الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حبر أزرق.. شكوك حول الوالدين في العثور على رضيعة أمام شقة بالشروق 

طفلة حديثة الولادة
أخبار
طفلة حديثة الولادة ملقاة أمام شقة بالشروق
السبت 11/ديسمبر/2021 - 01:47 م

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لطفلة حديثة الولادة وجدها أحد ساكني منطقة التميز في مدينة الشروق، ملقاةً أمام شقته.

وأوضح المنشور أن الطفلة عمرها يوم، ألقاها شخص ما، أمام شقة أحد ساكني منطقة التميز بالشروق، وتم تسليمها إلى قسم الحضانات بمستشفى الشروق العام، من قبل مركز الشرطة بعد تحرير محضر بالواقعة.

وزعم المنشور المتداول أن الطفلة ليست لقيطة، وإنما تعرضت للخطف، مستندًا على أن كعب قدمها يحمل حبرًا، ما يعني أن بيانات والديها مسجلة بأحد المستشفيات، وهو إجراء يٌتخذ بعد ولادة الطفل بساعات حال وجود الأب والأم معا بالمستشفى.

طفلة الشرق

تفاصيل الواقعة

تواصل القاهرة 24 مع الشاب الذي وجد الطفلة أمام شقته، والمدعو طه أحمد، 26 عاما، ليروي تفاصيل الواقعة، التي أثارت مواقع التواصل الاجتماعي.

يوم الثلاثاء في تمام الساعة 11:30 صباحا، كان طه أحمد يتجهز للذهاب إلى عمله، وإذا به يسمع طرقا مفزعا على باب شقته، ليندفع مسرعا نحو الباب، وتعتريه مشاعر من الغضب والخوف من نبأ غير سار.

وبينما هو يفتح الباب منفعلا متجهزا لعراك، فإذا به تعرقل بطفلة في غاية البراءة، ملفوفة بغطاء وردي اللون، منكمشة في ذاتها كما الجنين في بطن أمه، لم يصدر عنها صراخ ولم تزرف دمعا.

في فزع من وهل الموقف، تصلب طه للحظات قليلة يحاول أن يستجمع فيها أفكاره ليحسن التصرف، فيما كانت زوجته تندفع في بكاء ولهفة نحو الطفلة، لتحتضنها بوازع الأمومة.

شاب يجد طفلة ملقاة أمام باب شقته

وبعد ثوان معدودات أدرك صاحبنا ما حدث، وانطلق مسرعا نحو سطح العمارة السكنية، ظنا منه أن من ألقاها يختبئ هناك، لكنه لم يجد أحدا، ولم ينل سوى العناء، ثم قرر بعدها الاندفاع كالمجنون نحو الشارع لعله يلحق بالفاعل، وكانت النتيجة واحدة.

وهو في ثيابه المنزلية، أخذ يسأل أصحاب المحالات التجارية الملاصقة للعمارة، ما إذا رأوا شخصا كان يحمل طفلة ويصعد بها إلى العمارة ثم غادر الآن، وجاءت إجاباتهم جميعا بالنفي، بعدها صعد إلى مسكنه ليطلب الشرطة.

كان السؤال الذي يساور طه لماذا ترك ذاك الشخص الطفلة أمام منزله بالتحديد دون غيره من سكان العمارة؟، وهو نفسه السؤال الذي طالبته رجال الشرطة والنيابة بالإجابة عليه.

طه أحمد، الشاب العشريني، حديث الزواج، يسكن في الطابق الأول العلوي بعمارته المطلة على الشارع الرئيسي مباشرة، والشقة المجاورة له في نفس الدور لا يسكنها أحد، وشقق الدور الأرضي مسكرة أبوابها الحديدية. 

فكان التفسير المنطقي الذي توصل إليه صاحبنا، أن الفاعل قرر تركها له لأنه الأقرب إلى الشارع حتى يتمكن من الهرب مسرعا، كما يضمن أنها لن تمكث طويلا على الأرض وهواء الشتاء يلفحها.

بعدما وصل إلى قسم شرطة الشروق لتحرير المحضر بالواقعة، توجب عليهم هناك تسمية الطفلة، لحين ظهور أبويها، فنظر إليها صاحبنا وهي في أحضانه تغط في النوم، ليقرر بأن يسمها “مريم فارس عماد”.

بعدها توجه طه ويرافقه أحد رجال الشرطة إلى مستشفى الشروق العام، للكشف على الطفلة وتسليمها إلى قسم الحضانات، للتأكد من سلامتها الصحية. 

بالمستشفى أكد التقرير الطبي سلامة الطفلة صحيا وبدنيا، وأنها مولودة منذ ساعات بمستشفى وبشكل قانوني، والدليل على أن كعب قدمها عليه آثار الحبر الأزرق، والحبل السري مربوط بشكل طبي.

ومن بين المفاجآت أن الفاعل حرص على إرضاع الطفلة وإشباعها قبل أن يلقيها أمام شقة طه، ويلوذ بالفرار، وهو ما أكدته إحدى الممرضات حسب قول طه أحمد.

لم يهنأ طه أحمد في تلك الليلة بنوم هادئ وحتى الآن، فلازالت ملامح الطفلة وذهول ذاك الموقف يراوده، الذي عبر عنه بقوله: مش بشوف المواقف دي إلا في الأفلام.. من انتزعت من قلبه الرحمة أنه يعمل كده.. ده مش إنسان وليس له ملة.. أنا لو وجدته مش هرحمه.. أنا معرفش ممكن أعمل فيه إيه.

طفلة الشروق تنام في صمت

وعندما واجهناه بسؤال: ماذا لو علمت أن الفاعل والداها؟، كان رده الصمت والذهول، لكنه أبدى عزمه على متابعة الأمر والوصول إلى الفاعل، حيث قرر الذهاب إلى أصحاب المحلات المجاورة لتفريغ الكاميرات لعله يرصد الجاني، والنتيجة أنه في ذاك اليوم كان الطقس سيء وحجبت تندات المحلات على الكاميرا رصد الفاعل.

شهادة ممرضة

على الصعيد الآخر، أكدت ممرضة بمستشفى الشروق العام، أن الطفلة بصحة جيدة ولازالت في الحضانة تحت الرعاية والملاحظة.

وأفادت بأن هذه الطفلة تختلف عن غيرها من اللقيطات التي تستلمها المستشفى، لأن هناك آثار بصمة في قدمها، ما يعني أنها مولودة في مستشفى ووالديها مسجلان. 

وأشارت إلى أنها ستمكث في المستشفى لنحو شهر، لتتولى الشرطة بعدها تسليمها إلى إحدى دور الرعاية.

تابع مواقعنا