الانتخابات المحلية الفلسطينية تزيد من دقة المشهد السياسي
جاءت الانتخابات المحلية الفلسطينية، لتثير جدالا واسعا على الساحة الفلسطينية، أول أشكال هذا الجدل هو إمكانية أن تسفر هذه الانتخابات عن وجوه جديدة يمكن أن تخوض المعترك السياسي القيادي الفلسطيني، والأهم من هذا أن تحمل هذه الوجوه أشكال للتغير السياسي بالبلاد.
وانتقدت دوائر فلسطينية قرار حركة حماس الأخير برفض المشاركة في الانتخابات، مشيرة إلى أن المشاركة في الانتخابات تعتبر حقا سياسيا سواء أن شاركت أو لا غير أن المؤسف هو منع الانتخابات في غزة، وهو أمر كان مهم ودقيق للساحة السياسية في غزة المتعطشة دوما للسياسة والتغير.
عموما جاءت نتائج الانتخابات مبدئيا لتشير إلى خسارة حركة فتح في بعض المناطق وفوزها في مناطق أخرى، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد وأن السياسة في فلسطين دوما ممكنة.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني راسم عبيدات، إن من يدقق في النتائج الانتخابات المحلية سيجد بأن نسبة المشاركة في البلدات المقدسية الواقعة في ضواحي مدينة القدس، هي النسبة الأقل 28.38%، وهذا مرتبط بعدة عوامل، حسب عبيدات، منها بأن جزء من تلك البلدات لا تشملها خدمات السلطة الفلسطينية وجزء آخر من سكانها من حملة هوية القدس الزرقاء الإسرائيلية، والذين يشعرون بأن بلداتهم المقدسية لم تكن جزءا من العملية الانتخابية، وهذا يعني بأن هناك تسليم فلسطيني من كل القوى الفلسطينية دون استثناء بأن التجمعات المقدسية الواقعة داخل جدران الفصل العنصري والمرتبطة خدماتيًا ببلدية الاحتلال والمسماة بـ قدس 1، وعددها 22 تجمعا مقدسيا، أخرجت من حسابات كل القوى الفلسطينية.
وأضاف عبيدات أن هذه الانتخابات شهدت كثيرا من المتغيرات، قائلا إن المتغير الأهم في هذه الانتخابات كان تراجع البعد الحزبي والفصائلي الذي جرت على أساسه هذه الانتخابات لصالح البعد العشائري والقبلي والجهوي وهذا نتاج لسلطة عززت من سلطة العشائر والقبائل وهذا سيشكل مخاطر حقيقية على المجتمع الفلسطيني