العراق يعرض قطعة أثرية منهوبة.. ما قصة لوح حلم جلجامش الأقدم في العالم؟
عرض جهاز جلجامش دريم اللوحي البالغ من العمر 3500 عام في العراق لأول مرة منذ ثلاثة عقود، وهي قطعة أثرية من الطين تحمل جزءًا من ملحمة جلجامش، وهي واحدة من أقدم الأعمال الأدبية الباقية في العالم، تم نهبها من متحف عراقي خلال حرب الخليج عام 1991 وتم تهريبها عبر العديد من البلدان قبل أن ينتهى بها المطاف في متحف الكتاب المقدس بواشنطن العاصمة.
وصادرت السلطات الأمريكية الجهاز اللوحي عام 2019 وسلمته إلى السفارة العراقية في سبتمبر.
وهى واحدة من 17926 قطعة أثرية استعادها العراق من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا واليابان وهولندا خلال العام الماضي، حسب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.
وقال حسين في حفل أقيم في بغداد: هذا اليوم يمثل انتصارا في وجه المحاولات اليائسة لمن يحاولون سرقة تاريخنا العظيم وحضارتنا العريقة.
وقال وزير الثقافة والآثار حسن ناظم، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن لوح جلجامش دريم له أهمية كبيرة، واصفا إياه بأنه "من أقدم النصوص الأدبية في تاريخ العراق".
ويحتوي اللوح على جزء من ملحمة جلجامش مكتوب باللغة الأكادية بالخط المسماري، وهو نظام للكتابة على الصلصال مستخدم في بلاد ما بين النهرين القديمة، واكتشف العلماء الملحمة في عام 1853، عندما تم العثور على نسخة من 12 لوحًا في أنقاض مكتبة الملك الآشوري آشور بانيبال في شمال العراق.
وتدور الأحداث حول ملك أوروك جلجامش، وهي منطقة مناظرة لجنوب العراق، تستند الأسطورة إلى ملك حقيقي حكم في وقت بين 2800 و2500 قبل الميلاد.
ويروي قرص الحلم جزءًا من الملحمة التي يصف فيها الملك جلجامش أحلامه لأمه، التي تفسرها على أنها إعلان عن وصول صديق جديد، الذي سيصبح رفيقه.
ولا يعرف الكثير عما حدث للجهاز اللوحي بين عامي 1991 و2003، عندما اشتراه تاجر تحف في لندن، وقام التاجر بشحن الجهاز اللوحي إلى الولايات المتحدة عن طريق البريد الدولي دون الإعلان عن الدخول الرسمي.
وفي عام 2007، باع التاجر الجهاز اللوحي إلى مشترٍ آخر برسالة مزيفة تفيد بأنه كان داخل صندوق من شظايا برونزية قديمة تم شراؤها في عام 1981.
وتم بيعه مرة أخرى عدة مرات في مزاد في بلدان مختلفة قبل أن يتم شراؤه في عام 2014 في عملية بيع خاصة من قبل Hobby Lobby، وهي شركة فنون وحرف ذات روح مسيحية محافظة، حيث دفعت الشركة أكثر من 1.67 مليون دولار لشراء الجهاز اللوحي، الذي تم عرضه بشكل بارز في متحف الكتاب المقدس.
كما ظهرت شكوك حول مصدر الجهاز اللوحي في عام 2017، عندما سعى أمين المتحف لمزيد من المعلومات حول مصدره، وأبلغ المتحف الحكومة العراقية أن القطعة بحوزتها.