وزير الأوقاف: الدين مليء بإشارات واضحة للحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن العالم أمام قضية في غاية الأهمية، لا تهدد بلدا دون آخر، بل هي خطر داهم على البشرية جمعاء، لافتا إلى أن على كل منا أن يقوم بدوره في التوعية في هذا الشأن.
وأضاف وزير الأوقاف، خلال كلمته في مؤتمر تحديات التغيرات المناخية، أنه نظرا لأن دور علماء الدين توعوي في المقام الأول، فقد أكد مختار جمعة، أن رأي الدين في القضايا العلمية طبية كانت أو بيئية يتبع رأي العلم ويبنى عليه، مضيفا أن كل ما يحقق مصالح البلاد والعباد فهو مصلحة معتبرة شرعًا، وكل ما يؤدي إلى ضرر أو مفسدة فدفعه واجب شرعًا.
وتابع مختار جمعة: يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: المعلوم من الشريعة أنها شرعت لمصالح العباد، فالتكليف كله إما لدرء مفسدة، وإما لجلب مصلحة، أو لهما معًا، والمحظور إنما هو الإتيان بخلاف مقاصد الشرع.
وزير الأوقاف لفت أيضا إلى قول العز بن عبد السلام رحمه الله: لا يخفى على عاقل أن تحصيل المصالح المحضة، ودرء المفاسد المحضة عن نفس الإنسان وعن غيره محمود حسن، وأن تقديم أرجح المصالح فأرجحِها محمود حسن، وأن درء أفسد المفاسد فأفسدِها محمود حسن، وأن تقديم المصالح الراجحة على المرجوحة محمود حسن، وأن درء المفاسد الراجحة على المصالح المرجوحة محمود حسن.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن هناك الكثير من الإشارات الدينية الواضحة في الحفاظ على البيئة، لافتا إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقواد جيوشه أن يحرقوا زرعًا أو أن يقطعوا شجرًا أو نخلًا، معقبا: كما نهى صلى الله عليه وسلم عن تلويث البيئة بصفة عامة والماء بصفة خاصة، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "اتَّقوا اللَّاعِنَينِ، قالوا: وما اللَّاعنانِ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ الَّذي يتخلَّى في طريقِ النَّاسِ أو ظلِّهِم"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "اتَّقوا الملاعنَ الثَّلاثَ البَرازَ في المواردِ وقارعةِ الطَّريقِ والظِّلِّ".
وواصل وزير الأوقاف كلمته: ينهى القرآن الكريم نهيًا صريحًا عن الضجيج الصوتي متضمنًا النهيَ عن ما يعرف في عالمنا المعاصر بالتلوث السمعي، حيث يقول الحق سبحانه على لسان لقمان عليه السلام في وصيته لابنه: "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ".
واختتم وزير الأوقاف كلمته في مؤتمر تغيير المناخ، الذي عقد اليوم بتنظيم الأزهر الشريف، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، ببيان أن كل ما يقرر أهل العلم أنه ضار بحياة العباد ومصالح البلاد ففعله مفسدة، ودرؤه مصلحة واجبة بل محتمة، مؤكدا أن على الجميع أن يؤدي دوره وواجبه تجاه وطنه والإنسانية في سائر القضايا المتعلقة بحياة الناس وتحقيق أمنهم وأمانهم في مختلف المجالات وفي مقدمتها بالطبع قضية تغير المناخ وتحدياتها.
كما أكد أن الدولة المصرية تقوم بدور رائد في مجال حماية البيئة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر ووضع التغيرات المناخية في الاعتبار في جميع خططها المستقبلية، وتبذل جهودا كبيرة مع الشركاء الدوليين في هذا المجال.