السفير العماني يدشن صالونا ثقافيا بحضور نخبة من رجال السياسة والفكر | صور
دشنت سفارة عمان في مصر، أمس الخميس، صالونا ثقافيا أطلقت عليه أسد البحار أحمد بن ماجد بحضور سفير سلطنة عمان في مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية عبدالله الراحبي، ونائب المندوب الدائم لسلطنة عمان لدى الجامعة العربية بدر البوسعيدي، وأعضاء البعثة الدبلوماسية العمانية في مصر، وكوكبة من رجال السياسة والثقافة والفكر والإعلام.
كان ضيف شرف الصالون الثقافي، الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق.
كما شارك بالصالون، جمال الكشكي رئيس تحرير الأهرام العربي، وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد، أكرم القصاص رئيس تحرير اليوم السابع، عماد الدين حسين رويس تحرير صحيفة الشروق، علي حسن رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أسامة عجاج مدير تحرير الأخبار.
وحرص السفير عبد الله الرحبي، على تقديم برنامج الصالون الثقافي، حيث إنه كان صحفيا وإعلاميا عمانيا من الطراز الرفيع قبل اختياره من قبل القيادة العمانية ليكون سفيرا للسلطنة في مصر.
وأكد السفير الراحبي في بداية كلمته أن القاهرة حاضنة العرب الأولى، مستعرضا الثقافة والرؤية العمانية فى العهد السابق، والتي اتسمت بالانفتاح والتسامح وقبول الآخر، حتى أصبحت الشخصية العمانية متفردة في قبولها للآخر، وكيف كان العمانيون سباقون عن غيرهم في ركوب البحر وكيف برعوا في هذا المجال وقدموا فيه دروسا لغيرهم، إلا أن المحور الأساسي للصالون الثقافي العماني كان يركز على تاريخ سلطنة عمان البحري، من خلال تسليط الضوء على البحارة والملاح العماني أحمد بن ماجد الذي برع في ركوب البحر وقدم نموذجا هائلا للبحار العماني العربي يحتذى به كل العرب.
وأكد السفير الرحبي، أن اختيار إطلاق اسم البحار العماني أحمد بن ماجد على الصالون الثقافي العماني، جاء تكريما واحتفاء بتأكيد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو عمانية احمد بن ماجد، بعد نزاع طويل مع إحدى الدول المجاورة على جنسية بن ماجد.
من جهته قال إبراهيم سلامة رئيس قسم التاريخ كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، إن العمانيين كانوا بارعين فى ركوب البحر، لذلك تركوا الصحراء من خلفهم وتوجهوا للبحر من أمامهم.
كما أكد دور السلطنة فى نشر الإسلام عبر الإمبراطورية العمانية التي امتدت من الهند إلى شرق افريقيا، فضلا عن التواصل الحضاري مع بلاد فارس والعراق عبر الخليج، حيث انتشر العمانيون في في هذه المساحة الشاسعة واشتهروا بالتجارة وركوب البحر ثم شرعوا في نشر الإسلام بخلقهم وسماحتهم.
كما لفت سلامة إلى النزاع بين عمان والإمارات على بعض المناطق المجاورة مثل ولاية مسندم، فضلا عن التنازع على الشخصيات التاريخية المؤثرة مثل المهلب وابن ماجد، إلا أن منظمة اليونسكو اثبتت عمانية بن ماجد.
من جهته سلط سالم البوسعيدي دكتور اللغة العربية بسلطنة عمان، على مسألة ارشاد ابن ماجد البرتغاليين عن الخليج بعد أن ظلوا عند طريق رأس الرجاء الصالح ولم يعرفوا كيف وأين يبحروا.
وأكد البوسعيدي، أن كل الروايات التي تتحدث عن هذه الواقعة غير موثوق بها، وأن البرتغاليين أنفسهم لم يقروا بأن بن ماجد من أرشدهم عن الخليج.
من جهة أخرى، لفت أحد الباحثين المهتمين بالشأن العماني، إلى وسيلة عمانية حققت الكثير من الإنجازات الدبلوماسية والسياسية للسلطنة، وهي السفينة السلطانة، والتي تعد أول سفينة عمانية عربية وصلت إلى ميناء نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1840، في عهد السلطان العماني سعيد بن سلطان.
ولفت إلى أن السفينة وصلت حينها إلى ميناء نيويورك، وعلى متنها 800 طن بضائع، و56 من الرجال، حملوا معهم دعوة للسلام من السلطنة لإقامة علاقات مع أمريكا، الأمر الذي رحبت به أمريكا قبل 100 عام قبل أن تصبح قوى عظمى.
من جهته، أكد الدكتور مصطفى الفقي، أن سلطنة عمان تعتبر سبيكة خاصة جدا من التراث العربي والإفريقي، كما أن بها امتداد فارسي وهندي، لذا أصبحت ملتقى حضاري فريدة في خصائصها.
وشدد الدكتور الفقي، أن سلطنة عمان بلد ذات حضارة ممتدة وتاريخ طويل وشخصية عربية مميزة في التسامح وقبول الآخر.