احتفاء بذكرى اليوم العالمي للغة العربية.. مقتطفات من قصائد عنها
اللغة العربية، لغة كرمها الله بأن كانت لغة القرآن، وشرفها الله بأن كانت لغة خاتم الأنبياء، ومع مرور اليوم العالمي للغة العربية الذي تحل ذكراه غدًا السبت 18 ديسمبر، نقدم لكم أبرز القصائد التي وصفت اللغة العربية وتغنت في جمالها وعذوبة أساليبها.
قصيدة اللغة العربية تنعى حظها للشاعر حافظ إبراهيم
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالًا وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظًا وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزًّا وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّنًا
فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَومًا عَلِمتُمُ
بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُمًا
يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ
حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقًا
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً
فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى
لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى
وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
قصيدة للشاعر عبد الرزاق الدرباس
بكِ تاجُ فخري وانطلاقُ لساني
ومرورُ أيامي ودفءُ مكاني
لغة الجدودِ ودربُنا نحوَ العُلا
وتناغمُ الياقوتِ والمَرجان ِ
هي نورسُ الطهرِ الذي ببياضِهِ
يعلو الزُّلالُ ملوحةَ الخلجان ِ
رفعَتْ على هام ِالفخارِ لواءَها
بالسيفِ والأقلامِ والبنيان ِ
من إرْث مربدِها وسوق عُكاظِها
جذرٌ يغذّي برعمَ الأغصان ِ
من ثغْر ِعبلتِها وبَيْن ِسُعادِها
تهمي دموعُ العاشق ِالولهان ِ
قفْ في رحاب ِالضادِ تكسبْ رفعةًً
فمجالُها بحرٌ بلا شُطآن ِ
للهُ أكرمَها وباركَ نطقَها
فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن ِ
اقرأْ فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ
عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ
عِلمٌ وفكْرٌ، حكمةٌ ومواعظ ٌ
فقْهٌ وتفسيرٌ، وسِحْرُ بيان ِ
وعَروضُها نغمُ العواطف ِوالهوى
ومآثرٌ تبقى مدى الأزمان ِ
عربيةٌ، والعرْبُ أهلُ مضافةٍ
وفصاحةٍ ومروءةٍ وطِعان ِ
عربيةٌ، والمصطفى أرسى بها
منهاجَ صرْح ٍثابت ِالأركان ِ
فغدَتْ على الأيام ِ صوتَ حضارةٍ
تسمو بنورِ العلم ِوالإيمان ِ
قصيدة لا تقل عن لغتي للشاعر وديع عقل
لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ
إنّها تبرأ من تلك البنات
لغتي أكرمُ أمٍّ لم تلد
لذويها العُرب غيرَ المكرمات
ما رأت للضّاد عيني اثرًا
في لغاتِ الغربِ ذات الثغثغات
إنّ ربي خلق الضادَ وقد
خصّها بالحسنات الخالدات
وعدا عادٍ من الغرب على
أرضنا بالغزواتِ الموبقاتِ
ملك البيتَ وأمسى ربَّه
وطوى الرزق وأودى بالحياة
هاجم الضّاد فكانت معقلًا
ثابتًا في وجهه كلَّ الثباتِ
معقلٌ ردَّ دواهيهِ فما
باءَ إلا بالأماني الخائباتِ
أيها العُربُ حمى معقلَكم
ربُّكم من شرّ تلك النائبات
إنّ يومًا تُجرح الضّاد به
هو واللَه لكم يومُ المماتِ