الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أنا استحق أن أكون أمًا صالحة.. قصة ماري آن بيفان من امرأة جميلة إلى فقرات السخرية بالسيرك

ماري آن بيفان قبل
ثقافة
ماري آن بيفان قبل وبعد المرض
الثلاثاء 21/ديسمبر/2021 - 12:14 ص

الجمال، هو ذلك المصطلح الذي يطلق على كل ما يطرب له العقل الإنساني، يحبه ويتعلق به أحيانا، ويضع له المعايير والمواصفات المختلفة، ومادام هناك جمال، طبيعي أن تحدث المفارقة بوجود قبح، وكثيرا ما يكون هذا الشعور مؤذي ومؤلم للإنسان الذي تعثر في تصنيفات الناس، ولم يلبي احتياجات الجمال، ولم يطابق مواصفاته، ليتصف بالقبح.

واليوم نمر بميلاد إحدى اللائي تعرضن لذلك الشعور، وهي ماري آن بيفان، المولودة في 20 ديسمبر من العام 1874، في لندن، خرجت من إحدى أسر الطبقة المتوسطة، ولكثرة عدد الأطفال في أسرتها، لم تكن حالتهم المادية بالجيدة.

 

ماري آن بيفان في شبابها

عملت ماري آن بيفان ممرضة بداية من العام 1894، وفي مطلع القرن العشرين تزوجت من توماس بيفان، وأنجبت منه أربعة أطفال، وحتى تلك الأوقات كانت تحييا ماري آن حياة سعيدة، فهي شابة جميلة، حالتهم المادية جيدة إلى حد ما، حتى أتى عام 1906، حيث تم تشخيص ماري بأنها مريضة بأحد الأمراض النادرة التي لا يعرفها الأطباء على وجه التحديد، وتتسبب في تضخم الأطراف.

بدأت ماري رحلتها مع هذا المرض اللعين، وبدأت أطرافها في التضخم، كما كان هذا المرض بالنسبة إليها، لم يكن كمعظم الحالات المصابة به، بل كان شديدا ومركزا، حيث أصابها بالعجز، والإعياء، وفي عام 1914، زادت مشاكل ماري، بوفاة زوجها بالسكتة الدماغية.

ماري آن بيفان بعد أن تمكن منها المرض

مشاكل مادية وديون وعمل مهين في سيرك

مع تزايد المرض فقدت ماري آن بيفان وظيفتها، ولم تستطيع الحصول على وظيفة من أجل إطعام أطفالها الأربعة، وكانت تضطر للقيام بوظائف وأعمال متدنية من أجل الحصول على القليل من المال، تراكمت عليها الديون بشكل كبير.

تقدمت ماري آن بيفان لمسابقة أبشع امرأة في العالم، وهي إحدى المسابقات الجارحة التي كانت تقام وقتها، وتقوم على التنمر والسخرية من البشر، وبالفعل فازت ماري بالمركز الأول، كأبشع امرأة في العالم، وحصلت منهم على 50 دولارا.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كان مجرد البداية لطريقة ماري الجديد، وبسبب اهتمام وسائل الإعلام بنشر أخبار المرأة التي فازت بلقب الأبشع، تلقت ماري دعوة للعمل في سيرك دريم لاند في عام 1920، وعاشت فترة قاسية، حيث كان عملها عبارة عن عرضها أمام الجمهور بطريقة سيئة، حتى يضحك الحضور بشدة على مظهر المرأة الأبشع.

كانت الأطفال يرمونها بالحجارة أثناء تقديم فقرتها، ويوجهون لها السباب، ويلقبونها بالوحش المرعب، فكانت تبكي كثيرا، وتقول لهم أنتم مثل أطفالي، وأنا أحبكم، لكن ظلت تُعامل كحيوان، ولم ينظر أحد لإنسانيتها، وكانت دائما ما تقول أنا استحق أن أكون أم صالحة كالآخرين.

ظلت ماري آن بيفان  تقاسي مع هذا العمل، حيث كانت تضطر للسير لمسافات ضخمة مع السيرك، حتى يعرضون الفقرات في أماكن مختلفة، وظلت ماري تقدم عروضها مع السيرك حتى وفاتها في 26 ديسمبر من العام 1933، وهي تقدم إحدى العروض.

ماري آن بيفان قبل وبعد المرض

 

تابع مواقعنا