أسبوع المعرفة والتعلم بـ إكسبو وأفكار حول الابتكار في مجالات التعليم
ينعقد في تلك الأيام في إكسبو دبي، أسبوع المعرفة والتعلم، والذي كانت التقنية موضوع النقاش الرئيسي في الأيام الخمسة الأولى منه حيث أجمع الخبراء المشاركون على ضرورة توفيرها للجميع، لا سيما بعد أن حركت جائحة كورونا عجلة الابتكار والاكتشاف في العالم، وحثت على إعادة التفكير في أساليب التعليم العالمية وكيفية استخدامها في مساعدة الدول النامية.
ورأى الخبراء أن الجائحة التي ضربت العالم بأكمله، أظهرت مدى حاجة الدول كافة إلى إنشاء منصات حديثة، يمكن من خلالها تقديم الخدمات التعليمية والتقنية إلى جميع الطلاب، بصرف النظر عن أماكنهم، مشيرين إلى أن حوالي مليون ونصف المليون من أطفال العالم تركوا المدرسة من جراء هذه الجائحة.
وقال معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد: علينا أن نعمل معا لتمكين الأجيال المقبلة ومساعدتها على أن تكون جزء ا من عصر الذكاء الاصطناعي والآلات المتقدمة، وهذا لن يتحقق إلا من خلال تكاتفنا وضمان وصول التعليم إلى كل فرد. إننا بحاجة إلى المزيد من التعاون بين مختلف البلدان في شتى المجالات المعرفية والتعليمية، وتوحيد الرؤى للوصول إلى أفضل الممارسات العالمية في التقنيات التعليمية.
وجاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمها إكسبو 2020 دبي، تحت عنوان مستقبل التعليم للجميع: تكنولوجيا التعليم والمساواة في التعلم، حيث أجمع المشاركون على أن التعليم حق لجميع البشر، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو جنسهم، وعلى ضرورة توفير الأدوات التعليمية اللازمة لجميع الطلاب، من أجل تكوين أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
من جانبه، تطرق معالي أودران لو بارون، مدير التعليم الرقمي بوزارة التربية الوطنية في فرنسا، إلى أهمية ابتكار أساليب وطرق تقنية جديدة في القطاع التعليمي، قائلا: يجب أن تصل التقنيات التعليمية إلى الجميع، كما يجب تهيئة الأجيال المستقبلية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي وأي تحديات مستقبلية.
كما شددت الدكتورة كارينا إدموندز، رئيسة الأكاديميات وتحالف ساب للجامعات، على أهمية دعم الوسائل التعليمية الموجهة لأطفال التوحد وتطويرها، وضرورة تقديم التقنيات التعليمية بشكل بسيط وسهل للأطفال.
ابتكارات جديدة لخدمة العملية التعليمية
ومن جهة أخرى، جمع منتدى للأعمال بعنوان منهجيات جديدة للتعلّم من أجل المستقبل، عُقِد في جناح موانئ دبي العالمية، قادة في مجال التعليم والتعلّم، مؤكدا على أن الابتكارات المتغيرة باستمرار يجب أن تصل إلى الجميع.
وقالت كارين ساندرز، المؤسس المشارك والمدير العام لـ ريل سيرياس جيمز، التي تحدثت افتراضيا من أستراليا: توفر تقنيات الألعاب الحاسوبية الحديثة المخصصة للمعلمين في أي مكان من العالم الفرص للطلاب لتعلم سيناريوهات العالم الواقعي.
ولفت فيدريكو بيلو، مؤسس تطبيق بوكي، إلى أهمية إشراك الأطفال في عملية التعلم عبر إنشاء محتوى تعليمي عالي الجودة، يتضمن أفكارا متنوعة والعديد من الأنشطة والتمارين المحفزة للتفكير والمتعة. ويوفر تطبيق بوكي للصغار فرصة الاستكشاف، ومن ثم محاولة إيجاد تفسير لما حدث في التجربة. وهذا الأمر، حسب قول فيدريكو، يختلف عن قضاء الوقت على الشاشة، فهو يساعدهم على التعلم بطريقة مرحة وتفاعلية بما يحسّن أداءهم الأكاديمي، لا سيما أن المحتوى الذي يقدمه التطبيق يرتبط بالعلوم والفيزياء والكيمياء، وهي معارف ضرورية وأساسية للطفل.
العالم الرقمي وسرد القصص القيمة
وتناول موضوع.. علم كل شيء: العلوم مقابل المعلومات المضلِّلة في العالم الرقمي محط اهتمام أسبوع المعرفة والتعلم، وهدفت الجلسة إلى بحث الطريقة التي يمكن بها تشجيع الأفراد على الاقتناع بالعلوم والتصدي لنشر المعلومات المضلِّلة، وإيجاد طريقة لكي يستعيد العلم دوره الحاسم في مساعدة الناس على التمييز بين الحقائق والمعلومات المضلِّلة.
وقال سعادة عمر سيف غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة في دولة الإمارات: حياتنا الرقمية مليئة بالمعلومات الخاطئة والمضلِّلة قبل العصر الرقمي، حين كنت طفلا، كنت أستمتع بهذه الخرافات أو الشائعات أو نظريات المؤامرة وأصدقها كلها ومر وقت طويل إلى أن انتشلنا أنفسنا من هذه الأكاذيب التي تضفي الجاذبية على كل شيء. إنها طبيعة بشرية، فنحن نميل للبحث عن القصة الجذابة الرائعة.
من جهتها، قالت الأستاذة لينا بيلكانين، أستاذة اللغويات وعلم النفس في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية: من الواضح أننا لسنا محصنين ضد أنواع المعلومات الخاطئة المضلِّلة. تتمثل مسؤولية أي معلم وهدفه في تنشئة مفكرين ناقدين، وهو ما أعمل عليه من خلال تدريس الطلاب الجامعيين، وطلاب الدراسات العليا، وباحثي ما بعد الدكتوراه، لتعليمهم كيفية تمييز المستويات المختلفة من المعلومات المضلِّلة أو الخاطئة.
وقال راشد العوضي، المدير التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد في الإمارات العربية المتحدة: من الأشياء التي نقوم بها في الأكاديمية من أجل مكافحة انتشار المعلومات الخاطئة أو المضلِّلة إعداد صنّاع المحتوى كل فرد بحاجة إلى أن يصبح منشئ محتوى. ونحن بحاجة إلى إيجاد أفضل رواة للقصص في العالم لتعليمهم كيفية سرد قصة قيّمة.