جراح سمك.. طفل يبدع في تفريغ الأسماك من البطارخ بسوق بورسعيد | صور وفيديو
يقف الطفل أحمد المتبولي، على فرش لتفريغ أسماك البوري في سوق السمك المطور ببورسعيد، ويخطف الطفل الأنظار، ممسكًا بيديه كتر مسنون ويقف على طرابيزة لفصل البطارخ عن جسد السمكة، واستخراج أحشائها.
صوت الطفل يخطف كذلك الأنظار وهو ينادي فوارغ بـ 30، طازة يا فوارغ، بطروخ وفسفور ببلاش، تعالي تعالي، ويعد تفريغ الأسماك من المهن الاحترافية التي تحتاج إلى خبرة، حتى لا يتم قطع البطروخ بـ الكتر.
الطفل أحمد في الصف الأول الإعدادي، بدأ رحلته مع بيع الأسماك مع والده الصياد وهو في عمر الـ 5 سنوات بسوق الروضة العشوائي قبل إزالته، وانتقل بعدها إلى السوق المطور النموذجي ليساعد عمه في بيع الأسماك.
تبدأ رحلة عمل جراح الأسماك من بعد صلاة الفجر ليذهب برفقه عمه لشراء السمك بالجملة، ويعود في الثامنة صباحًا لتجهيز الثلج وتنظيم الفرش لاستقبال الذبائن، ويظل يمارس حرفته في تفريغ أسماك البوري حتي الثامنة مساءً.
في أثناء شهور التعليم يعمل الطفل في بيع وتفريغ الأسماك يومي الجمعة والسبت، ويعمل في باقي أيام الأسبوع علي مذاكرة دروسه، ويحصل في الامتحانات على درجات جيدة جعلته من المتفوقين في الدراسة.
يقول أحمد متبولي، أنه اكتسب خبرة كبيرة من السوق جعلته مختلفًا عن زملائه، وزرعت في شخصيته تحمل المسئولية والرجولة، وجعلته قادرًا على تحمل المسئولية والتعامل مع الحياة ومواجهتها، قائلًا: وقفة السوق تقويك وتعلمك الحياة.
وأشار جراح الأسماك، أنه يعيش طفولته بشكل طبيعي ويذهب للخروج والعب مع زملائه ويشاهد التلفاز، إلا أنه يحب عمله ويعلم جيدًا أن العمل منذ الصغر يكون شخصية صاحبة، ويجعله قادرًا علي كسب الرزق، ويحميه من البطالة والعجز عن العمل.
ووجه بائع وجراح الأسماك ببورسعيد رسالة لزملائه والشباب، بضرورة العمل والبحث عن الرزق الحلال، وتحدي البطالة، وذلك من أجل مستقبلهم وأبنائهم، وذلك بالرغم من صغر سنه، قائلًا: أنا الحمد لله مبسوط وبكسب وبشتري حاجة المدرسة من عرقي وبشتري ملابس والعاب وربنا يديمها نعمة.