الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الترند يحكم

الجمعة 17/ديسمبر/2021 - 12:05 ص

لم يصبح "المحتوى هو الملك" كما قال مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس قبل 25 عاما بل أصبح الترند هو من يحكم خلال السنوات الأخيرة، ما جعل وسائل الإعلام تأخذ منعطفا جديدا بالتركيز على الأكثر بحثا على "السوشيال ميديا" أيا كان ماهية هذا المحتوى أو أهميته لدى المتلقي، وأصبح الترافيك أو عدد المشاهدات والقراءات هو الأساس وليست المعلومة أو بمعنى أصح قيمة هذه المعلومة.

ما زاد الطين بلة هو حالة التطور الرهيبة التي وصل إليها الترند في مصر؛ فبعدما كان يحدث على فترات زمنية متباعدة، أصبح يحدث بشكل شبه يومي، بل يمكن للترند الواحد أن يستمر أكثر من يوم وقد يصل إلى أسابيع كما حدث ولا يزال يحدث في ترند "طلاق شيرين وحسام حبيب" والذي تطور من الطلاق إلى حلاقة شعر شيرين إلى التصريحات المثيرة للجدل، وكذلك ترند أغنية "شيماااااااااااء" الذي لا يزال مستمرا بل تطور وأخذ أشكالا جديدة كـ "لمياااااااااء" و"علياااااااااء" وغيرها من الأسماااااااااء.

ونفس الحال لترند "أزمة هاني شاكر مع مطربي المهرجانات" الذي يشتعل من فترة لأخرى بتصريحات جديدة سواء من نقيب الموسيقيين هاني شاكر أو من مطربي المهرجانات أو من الداعمين للمهرجانات وكذا ترندات مطربي المهرجانات نفسهم كـ "سيف حمو بيكا" و"بنتلي عمر كمال" و"أزمة شاكوش"، فالترند أشبه بالنار التي تزداد كلما ألقيت بداخلها الحطب، وهو ما فطن إليه أصحاب الترند وأصبحوا حريصين على الظهور باستمرار وتجديد الترند الخاص بهم حتى لا تنطفئ ناره، كما انضم إليهم العديد من نجوم الرياضة والفن والمجتمع والشخصيات العامة.

وأصبحت وسائل الإعلام -للأسف- شريكا في استمرار مثل هذه الترندات الهابطة -التي قد تهم المشاهدين كنوع من التسلية لكنها لا تعني لهم شيئا ذا قيمة- حيث اهتمت غالبية وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة باستضافة أصحاب الترندات وتناول تصريحاتهم وتكثيف الضوء عليهم وكأنهم شخصيات عامة أو أصحاب إنجازات تاريخية.

في المقابل تتغافل وسائل الإعلام في كثير من الأحيان عما يستحقه المتلقون وليس ما يطلبونه، ما يجعلنا نتساءل: هل الإعلام مجرد مرآة صماء للمجتمع دون عقل أو وعي.. وما الذي يتحكم في المادة الإعلامية، هل هو الترافيك وعدد المشاهدات أم المحتوى الجيد المصنوع؟

الإعلام -كما درسناه- ليس انعكاسا فقط لما يحدث في المجتمع بل له دور كبير أيضا في التأثير على وعي هذا المجتمع من خلال انتقاء وصناعة المحتوى الجيد أو الوجبة الدسمة للمتلقي، حتى يعرف ويفهم ويضيف إلى رصيد معلوماته معلومة جديدة قيّمة، وهذا ما تطرق إليه الرئيس السيسي في الكثير من خطاباته، التي وجه فيها اللوم للإعلام على قصوره في تناول ما يحدث في الدولة من أحداث ومشروعات.

ولا يعني ذلك أن يغفل الإعلام الواقع والترندات لكن قد تستفيد وسائل الإعلام من الترند وتطور السوشيال ميديا في توجيه الترندات إلى مسارها الصحيح، أو تطويعها بما يخدم الرسالة الإعلامية والمتلقي. بمعنى آخر: "لن تستطيع منع ترند من الانتشار لكن تستطيع محاربته بترند آخر من صنيعك".

تابع مواقعنا