السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وكيل وزارة حقوق الإنسان باليمن: 80% من السكان تحت خط الفقر.. و2 مليون لغم يطارد المدنيين | حوار

نبيل عبد الحفيظ وكيل
سياسة
نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية
الإثنين 20/ديسمبر/2021 - 07:15 م

قال نبيل عبد الحفيظ، وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، إن الوضع الإنساني باليمن كارثي، حيث يعاني الملايين من الجوع والفقر، بسبب استمرار القتال، ونهب الحوثيين للدعم المقدم للمتضررين، مطالبا المجتمع الدولي بإعلان تلك الجماعة "منظمة إرهابية" على غرار حزب الله بلبنان.

وأوضح، خلال حواره مع القاهرة 24، أن خسائر الحوثي من المقاتلين في مأرب، وبعض مناطق الاشتباك، قدر بنحو 28 ألف مقاتل، بسبب بسالة الجيش اليمني والمقاومة اليمنية ورجال القبائل.

واتهم الحقوقي اليمني، جماعة الحوثيين-التي تسيطر على العاصمة صنعاء- بزراعة نحو 2 مليون لغم على الأرض، بهدف استهداف المدنيين.

إلى نص الحوار.. 

بداية.. صف لنا خريطة القتال في اليمن بعد نحو 7 سنوات من الحرب؟

بعد نحو 7 سنوات من القتال، أستطيع القول إن الوضع الإنساني باليمن كارثي، فالهجمات الحوثية الإرهابية على جبهات القتال في اليمن، تتم الآن بضراوة شديدة، خصوصا على محافظة مأرب شرقي اليمن، فالحوثي يستميت منذ أكثر من 7 سنوات لإسقاط تلك المدينة، لما لها من أهمية اقتصادية كبرى لليمنيين، فهي منطقة غنية بالثروات النفطية.

تدهور الوضع الإنساني في اليمن

ويعد عام 2021، عام الاستماتة الحوثية لإسقاط تلك المدينة، التي مني الحوثي فيها بقتل أكثر من 28 ألف مقاتل تابع لتلك المليشيات، لكن الجيش الوطني ورجال القبائل في تلك المحافظة وقفوا في وجه الجماعة المسلحة. 

وهناك قبائل في البيضاء وكتائب من الجيش الوطني بدأت تحذو نفس الحذو، وبدأت تتحرك لتطهير المناطق التي دخلتها تلك المليشيات في البيضاء أو شبوة، في الحين الآخر تستمر العمليات العسكرية في بعض المناطق الأخرى كمنطقة الضالع، وفي مناطق تعز، بالإضافة إلى تمركز قوات تابعة للمقاومة الشعبية في منطقة الساحل الغربي وباب المندب، كذلك هناك عمليات في مناطق "حيس" وبعض مناطق الحديدة، ورغم ذلك لم يتوقف الحوثي في استهداف الأعيان المدنية والمناطق الآهلة بالسكان، حتى مناطق النازحين لم تسلم من صواريخ الحوثي وطائراتهم المسيرة المفخخة.

كم يبلغ عدد النازحين في اليمن؟

هناك نحو 4 ملايين إنسان مشرد في اليمن بسبب الحرب، أغلبهم  ممن نزحوا من محافظة مأرب، وغيرها.

وماذا عن التصعيد الأخير، وفتح الحوثي لجبهات قتال متعددة؟

الحوثي في الأيام الأخيرة، فشل في التقدم في مناطق التماس، بسبب المقاومة الباسلة من الجيش اليمني والمقاومة اليمنية، رغم أن تصعيد الحوثي مؤخرا يسير بشكل منظم عبر تخطيط من مندوب إيران في اليمن، حسن إيرلوا، الذي يسمي نفسه بالسفير واسع الصلاحيات في صنعاء، وهو قائد عسكري تابع للحرس الثوري الإيراني، الذي أصبح أيضا قائدا ميدانيا للمعارك، بالإضافة إلى الكميات الرهيبة من الأسلحة التي ترسلها إيران للحوثي، من صواريخ وطائرات مسيرة مفخخة، عبر البحر، بهدف زعزعة الاستقرار في اليمن، ومحيطه، فطهران تستخدم الحوثي كالخنجر في خاصرة المنطقة العربية، تحديدا منطقة الخليج.

جماعة الحوثي

صف لنا حال اليمنيين بعد نحو 7 سنوات من الحرب؟

اليمن يتعرض لأكبر مجاعة في تاريخ الإنسانية، فدولة اليمن أساسا قبل الحرب كانت تعاني من ضعف اقتصادي وتنموي، فكان مستوى خط الفقر عاليا جدا، والحرب فاقمت من معاناة الشعب اليمني، إذ يوجد أكثر من 80 بالمائة من السكان تحت خط الفقر المدقع، بمعنى أن أكثر من 23 مليون إنسان في اليمن جوعى. 

كما أن 7 ملايين إنسان يقتربون إلى منطقة المجاعة، بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية، غير أن العملة المحلية انهارت وتدهورت بشكل كبير، إلى جانب غلاء الأسعار، وهو ما زاد من معاناة اليمنيين، بالإضافة إلى اليمنيين ممن هم في مناطق سيطرة الحوثي، الذي يشكل ربع مساحة اليمن، التي تحوي نصف سكان اليمن، وهذه المناطق يعاني فيها المدنيون بشكل كبير جدا، تزامنا مع تعنت الحوثي تسليم مرتبات الموظفين، وغيرها من عمليات نهب لأموال سكان تلك المناطق، والضغط عليهم بدعم ما يسموه بالمجهود الحربي.

وماذا عن البنك المركزي اليمني.. هل بات خارج الخدمة؟

الحوثيون قاموا في بداية انقلابهم بتصفير البنك المركزي، بسحبهم أكثر من 5 مليارات دولار، بالإضافة إلى العملة اليمنية الموجودة، التي قدرت بتريليونات الريالات، وهو ما أدى إلى زيادة النهب، وسيطر الحوثيون على ميناء الحديدة ورفضوا الخضوع إلى اتفاقية ستوكهولم التي كانت ضمن بنودها، ألا يجتاح الجيش اليمني ميناء الحديدة، بمقابل أن الحوثي سيسلم الميناء، وهو ما منح تلك الجماعة لإعادة تموضعها والاستمرار في عمليات نهب الميناء حتى الآن.

البنك المركزي اليمني

وماذا عن حرية التعبير في اليمن في ظل ما تتحدثون عنه من وضع مؤلم؟

جرائم الحوثي لا تزال تؤرق الشارع اليمني، فالجماعة خلال سنوات الحرب، اخترقت القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني، ابتداء بقمع وقتل الصحفيين والإعلاميين، في وأد حرية التعبير، التي تعريهم وتفضح جرائمهم، وصولا إلى انتهاك حق الحياة لكل اليمنيين.

البعض يؤكد أن أرض اليمن تحولت إلى حقل من الألغام.. ما حقيقة الأمر؟

الحوثي زرع أكثر من 2 مليون لغم على الأرض اليمنية، وهو ما يوصف بالعمل البشع والإجرامي، فالحوثي استهدف الحاضر، ويسعى لاستهداف المستقبل، بما يعني أن ملايين البشر مهددون بتلك الألغام، التي مصدرها إيران عبر خبرائها في صنعاء، الذين يشرفون على زراعة تلك الألغام، بل وصل الإجرام إلى التفنن في تصنيع تلك الألغام القاتلة، من ضمنها ألغام على شكل أحجار طبيعية، وأخرى على شكل لعب أطفال وغيرها.

الألغام في اليمن

هناك أيضا قصف مكثف للقرى والمناطق السكنية للضغط على التحالف، للوصول إلى حالة التهجير القسري للمدنيين، والنزوح المستمر، الذي وصل لنحو 4 ملايين إنسان يمني مشرد.

البعض تحدث عن تجنيد الحوثي للأطفال والزج بهم في الحرب.. ما حقيقة الأمر؟

بالفعل، عمليات تجنيد الحوثي للأطفال والزج بهم في المعارك لم تتوقف، بل ازدادت خلال السنوات الأخيرة، التي وصلت لتجنيد الجماعة لأكثر من 45 ألف طفل، قتل منهم الآلاف، بالإضافة إلى عمليات الاختطاف والاعتقال، والإخفاء القسري، حتى النساء لم تسلم من جرائم الحوثي، فتم استغلالهن كأوراق ضغط على ذويهم، عبر رسالة الجماعة بأنها ليس لديها "خط أحمر".

تجنيد الحوثيين فى الحرب اليمنية

تقريبا.. كم عدد النساء اللاتي يقبعن في سجون الحوثي؟

تقريبا، يوجد نحو 400 امرأة مختطفة، تم اختطافها منذ بدء الحرب حتى الآن، إلى جانب نحو 1140 امرأة يقبعن في سجون تلك الجماعة.

وماذا عن الحكومة اليمنية، وهل من معاناة اقتصادية تطاردها خلال السنوات الأخيرة؟

الحكومة اليمنية تطالب بدعم الوضع الاقتصادي، لتخفيف المأساة الإنسانية على المدنيين، وتحسين أوضاعهم في المناطق المختلفة التي تقبع تحت سيطرة الحكومة، أو في تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي، فالحكومة تطلب الدعم لكي تقف ثابتة على أقدامها، لدعم العملية التنموية في البلاد، وخصوصا إعادة تصدير النفط حتى يكون موردا أساسيا لدعم العملة الوطنية وارتفاع الحالة الاقتصادية.

وتطالب الحكومة الوطنية المجتمع الدولي بألا يكيل بمكيالين، وأن يوصف جماعة الحوثيين بوضعها الطبيعي كونها "إرهابية"، لارتكابها أبشع الجرائم ضد الإنسانية في اليمن، متسائلا: كيف يصنف المجتمع الدولي جماعة حسن نصر الله بلبنان جماعة إرهابية، ولا يوصف جماعة عبد الملك الحوثي بنفس التوصيف، رغم أنهم ينبثقان من منبع "إجرامي" واحد.

تحدث الكثير عن نهب الحوثيين الدعم المقدم من الأمم المتحدة للمتضررين.. فهل يصل الدعم للمناطق التي تسيطر عليها الجماعة في صنعاء؟ 

للأسف، لا يصل، فالمنظمات الحقوقية الدولية حذرت من أساليب تلك الجماعة في عمليات نهب هذه المساعدات، وتحويل مسارها بعيدا عن المواطنين المحتاجين لها إلى أماكن أخرى، وهذا ما وجدناه من تلك المساعدات في مناطق القتال.

تابع مواقعنا