وجوه أصيلة.. أحفاد الفراعنة يبهرون العالم في حفل الكباش بالأقصر │ صور
أصابهم من وجوههم حظًا كبيرًا، حيث يملكون تلك الملامح الفرعونية الفريدة، والأخرى الصعيدية المحفورة في عروقهم، فالشباب المشاركين في حفل افتتاح طريق الكباش بمحافظة الأقصر، والذين تم اختيارهم من بين آلاف الوجوه التي تقدمت لتثبت انتمائها للحضارة القديمة، ولعل الاستعراض الذي قام به هؤلاء الشباب؛ هو أبرز جوانب نجاح الحفل.
يقول عمر مختار، 21 عاما، أحد الشباب المشاركين في موكب طريق الكباش بالزي الفرعوني، إن هانز كريستيان، وهو مخرج العرض الألماني، الخاص بحفل طريق الكباش، قرر أن الشباب المشارك في الحفل يكونوا من أبناء الأقصر، وبناءً على ذلك تقدم للطلب كل الكيانات الشبابية في المحافظة.
وأضاف مختار في تصريحات لـ القاهرة 24، أن الشباب المشاركين من الجنسين، كانوا في كيان تابع لوزارة الشباب والرياضة، واختار كريستيان ما يصل إلى 400 شاب وفتاة من العدد الضخم؛ الذي كان معروضا عليه.
وأشار عمر إلى أن المخرج الألماني كان ينظر لأبناء الأقصر؛ التي تكون وجوههم أقرب للشخصيات الفرعونية، وكان ذلك من أهم المقاييس التي يتم الاختيار بها.
واستكمل: تم تقُسيم الشباب الواقع عليهم الاختيار إلى مجموعات، وكل مجموعة كان لديها قائد، حيث قاموا بتحضيرهم للعرض على مدار 55 يوما.
وتابع عمر: في هذه المدة تدربنا على الحركات وكيفية المشي بطريقة شامخة تشبه الفراعنة، رغم الإرهاق الذي شعر به كل من شارك في البروفات التي بدأت يوم 10 يونيو، إلا أنها من أجمل الإنجازات التي قمت بها في حياتي.
وأوضح أحد الشباب المشاركين في موكب طريق الكباش أن التدريب على الاستعراض؛ كان مُستمرًا لفترات طويلة حتى إلى يوم العرض المباشر، حيث كانت هناك لقطات مسجلة وأخرى حية، وتم المزج بينهم بحرفية عالية.
فيما أعربت مارينا، 19 عاما، عن سعادتها للمشاركة في حفل طريق الكباش، حيث كانت من أحفاد الملكة حتشبسوت، وتميزت بالزي الفرعوني الأنثوي الأنيق والعين المرسومة على الطريقة المصرية القديمة والشعر الأسود القاتم.
واتفقت مارينا مع رأي عمر في مقاييس اختيار الفتيات أيضًا للمشاركة في الحفل، حيث قالت إن الاختيار كان من نصيب من تميل ملامحها للشكل الفرعوني أكثر، وليس له علاقة بالجمال الفاتن أو الوزن.
وتابعت مارينا: تم تقسيمنا إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى هي الاستعراضية مع الأنشودة الفرعونية، وأخريات كان دورهن حمل الرموز الفرعونية.
وذكرت: شعرت بالفخر والاعتزاز ببلدي مصر ومحل ولادتي الأقصر.. العالم كله يراني وأنا أمثل الحضارة المصرية، ولا أريد أكثر من ذلك.
بينما قال حسان عبد المولى، من قرية قمولة بمحافظة الأقصر، 23 عاما، إنه رغم مشاركة عدد كبير جدًا في الحفل، إلا أن العرض تم بشكل احترافي، ولا أصدق حتى الآن ما قمت به لبلدي.
وأضاف حسان في تصريحات لـ القاهرة 24: كانت لدينا العزيمة والرغبة في عودة السياحة إلى الأقصر بالشكل الذي يليق بها، بالإضافة إلى الإصرار الداخلي لدينا أن نُخرج ذلك العرض بأفضل شكل ممكن، رغم أنه أخذ وقتًا كبيرًا وأيضًا مجهود عظيم، ولكن الاستمتاع به كان أعظم.
«مكناش بنام بس كنا عاوزين الحدث يطلع عالمي»، بهذه العبارة وصف حسان المعاناة الجسدية التي شاهدها مع زملائه لتحضير حفل الكباش، وأيضًا رغبتهم في لفت أنظار العالم إليهم وإلى محافظة الأقصر بعد التطوير.
وروى محمد عبد الناصر، 22 عاما، أنه يوم العرض، وبعد التعب الجسدي والتوتر الذي عاشه على مدار 55 يوما، كان سعيدا أنه كان جزءًا من هذا الحدث العظيم، وقدمه وسط أهله ورئيس الجمهورية والعالم أجمع.
وتابع عبد الناصر: تم اختياري أنا وزملائي من بين آلاف المتقدمين للمشاركة في عرض الكباش، نظرًا لانتمائنا لشكل أجدادنا الفراعنة.
وأشار عبد الحليم علي، أحد قادة إحدى المجموعات المشاركة في العرض، أنه كان من المقرر موعد الحفل يوم 4 نوفمبر، لكن تم تأجيلها لميعاد مجهول، وحينها كان الشباب في إجازة مفتوحة حتى يوم 19 نوفمبر.
وأضاف علي خلال حديثه مع القاهرة 24، أنه بمجرد معرفة موعد الحفل تم تكثيف البروفات الجهد حتى يوم الحدث المهيب الذي شهده العالم.
وأوضح أن البروفات كانت تتخطى الـ 12 ساعة، بينما أيام التصوير تخطى العمل بها نحو ساعة، كي يخرج بهذا الشكل، مؤكدًا: رغم التعب الشديد مكناش نزهج أبدًا.
واستكمل عبد الحليم حديثه: فخور بكوني جزء من الحدث العظيم ده، وأتمنى أنه يكون عودة خير لبلدنا وبيوتنا ترجع تتفتح من ثاني.
حدث الكباش تفوق على المومياوات لأنه تم في قلب الصعيد
في هذا السياق، علق الدكتور هشام الليثي، رئيس الإدارة المركزية لتسجيل الآثار المصرية، نجاح حفل افتتاح طريق الكباش، وقال إن العمل على هذا الطريق خطة نسير فيها منذ عام 2004 ولكن توقفنا عام 2011.
وأضاف الليثي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أنه تم العمل على الكباش مرة أخرى منذ عام 2017 إلى أن افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وذكر الليثي أن في العام الأول من التطوير وهو 2004؛ تم هدم مساجد وكنائس وإزالة منازل ومدارس وغيرهم من المباني التي بُنيت على الطريق، وتم تكملة الإزالة من بعد ذلك.
وأشار الليثي إلى أن مصر قادرة على إبهار العالم دائمًا، مثلما أحدثنا جلل في موكب المومياوات، تمكنا من إبهار العالم مرة ثانية في حدث الكباش العظيم، والذي تفوق عن الحفل الأول لأسباب عديدة، أهمها أنه تم في قلب الصعيد وهي محافظة الأقصر، مؤكدًا: ده مستوانا الحقيقة مش هنقدر نرجع عنه.
وأكد رئيس الإدارة المركزية لتسجيل الآثار المصرية أن حدث الكباش؛ يعد فاتحة خير على السياحة المصرية مرة أخرى لأنه أعاد تنظيمها، حيث أن الكباش قام برواج طبيعي لا يقدر بمال، متابعًا: إذا قمنا بعمل برامج ترويجية للسياحة تكلف ملايين، لا تأتي بنتيجة مثلما فعل حدث الكباش.