في ذكرى رحيله.. كيف رصد عبد الرحمن الرافعي أسباب ثورة يوليو؟
عبد الرحمن الرافعي مؤرخ تاريخ مصر الحديث، من مواليد 8 فبراير 1889 ورحل عن دنيا الناس 3 ديسمبر 1966م ليترك الكثير من الأعمال المكتوبة منها 15 مجلدًا، تؤرخ للحركة القومية في تاريخ مصر الحديث منذ أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر حتى خمسينياته.
ولد عبد الرحمن الرافعي في حي الخليفة لأسرة ذات علم وفضل، تتصل أصولها بالصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وتعلم الرافعي في المدارس الحكومية، بدءًا من مدرسة الزقازيق الابتدائية، فمدرسة القربية الابتدائية بالقاهرة، ثم مدرسة رأس التين الابتدائية عندما انتقل والده إلى الإسكندرية؛ حيث عمل مفتيًا للمدينة، وأنهى الرافعي الثانوية هناك في الإسكندرية، لينتقل بعدها للالتحاق بمدرسة الحقوق في القاهرة، وتخرج فيها عام 1908.
للرافعي العديد من المؤلفات التاريخية ومن أهم هذه المؤلفات كتاب بعنوان مقدمات ثورة يوليو 1952 يرصد فيه الرافعي الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة، منطلقا من أن دراسة كل ثورة تقتضي البحث عن أسبابها ومقدماتها، وما سبقها ومهد لها، ما يساعد على فهم الثورة وتكييفها.
وفي الكتاب يرجع الرافعي مقدمات ثورة 23 يوليو سنة 1952 إلى أسباب عده منها سيرة الملك فاروق في الحكم، مؤكدا أن فترة حكمه وما شهدته من سياسة غير حكيمة كان هو التمهيد للثورة، أما أسباب الثورة وبواعثها فترجع إلى أبعد من ذلك وأعمق، كما يرى الرافعي أيضا أن إعلاء معاهدة 1936 كان بداية مرحلة جديدة من كفاح الشعب ضد الاحتلال البريطاني، وكانت الحوادث تتدرج وتتدافع يوما بعد يوم نحو الثورة، كما يرى الرافعي أن أسباب الثورة تمتد إلى بدء الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1882، لأن ثورة 23 يوليو هي قبل كل شيء ثورة على الاحتلال والاستعمار.
أسباب ثورة 1952
يقع الكتاب في خمسة فصول، الفصل الأول عن واقعة إلغاء معاهدة سنة 1936، وما تلاها من كفاح الشعب في القتال والفصل الثاني عن حرق القاهرة وتظهر أهمية ما كتبه الرافعي عن هذا الحادث بحثه عن المسؤولين عن حريق العاصمة، وعما إذا كان للإنجليز والقصر يد في حريق القاهرة، ثم الفصل الثالث عن وزارات الموظفين والفصل الرابع عن أسباب الثورة السياسية منها وغيرها المتعلقة بالجيش، وأسباب الثورة من الناحية الاقتصادية ومن الناحية الاجتماعية، وجاء الفصل الأخير ليرصد طريقة الملك فاروق في الحكم واستبداده وطغيانه واستغلاله، وهمه إلى المال وانحدار سمعته الشخصية وفي عائلته في الداخل وخارج مصر، مما دفع الشعب إلى أنه ينشد الثورة ويبتغيها.