جان بابتيست لولي.. تعاون مع موليير وتعلق بموسيقاه لويس الرابع عشر
جان بابتيست لولي، الموسيقي الفرنسي الكبير المولود في 28 نوفمبر من العام 1632، عُدَّ من أشهر الموسيقيين في جيله، كما كان صديق مقرب من الكاتب والمسرحي الكبير موليير، والذي تعاون معه في العديد من المسرحيات.
ولد لولي في فلورنسا، لعائلة من أصحاب المطاحن، ونشأ في أسرة متوسطة، وخلال فترة شبابه المبكرة لفت الانتباه لاهتمامه الموسيقي، فتعلم في فلورنسا الموسيقى، وكان عازفًا مبهرًا في تلك الفترة على الكمان، وكان وقتها عمره لم يتجاوز الـ 14.
في عام 1653، لفت لولي انتباه لويس الرابع عشر، والذي سمع عزفه البارع في الباليه الملكي دي لانوي، وفي نفس العام، أصبح لولي المؤلف الموسيقي الخاص بالملك، وبعد أن تولى لويس الرابع عشر الحكم 1661، صار لولي مديرًا للموسيقى الملكية للعائلة المالكة الفرنسية.
قدم لولي مع موليير العديد من الاعمال المسرحية، وكانت بداية التعاون عام 1661، في فصر نيكولاس فوكيه، وكان التعاون الأكبر بين الاثنين، في الأعمال التي كانت تقدم بشكل خاص للديوان الملكي الفرنسي، إضافة إلى العديد من الأعمال الشهيرة لموليير، وأشهرهم زواج بالإكراه 1664، وظل التعاون قائم حتى عام 1672.
حصل لولي بعد ذلك على امتياز أوبرا بيير بيرين، وفي الفترة بين 1673، و1687، كان لولي ينتج أوبرا جديدة كل عام، وكان من المحتكرين لهذا النوع الموسيقي، لكن بعد وفاة الملكة تيريز عام 1683، وزواج الملك بشكل سري من السيدة دي مينتينون، لم يعد الملك متحمسا للأعمال الأوبرالية كما كان.
قدم لولي من خلال موسيقاه العديد من الأشكال الموسيقية الجديدة، والرقصات التي عبرت عن الفن الفرنسي المعاصر وقتها، وبسبب أعماله وقتها، حققت الأوبرا الفرنسية نجاحات كبيرة، لكنها مع ذلك، لم تتفرد تماما بخصوصية، وكانت متأثرة في كثير من الأحيان بالموسيقى الإيطالية، التي كانت تتسيد فن الأوبرا في العالم.
في عام 1686 أصيب في ساقه، ورفض أن يتم بترها، وأصيب في النهاية بالغرغرينا، والتي سممت جسده بالكامل، حتى وفاته في 1687.