الانطباعية الجديدة وجورج سورا.. هل شعر باقتراب موته؟
جورج سورا، أحد أيقونات الرسم في القرن التاسع عشر، والفنان الفريد من نوعه، المولود في 2 ديسمبر من العام 1859، يعد المؤسس الأول للمدرسة الانطباعية الجديدة في فرنسا.
ولد سورا في باريس، وكان والده مسؤولا قانونيا، ومن الأثرياء، بدأ دراسة الفنون في مدرسة الفنون الجميلة، وتلقى تعليمه على يد هنري ليمان، وكان التعليم والتدريب الذي تلقاه تقليدي بشكل كبير، حيث كان يرسم من قوالب النحت العتيقة والقديمة، وينسخ للرسامين القدماء، وترك المدرسة في عام 1879، بعد أن أنهى مشواره التعليمي فيها.
بدأ في إنشاء استديو بعد ذلك هو وصديقه أمان جان، وعلى مدار عامين، عمل فيهم جورج سورا، على تطوير مهاراته، لاتقان الرسم الأحادي اللون، كما درس بعناية أعمال ديلاكروا، وفي عام 1883، أخرج أول لوحة رئيسية له، وهي لوحة كبيرة، بعنوان باثرز في أسنيير، والتي تصور بعض الشباب والفتيات الذين يجلسون في لحظات استرخاء وراحة بجوار نهر السين.
في عام 1885، قضى سورا معظم وقته للعمل في جزيرة لاجراند جات، وأنهى هناك لوحته الشهيرة، التي سماها بعد ظهر يوم أحد في جزيرة لاجراند جات، والتي أثارت عند عرضها للجمهور ضجة كبيرة، بسبب أسلوبه المختلف، الذي ظهر جليا في تلك اللوحة.
موت مفاجئ ومعرض لم ينتهي
في فبراير عام 1888، ذهب إلى بروكسيل، وعرض هناك في إحدى المعارض المستقلة، سبع لوحات فنية من أعماله، انتقل للعيش بعد ذلك مع عشيقته مادلين نوبلوخ، والتي أنجب منها طفلا في 1890، وفي تلك الفترة، عمل سورا على لوحته البديعة التي رسم فيها عشيقته.
بالقرب من دنكرك، رسم العديد من الأعمال الطبيعية، ووضع مخططا للعمل الأخير له، وعرض في صالونه الأخير عمله غير المكتمل، كما لو كان يشعر بأنه لن يكتمل، وفي أثناء ترتيب المعرض، أصيب بالذبحة الصدرية، وقبل أن ينتهي المعرض، توفي جورج سورا، في الأحد 1891، مخلفا 40 لوحة، و500 رسمة، والعديد من الكتب التي تتحدث عن الرسم.
