الأمم المتحدة: طلاب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيخسرون تريليون دولار بسبب كورونا
قالت منظمة اليونيسيف، إحدى منظمات الأمم المتحدة، إن الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسبب فيروس كورونا قد تؤدي إلى خسارة الأطفال عاما إضافيا من التعليم، نتيجة إطالة فترة إغلاق المدارس على الرغم من الجهود القصوى التي تبذلها الحكومات لتوفير التعلم عن بعد.
وبحسب تقرير جديد أطلقه البنك الدولي واليونيسف واليونسكو، أتت أزمة التعليم الناتجة عن فيروس كورونا لتضيف إلى أزمة التعلم الموجودة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث كان الطلاب معرضين لمخاطر نتائج التعلّم متدنية المستوى، قبل الجائحة، فقد بلغ عدد الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا حوالي 15 مليون طفل، وعانى حوالي ثلثيّ الأطفال في جميع أنحاء المنطقة من عدم المقدرة على القراءة بكفاءة.
كما أن 10 ملايين طفل ممن كانوا عرضة لخطر التسرب من المدرسة بسبب الفقر والتهميش الاجتماعي، وبسبب النزوح والاضطراب الناجم عن النزاعات المسلحة المستمرة.
ويضيف التقرير أن الخسائر في التعلم أعلى من المتوقع، فلا يتوفر دليل منهجي لتأثير إغلاق المدارس على الطلاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى عدم توفر القدرة الكافية لرصد وجمع الأدلة حول استمرارية التعلم من خلال التعليم عن بعد وغيرها من التدابير.
وفي ذات السياق تقول كيكو ميوا، المديرة الإقليمية للتنمية البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في البنك الدولي، إن فيروس كورونا أدى إلى تفاقم التحديات التي يواجهها أطفال المدارس في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما تسبب في خلق أزمة في ظلّ أزمة، مضيفة أن التقديرات تشير إلى أن فقر التعلم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيزداد بأكثر من نسبة 60 في المائة ما قبل الجائحة إلى ما نسبته 71 في المائة عقب الفيروس.
وقال تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن إعادة فتح المدارس هو أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لتعليم الأطفال، ولكن من أجل رفاهيتهم، وأضاف: لا يكفي أن يُعاد ببساطة فتح أبواب الصفوف المدرسية لضمان عودة آمنة للطلاب؛ بل يجب أن تكون المدرسة مكانًا آمنًا للأطفال.
وأضاف أنه يجب على جميع المسؤولين بما في ذلك مديري المدارس والمعلمين وأولياء الأمور، أن يقوموا بالواجبات ويتحملوا المسؤوليات الأساسية تجاه رفاه وسلامة الأطفال خلال ساعات التعلّم، بالإضافة إلى الموارد المطلوبة لتشغيل المدارس، تستدعي الحاجة لإجراء تحوّل استراتيجيّ في موضوع المهارات الحياتية والحدّ من الفقر الرقمي، بما في توسيع نطاق حزم الإنترنت وجعل الأجهزة الرقمية أكثر توافرًا وبأسعار يستطيع الجميع تحمّلها لسدّ الفجوة الرقمية، وأن تكلفة إبقاء المدارس مغلقة هي تكلفة باهظة وتهدد بإعاقة جيل من الأطفال والشباب، وتزيد في الوقت نفسه من الفوارق التي كانت موجودة ما قبل الجائحة.
أما كوستانزا فارينا، مديرة المكتب الإقليمي لـيونسكو ومسؤولة التعليم في الدول العربية، فتقول إنه من الضروري ألّا تتراجع تلك الدول ويجب أن تعمل لضمان تحقيق الهدف الرابع ضمن اهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030.