ماكس مولر.. دعا إلى تجديد الخطاب الديني في القرن الـ 18 واتهم بالإلحاد
ماكس مولر، العالم اللغوي والمستشرق البريطاني الكبير، أحد أشهر من كتب في علوم الهنديات، المولود في 6 ديسمبر 1823، تعتبر مساهماته اللغوية والبشرية ذات أهمية خاصة وكبيرة، شملت أعماله التاريخ والفلسفة والدين الهندي.
تلقى مولر تعليمه بمدرسة نيكولاي في لايزبرج الألمانية، ودرس بها الموسيقى والكلاسيكيات، وخلال تلك الفترة التقى بفيليكس مندلسون كثيرا، وهو الموسيقي الشهير، وفي عام 1841 التحق بجامعة لايبزيج، ودرس فيها فقه اللغة، وفي 1843، كان لديه أطروحة متميزة على أعمال سبينوزا.
عين بعد ذلك في عام 1850 نائب أستاذ للغات الأوربية الحديثة بجامعة أكسفورد، وحصل بعدها بعام واحد على الماجستير الفخري، وحصل على عضوية في كلية كنيسة المسيح بأكسفورد، وفي عام 1854، حصل على الماجستير بدرجة كاملة.
في عام 1868، أصبح مولر الأستاذ الأول في تاريخ أكسفورد لعلم فقه اللغة المقارن، وهو منصب تأسس خصيصا له، وظل في هذا المنصب حتى وفاته.
مشاكل مع علماء الأديان
كان مولر مهتما من بداية مسيرته العلمية باللغة السنسكريتية، ونشر كتابه الأول في عام 1844، الذي يتناول فيه خرافات الهندية، كرس مولر حياته تقريبا ووقفها على دراسة تلك اللغة، وظل إلى أن أصلح أحد كبار علماء السنسكريتية في عصره، وترجم العديد من الكتب التي ساعدت على فهم تطور الأديان الأوربية الوثنية، ومنها رجفيدا سامهيتا.
شكلت آراء مولر خلال حياته نقاط خلاف عديدة بين معاصريه، وخاصة علماء الأديان، الذين وجدوا أن آرائه ونظرياته جاءت متوترة، وتفسيراته للأساطير، كانت هي أيضا من الأساطير، واتهموه بأنه إنما جاء من ألمانيا إلى بريطانيا، ليبحث فقط عن الشهرة، وكان رد مولر، بأن تطوير علوم الدين، سيغير مظهر العالم.
اتهمته الكنيسة بأنه معاد للدين المسيحي، وفي اجتماع للكنيسة في غلاسكو، قدم السيد طومسون، اقتراحا للكنيسة، بأن مولر وآراءه، تخرب الإيمان المسيحي، وتشر الكفر والإلحاد بين الطلاب، وفي كاتدرائية سانت أندرو، أعلن الكسندر مونرو، بأن محاضرات مولر حول تجديد الخطاب المسيحي، وتطوير العلوم الدينية، ليست سوى حملة ممنهجة ضد يسوع والوحي الإلهي، وبأنه يدعو إلى الإلحاد تحت ستار وحدة الوجود.
