السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

منحتهن المخلفات حياة جديدة.. حكاية ناجيات من العنف صديقات للبيئة

إعادة تدوير مخلفات
أخبار
إعادة تدوير مخلفات المصانع
الثلاثاء 23/نوفمبر/2021 - 04:54 م

عام مضى على تأسيس سعيدة محمود، جمعية الرائدات والمثقفات المصرية الأهلية للتنمية بقرية بشتيل في محافظة الجيزة، بهدف تثقيف وتوعية نساء قريتها والأسر المحتاجة من حولها.

الحكاية بدأت بحملة لطرق الأبواب، تابعة للمجلس القومي للمرأة للتوعية البيئية وتعليم النساء كيفية إعادة تدوير المخلفات والاستفادة منها في إنتاج موادًا أخرى مفيدة وتقليل الهدر، حيث تشير التقارير إلى إنتاج المنازل لكميات كبيرة من المخلفات.

تروي سعيدة تفاصيل قصتها مع التوعية في حديث خاص لـ القاهرة 24، فهي رائدة ريفية تعمل في المجال الخدمي التثقيفي منذ 25 عامًا لرفع وعي النساء، لكن دون غطاء أو كيان شرعي لذا فكرت في إنشاء واحدًا ليسع السيدات والفتيات، خاصة الناجيات من العنف ويكون لهن ملاذًا آمنًا يتعلمن فيه ويجدن فرصة لمنحهن الحياة مرة أخرى.

تلقت سعيدة والمنتفعات من الجمعية الدورة التدريبية، التي نظمها المجلس القومي، وانتبهن إلى كم الفاقد من المخلفات التي تخرج من مصانع الملابس والأقمشة، الذي غالبًا ما يتم التخلص منه إما في صناديق القمامة أو بالحرق، وفي الحالتين يعود بالسلب على البيئة والسكان المحيطين.

ملابس من مخلفات المصانع

وبحسب رئيسة مجلس إدارة الجمعية، فإن التخلص التقليدي من المخلفات بمثابة أموال مهدرة لا يستفيد منها أحد، لذا اتفقت مع جامعي القمامة على نقل مخلفات المصانع تلك إلى مقر الجمعية بدلًا عن التخلص منها بطرق غير صديقة للبيئة، على أن تتحمل تكاليف النقل والمواصلات.

في البداية بدأنا إعادة التدوير بطرق بسيطة ومع الوقت أصبحنا نتلقى مخلفات الملابس والأقمشة من المصدر، حيث اتفقتُ مع المصانع لتصبح هي صندوق القمامة البديل إن جاز التعبير، وفقًا لحديث السيدة.

وبعد ذلك تلقت سيدات الجمعية الخيرية، تدريبات مع المجلس القومي للمرأة ومن ثم مركز تحديث الصناعات الصغيرة التابعة لوزارة الصناعة والتجارة، وحصلت 15 سيدة وفتاة على دورات تدريبية لإنتاج السجاد اليدوي أو النول كما يطلق عليه بجودة فائقة.

إعادة تدوير مخلفات المصانع

ملاذًا آمنًا للناجيات من العنف

أحدث تعاون الهيئة القبطية الإنجيلية، فارقًا في مصير المنتفعات من الجمعية الأهلية وفتح بابًا جديدًا وملاذًا آمنًا للحياة لفئة عريضة من النساء في تلك القرية الفقيرة، بعدما اقتصرت المساعدات على الأسر الفقيرة والمحتاجة وتقديم المساعدة المطلوبة من مواد غذائية وملابس وغيره، بعد عمل دراسة حالة أو بحث اجتماعي.
وعقدت الهيئة بروتوكول تعاون مع جمعية الرائدات بغرض استقبال السيدات والفتيات الناجيات من العنف وإعادة تأهيلهن، للاندماج في المجتمع والتخلص من آثار العنف النفسية والمعنوية.

خيوط النول

ساعد البروتوكول المبرم بين الجمعية والهيئة القبطية، الناجيات عن طريق مجموعات الحكي التي تقام بهدف إعادة التأهيل، وهو تجمع لفئة معين من السيدات من المطلقات أو الأرامل أو المعنفات أو المعرضات للعنف مستقبلًا، كل فئة على حدة، وتوفير وعاظ دينيين وأطباء أو مثقفة سكانية، بالإضافة إلى جلسات الدعم النفسي والاقتصادي والمعنوي. كما تنظم الجمعية مع جهات ومنظمات المجتمع المدني ندوات مدفوعة الأجر تحصل كل مشاركة على مبلغ مالي رمزي على سبيل الإعانة.

وتتمثل سبل المساعدات التي تقدمها الجمعية للسيدات في التوجيه وتقديم النصيحة، وكذلك التدريب من أجل الحصول على مهنة وتوفير دخل تقتات منه الأسرة أو السيدات المعيلات أو الناجيات من عنف منزلي.

سجاد يدوي من مخلفات المصانع

وتقول سعيدة محمود، إنه بفضل الجمعية زاد الوعي بين سيدات وأسر قرية بشتيل بالجيزة خاصة فيما يخص إعادة تدوير واستخدام الموارد والمخلفات، فأصبح تتلقى زيوت الطعام المستعمل وبيعها لإحدى الشركات للاستفادة منها في صناعات أخرى جديدة، وهو الحال مع المخلفات البلاستيكية وعبوات المياه الغازية، مقابل مبلغ رمزي للسيدات.

تختتم السيدة حديثها، بأن مخلفات المصانع أصبحت مصدر دخل للأسر الفقيرة والسيدات المعيلات والهاربات من جحيم العنف، بالاعتماد على طرق يدوية في إنتاج المنتجات ونظافة للبيئة والتخلص من حرق المخلفات وتقليل أو الاستغناء عن استهلاك الطاقة التي تصدر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

سجاد يدوي من مخلفات المصانع
تابع مواقعنا