السلوك فور وصوله المدينة، حيث قال: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» «رواه ابن حبان».
أكمل علي جمعة: ولعل تلك النصوص توضح أهمية الطعام في الإسلام، ولا يخفى أن قصة آدم عليه السلام في القرآن بينت نكد آكل الطعام المخالف وجعلته سببًا للطرد من الجنة قال تعالى: (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ).
مفتي الجمهورية السابق: الطعام الحلال يؤهل صاحبه للصلاح
ولفت الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إلى أن الطعام الحلال في نفسه الذي جاء بطريق حلال يؤهل صاحبه أن يكون من الصالحين، وأن يكون ممن يستجاب دعاؤه، مستدلا بقول النبي ﷺ: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء» «رواه الطبراني في الأوسط».
وواصل: الإنسان الذي يخرج بالطعام عن مراد الله هو الذي لا يبالي من حلال كسبه أو من حرام، ولا يبالي هل الطعام في نفسه مما أحل الله أم لا؟ وهل الوقت الذي يأكل فيه الطعام مما أباح الله له الأكل «فالمسلم ممنوع من الأكل في نهار رمضان»، فإذا لم يراع كل هذه الأشياء يتدنى بنفسه وبإنسانيته وبشريته من مرتبته كخليفة الله تعالى على الأرض، ويشابه غير البشر من الحيوانات التي تأكل دون أن تراعي أي نظام، غير أن تلك الحيوانات لا تحاسب بعدم مراعتها هذه الأمور، ولقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى ذلك الشبه في كتابه فقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ).
وجه الشبه بين أكل الكفار والأنعام
وبيّن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن وجه الشبه بين أكل الكفار والنعام، هو أن الحيوان لا يرى قيودًا ولا ضوابط على شهواته ورغباته والتي منها رغبته في الطعام، فيأتي شهواته في أي وقت ومن أي طريق وبأي شكل، وأساس رقي الإنسان أنه يرى أن هناك قيودًا وضوابط على رغباته وشهواته والتي منها رغبته في الطعام فهناك قيود شرعية تبين إطار قضاء تلك الشهوات أو الرغبات، وهناك قيود اجتماعية تحدد له الشكل المقبول في مجتمعه لأدائها، فإذا ألغى الإنسان تلك القيود والضوابط فهو عندئذٍ يتدنى إلى درجة الحيوانات.