بطانة الرحم المهاجرة والحمل.. أعراض خفيفة ومضاعفات محتملة
بطانة الرحم المهاجرة والحمل من الأمور المعقدة التي تتزايد حدة كلما أصيبت السيدة بدرجة شديدة من البطانة المهاجرة، حيث ترتفع لديها احتمالات الإصابة بالإجهاض، ومقدمات الارتعاج، ولذلك تحتاج الحامل المريضة بالانتباذ البطاني الرحمي متابعة طبية مستمرة طوال أسابيع الحمل.
بطانة الرحم المهاجرة والحمل
العلاقة بين بطانة الرحم المهاجرة والحمل علاقة طردية، فكلما زادت درجة البطانة المهاجرة شدة وعمقا حيث ارتشاح بطانة الرحم العميق، وأكياس الشوكولاتة، أصيبت السيدة بخطورة الحمل، والعكس بالعكس يذكر.
وفقًا لإحصائيات مراكز الخصوبة لعلاج تأخر الإنجاب تعاني ثُلث السيدات المصابات ببطانة الرحم المهاجرة من العقم، بينما تظل النسبة المتبقية لديها فرص أعلى للإنجاب بوسائل الإخصاب المساعد وربما الحمل الطبيعي ولكن بنسب ضئيلة تمثل استثناءات نادرة.
حالات تعاني من بطانة الرحم المهاجرة وحملت
لفهم طبيعة العلاقة بين بطانة الرحم المهاجرة والحمل لا بد من التنويه بأن تأثير هذا المرض يختلف من سيدة لأخرى ولا يعتمد على الأعراض المصاحبة له بقدر ما يعتمد على تشخيص بطانة الرحم المهاجرة بالفحص الذي يحدد موقع نمو البطانة وما أحدثته من تأثيرات ضارة داخل الحوض.
تبحث الكثير من النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة والمقدر عددهم حول العالم وفقًا لمنظمة الصحة العالمية بنحو 190 مليون امرأة، عن حالات تعاني من بطانة الرحم المهاجرة وحملت لتكون بارقة أمل لهن، وهو ما يحدث بالفعل بعد تشخيص الإصابة وتوصية الطبيب المختص بالإسراع في الحمل قبل التعرض لـ خطورة بطانة الرحم المهاجرة التي تتزايد مع مرور الوقت.
أغلب حالات بطانة الرحم المهاجرة والحمل تم فيها اللجوء إلى التلقيح الصناعي لحدوث الحمل بنسبة 10%، أو اللجوء لـ الحقن المجهري لتحقيق نسب نجاح أعلى تخطت 40% وفقًا لما أوضحته مراكز الخصوبة وعلاج العقم، مع العلم أن إجراء منظار البطن يرفع من نسب حدوث الحمل.
أعراض بطانة الرحم المهاجرة والحمل
- أعراض بطانة الرحم المهاجرة والحمل ستكون أقل حدة عن الأعراض التي تشعر بها السيدة في حالة عدم حدوث الحمل.
- توقف الدورة الشهرية وارتفاع هرمون البروجيسترون بحدوث الحمل يقلل من أعراض بطانة الرحم المهاجرة.
- يصف الأطباء أقراص البروجستين وهو هرمون البروجيسترون المصنّع ضمن علاج بطانة الرحم المهاجرة، إلا أن الحوامل لديها من هذا الهرمون الطبيعي في الجسم بفعل الحمل.
- مرور شهور الحمل وزيادة حجم الجنين وضغطه على الرحم يزيد من أعراض بطانة الرحم المهاجرة نتيجة سحب وتمديد الأنسجة في غير موقعها.
- تعود أعراض بطانة الرحم المهاجرة مرة أخرى من الآلام والنزيف بمجرد الولادة والانتهاء من الرضاعة الطبيعية.
الحمل بعد علاج البطانة المهاجرة
بطانة الرحم المهاجرة والحمل من الأمور المعقدة ولكنها ليست بالمستحيلة، فإذا ما تم إجراء عملية البطانة المهاجرة بتنظير البطن سيقوم الطبيب بتقييم كمية الأنسجة التي تمت إزالتها، ومكان إزالتها، وعمر المرأة، وبعدها يعطي مؤشرا عاما لخصوبة المرأة وفرص تعرضها للحمل الطبيعي.
وتعتمد فرص نجاح الحمل بعد علاج البطانة المهاجرة وفقًا لدرجات الإصابة بالمرض كالتالي:
التلقيح الصناعي
يحدث الحمل بالتلقيح الصناعي للمصابات أقل من 40 عاما بالدرجة الأولى والثانية من البطانة المهاجرة بنسبة 10%، حيث يقوم الطبيب بإجراء تنظير البطن وإزالة الأنسجة المهاجرة، وبعد الشفاء من تأثير العملية يتم تنشيط بويضات الزوجة وأخذ عينة السائل المنوي من الزوج ليتم معالجتها ثم حقنها داخل الرحم باستهداف أيام تبويض الزوجة.
الحقن المجهري
يحدث الحمل بعد علاج البطانة المهاجرة بنسبة 45% للمصابات بالدرجة الثالثة والرابعة من خلال وصف عملية الحقن المجهري، وهو ما يوصي به الأطباء قبل أن تتفاقم حالات الإصابة بالبطانة المهاجرة وقبل أن يتزايد عمر المرأة وتقل فرصتها في الإنجاب بشكل أكبر، حيث يتم إجراء هذه العملية دخل مراكز الخصوبة باستخدام تقنيات حديثة.
أما المضاعفات الوارد حدوثها خلال الحمل بعد علاج البطانة المهاجرة فتندرج في الآتي:
تسمم الحمل
تسمم الحمل من المضاعفات الخطيرة التي تصيب بعض الحوامل عندما يرتفع ضغط الدم لديهن مسببًا التلف في الكلى والكبد، وهو ما يحدث بعد مرور 20 أسبوعًا من الحمل على الأغلب، ويسبب مشكلات خطيرة قد تصل إلى إجهاض الجنين، ووفاة الأم، ولذلك تحتاج المصابة بالبطانة المهاجرة إلى فحوصات دورية مستمرة طوال الحمل لمنع الإصابة بمقدمات الارتعاج.
المشيمة المنزاحة
وهي من أعراض بطانة الرحم المهاجرة والحمل لدى بعض الحالات المصابة، حيث تتحرك المشيمة من مكانها، وينتج عن ذلك التعرض لنزيف مهبلي، وفي هذه الحالة تحتاج الحامل إلى الاستلقاء على الظهر طوال فترة الحمل حتى لا تتعرض للولادة المبكرة، وعلى الأغلب ستكون أكثر عرضة للولادة القيصرية في ظل تعرضها للمشيمة المنزاحة.
الولادة المبكرة
وهي من أشهر مضاعفات الحمل بعد علاج البطانة المهاجرة، حيث تزداد احتمالية ولادة الطفل قبل وصوله إلى الأسبوع الـ 37 من الحمل، ولا يمكن منع حدوث هذه المضاعفات إلا أن بعض الأطباء قد يوصي بإجراء عملية ربط عنق الرحم لمنع حدوث الإجهاض، خصوصا لمن تعرضت في السابق لولادة مبكرة.