ذكرى صدور أول عدد من جريدة الجمهورية.. لسان العهد الجديد
نمر اليوم بذكرى تأسيس واحدة من رائدات الصحافة العربية في العصر الحديث، جريدة الجمهورية، والتي صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر من العام 1953.
تأسست الجمهورية في الأصل للتعبير عن المرحلة الجديدة من حياة الدولة المصرية، بعد إعلان الجمهورية، وإلغاء الحكم الملكي، وبأمر مباشر من جمال عبد الناصر أنشأ السادات صحيفة الثورة، وإصدار مطبوعة تتناول أفكار يوليو، وتعمل على نشرها، والدفاع عن سياستها أمام أي هجوم، وإيضاح الأفكار الحقيقية أمام أي خلط.
عمل السادات مع العديد من الصحفيين العالمين بدار الهلال خلال عام 1953، على المشروع الجديد، حيث جمع منهم المعلومات الخاصة بالطبع، والتوزيع، والإعلانات، وبعد جمع المعلومات المتعلقة بالتحرير، قام بتحديد المكان، واستأجر شقتين في إحدى عمارات شارع شريف، وجهزهم باللازم وقتها.
يقول السادات عن العمل على إنشاء الجمهورية، أنه لم يكن بالعمل السهل، وأنه قال لناصر بإن تلك المهمة تحتاج إلى وقت كبير، ومستحيل أن تتم في القريب، لكن ناصر أصر على إصدارها في نفس العام، قائلا إن من يقومون بثورة كبيرة كـ يوليو، لا توجد أمامهم عقبات مستحيلة.
استقطاب كبار كتاب مصر
بعد تشكيل هيئة التحرير الخاصة بالجريدة، تحت قيادة السادات نفسه، أخذ العمل على تجريب إخراج العديد من الأعداد، وظلت عملية التجريب عدة أسابيع، حتى صدر أول عدد في يوم الاثنين 7 ديسمبر، واستطاعت الجريدة استقطاب الكثير من الأقلام الكبيرة وقتها، ومنهم طه حسين، ومحمد مندور، ولويس عوض، ورجال الثورة المصرية، واستطاعت بأن تشق طريقها بشكل سريع وسط عمالقة الصحافة العربية صاحبة الجلالة الأهرام العريقة، والأخبار.
كتب السادات بمناسبة صدور الجمهورية قائلا: هذه الجمهورية تشق طريقها إليك بين الصحافة العربية وتشق طريقها واضحًا لا تخبط فيه ولا التواء ولا مجاملة ولا تحامل، لقد حددت أهدافه أو آلت على نفسها ألا تنفذ هذه الأهداف إلا بسلطان الصدق وفى ضوء الوضوح، وهى بهذا السلطان وهذا الضوء خليقة بقيادة وتوجيه الوعى في كل مرفق من مرافق الوطن، أنها جريدة حره حرية الثورة التي تضيئ طريقها بنار الحق، ونار الحق تحرق الأصنام وتحرق المفاسد، وهى جريدة قويه قوة الثورة التي تخط طريقها إلى أهدافه ا عازمة مطمئنة.
