هل تعود سوريا إلى الجامعة العربية في القمة المقبلة؟
على الرغم من الانفتاح العربي تجاه القضية السورية، خلال الأشهر القليلة الماضية، وتغيير عدد من العواصم العربية مواقفها ببطء، تجاه النظام السوري والرئيس بشار الأسد، وفي ظل إصرار الجزائر والأردن والعراق، على عودة سوريا للجامعة العربية، فإن هذا الأمر لا يزال قيد البحث والدراسة، خاصة أن هناك دولا غير متحمسة لمسألة العودة في الوقت الراهن.
وعلى أعتاب كل قمة عربية، يتجدد الحديث عن عودة سوريا للجامعة، بعد تجميد عضويتها عام 2012، بعد اندلاع الثورة السورية، حيث إنه من المقرر أن تستضيف دولة الجزائر، القمة العربية المقبلة 2022، في وقت تشهد فيه سوريا عودة لتطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية وإن كان الأمر يسير ببطء، بعد مقاطعة امتدت لسنوات، وفي ظل مطالبات عربية بعودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة، إلا أن الأمر لا يزال مجرد كلام ولم يتحول بعد لطلب رسمي بعودة سوريا للجامعة.
فمن المعروف أن العلاقات العربية بسوريا شهدت تدهورًا وتوترًا كبيرًا منذ عام 2011، خاصة بعد لجوء سوريا لإيران في الأزمة التي شهدتها البلاد منذ 10 سنوات، ما دفع قطاعا كبيرا من الدول العربية للتقدم بطلب رسمي لمجلس الجامعة العربية لتجميد عضوية سوريا، وهو ما حدث بالفعل، إلا أن هذه الأوضاع بدأت تتبدل خاصة بعد فوز الرئيس بشار الأسد بفترة حكم جديدة تمتد لـ 7 سنوات خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأيضا سيطرة النظام السوري على معظم الأراضي السورية بعد حرب ضروس مع الجماعات الإرهابية وعصابات تنظيم داعش الإرهابي.
وكان فيصل المقداد وزير الخارجية السوري، قد قال في وقت سابق إنه التقى 9 وزراء خارجية من الدول العربية، في إشارة لحدوث انفراجة نحو العلاقات السورية العربية، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد لدمشق في شهر نوفمبر الماضي، والذي أكد بدوره دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوري، معربًا عن ثقته بأنها بقيادة الأسد، وجهود شعبها قادرة على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب.
إلا أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان، شدد على ضرورة وقف تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد زيارة نظيره الإماراتي لدمشق، ما يدل على أنه ما زال هناك انقسام حول عودة سوريا للجامعة العربية.
ولكن يبدو أنه لم يحن بعد عودة سوريا للجامعة العربية، وقد اتضح هذا في تصريح للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التونسي، والذي أكد أن الجزائر ستعمل خلال انعقاد القمة العربية المقبلة على تكريس مبدأ الجمع والتقريب، بين جميع الإخوة والأشقاء العرب، وقد يعني هذا أن مسألة عودة سوريا للجامعة لا زالت في مرحلة الإقناع بالرجوع، ولم تدخل بعد مرحلة الحسم بالعودة.
لا شك أن عودة سوريا للجامعة العربية أمر مهم وضروري، خاصة أن سوريا واحدة من الدول المؤسسة للجامعة عام 1945، ولكن يبدو أن الأمر ما زال في خطواته الأولى، في ظل الانقسام حول مسألة العودة وتوافر الضمانات اللازمة لالتزام دمشق ببعدها العربي، لذا فقد تكون عودة سوريا للجامعة العربية القمة المقبلة صعبة، لكن من الممكن أن تتهيأ الظروف خلال قمة الجزائر المقبلة لعودة دمشق مرة أخرى في وقت لاحق.