الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير الأوقاف: الحوار والتعايش لا يعنيان ذوبان هوية في أخرى

الدكتور مختار جمعة
دين وفتوى
الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف
الأربعاء 24/نوفمبر/2021 - 03:37 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال كلمته بمؤتمر روسيا والعالم الإسلامي، المقام بجدة اليوم الأربعاء 24 نوفمبر 2021، إن الحوار البناء هو الحوار القائم على العدل والإنصاف واحترام القانون الدولي، وخصوصية الآخر الدينية والثقافية، وعاداته وتقاليده، مع احترام القانون الدولي.

يتابع جمعة، الحوار البناء يأتي بعيدًا عن سياسات الإملاء والاستعلاء وفرض سياسة الأمر الواقع، فالحوار يعني حسن الاستماع والإنصات إلى الآخر، وعدم الاستعلاء عليه، أو محاولة شطب ذاكرته الثقافية أو محوها أو النيل منها أو تذويبها.

كما أوضح وزير الأوقاف، أن ثقافتنا ثقافة التسامح والسلام، فثقافة السلام هي الأصل في هويتنا الثقافية، وما سواها ليس مجرد استثناء، بل خروج على الأصل. 

تابع مختار: الحوار على زنة فِعال، والمحاورة على زنة مُفاعلة، يقتضي الحوار المشاركة لا الإقصاء، ولا يقع من طرف واحد، يقال: تحاور محمد وعلي، أو توافقا، أو تشاركا، أو تطاوعا، أي حاور، أو وافق، أو شارك، أو طاوع كل منهما صاحبه، ولا يُتصوَّر أن يحاور الإنسان نفسه، وعليه فالحوار يقتضي أن تُعامل الآخر بما تحب أن يُعاملك به، وأن تنصت إليه قدر ما تحب أن ينصت إليك، وأن تأخذ إليه الخطوات التي تنتظر منه أن يخطوها نحوك، وأن تبحث عن المشترك بينك وبينه، لا سيما المشترك الإنساني، وأن تعمل على تعظيم هذا المشترك، وإلا فحاور نفسك، واسمع صوت نفسك، ولا تنتظر أن يسمع الآخرون صوتك.

وأكمل جمعة: الحوار الهادف ينأى بصاحبه عن كل أشكال الجمود والاستعلاء، ويحمله على احترام الرأي الآخر وتقديره، لا شطب ذاكرته، ولا العمل على تذويب هويته، مستطردًا: الحوار الحضاري هو الذي يهدف إلى صالح الإنسان كونه إنسانًا، بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو لغته، وأن نواجه معًا المخاطر المحدقة بالإنسانية من التطرّف والإرهاب، والحروب والمجاعات، وسباقات التسلح، والتغيرات المناخية، وأن يقف الإنسان إلى جانب أخيه الإنسان ويكون عونًا له عند الشدائد والنوائب، في وقت أصبح فيه العالم أشبه ما يكون بقرية واحدة، ما يحدث في شماله يؤثر بالطبع على جنوبه، وما يحدث في شرقه تجد صداه في غربه. 

وأردف وزير الأوقاف: إن ديننا الحنيف قائم على الإيمان بالتنوع والاختلاف الذي هو آية من آيات الله وسننه الكونية، حيث يقول سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ"، ويقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، ويقول سبحانه: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ"، فالتنوع قوة وثراء لو أحسنا التعامل معه والإفادة منه، فبديل الحوار هو الصدام، وبديل الإيمان بالتنوع والاختلاف هو الاقتتال.

ونوه مختار جمعة بأنه وبالواقع المعاين المشاهد ندرك أن أكثر الأمم إيمانًا بحق التنوع والاختلاف وقبول الآخر والمختلف وترسيخ أسس التعايش السلمي بين أبنائها من جهة وفيما بينها وبين العالم كله من جهة أخرى، هي أكثر الأمم أمنًا واستقرارًا وتقدمًا ورخاء وازدهارًا.

تابع مواقعنا