السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كيف تستطيع نساء ليبيا قلب موازين الحكم في أول انتخابات رئاسية للبلاد؟

الانتخابات الليبية
سياسة
الانتخابات الليبية
الثلاثاء 23/نوفمبر/2021 - 04:36 م

المرأة نصف المجتمع، هكذا يبدو التركيب الاجتماعي في الأراضي الليبية تزامنًا مع اقتراب إجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، وذلك من حيث المقارنة ما بين تعداد الذكور والنساء وفقًا لآخر إحصائية للبنك الدولي والتي جرى إعدادها نهاية العام الماضي، إذ بلغ تعداد البلاد 6 ملايين و871 ألفا و287 نسمة، والتي من بينها 3 ملايين و468 ألفا و738 نسمة من الذكور، و3 ملايين و402 ألف و550 نسمة من النساء ما يظهر تقارب التعداد بين الذكور والنساء في التركيبة السكانية للبلاد، الأمر الذي بات يثير تساؤلا عن إمكانية قدرة نساء ليبيا على قلب موازين أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ استقلالها عام 1951، في حين لم تتجاوز نسبة المرشحات للانتخابات الرئاسية 3 بالمئة من المرشحين.

في البداية توجهنا إلى تقارير المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لإجراء مقارنة بين تعداد الناخبين من الذكور والإناث الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، والتي يضع الكثير من الليبيين آمالاهم على تلك الانتخابات للخروج من الأزمة الليبية التي استمرت طوال عشر سنوات تسببت في مقتل آلاف من أبناء الليبيين في صراعات عسكرية بين أطراف متعددة.

تقارير المفوضية أوضحت أن إجمالي من سجلوا للمشاركة في الانتخابات المقبلة بلغ 2 مليون و865 ألفا و624 ناخبا وناخبة، وبلغ تعداد الناخبين الذكور مليونا و628 ألفا و305 ناخبين، بنسبة 56.8%، في حين بلغ تعداد الناخبات الإناث مليونا و237 ألفا و319 ناخبة، بنسبة 43.2%، ما يظهر تقاربا في أصوات الناخبين بين الرجال والإناث، وبما يتيح لبنات حواء في ليبيا إمكانية اختيار رئيس البلاد القادم في حال تضامنهم على مرشح أو مرشحة بعينها.

المرأة في الانتخابات الرئاسية

الانتخابات الرئاسية الأولى في تاريخ البلاد لم تخلُ من ترشح النساء بما يضفي على الانتخابات تنافسا على مستوى اختلاف الجنس دون النظر إلى الانتماءات السياسية، إلا أن نسبة المرشحات من النساء كانت ضئيلة مقارنة بنظرائهن من الذكور، إذ تقدمت سيدتان للانتخابات الرئاسية هما ليلى سليم بن خليفة، وهندة محمد، مقارنة بـ 96 مرشحًا من الذكور، أي ما يعادل 2.04% من المرشحين.

وفي ظل ندرة المرشحات من النساء يمكن لكلتا المرشحتين المنافسة بشراسة على الانتخابات الرئاسية وتزعّم سيدة لكرسي طرابلس، في حال حظيت بدعم كبير من أبناء جنسها في مواجهة الذكور من المرشحين الأكثر حظا في جميع الدول العربية والعالم.

المرأة في الانتخابات البرلمانية 

حال المرأة الليبية لم يختلف كثيرًا على مستوى الانتخابات البرلمانية، إذ بلغت آخر إحصائيات المتقدمين للترشح للانتخابات التشريعية عقب غلق باب الترشح يوم 22 نوفمبر الجاري، 1766 مرشحا ومرشحة، في حين تستمر المفوضية في استقبال طلبات الترشح للانتخابات النيابية حتى 7 ديسمبر المقبل.

ومن بين هؤلاء المرشحين والمرشحات، بلغ تعداد الإناث 277 مرشحة على الكوتة المخصصة للنساء في البرلمان والتي تمثل 16% من تعداد البرلمان البالغ 200 مقعد، بينما تتسابق 13 مرشحة على مقاعد البرلمان المتبقية مع الذكور في دوائر مختلفة.

المرأة وانتخابات ليبيا 

من جانبه يرى أحمد لنقي، عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أن المرأة العربية بشكل عام والليبية بشكل خاص بدأت تأخذ دورها في الحياة السياسية على مختلف أصعدتها.

وأضاف لنقي في تصريحات لـ القاهرة 24، أن المرأة الليبية هي أول امرأة عربية تستطيع التقدم للانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أنه في ظل ضعف فرصها للحصول على رئاسة ليبيا، إلا أن ترشحها يمثل خطوة إيجابية في مضمار سياسي اقتصر عربيا على الرجال فقط، وهو ما يحسب للمرأة الليبية.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للدولة أن المرأة في ليبيا تستطيع قلب الموازين لصالحها، في حال استطاعت لعب دور في توعية المجتمع لقبول المرأة في الحياة السياسية.

وتابع أحمد لنقي بأن دور التوعية يجب أن ينصب في النهوض بالمرأة وتشجيعها على ممارسة دورها في الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، متوقعًا أن يكون دور المرأة مؤثرا في جميع المجالات في حال نجاح التوعية لها.

كما يقول حسين مفتاح، محلل سياسي ليبي، إن مشاركة المرأة يعد نقلة إيجابية في تاريخ الحياة السياسية الليبية.

وأضاف مفتاح لـ القاهرة 24، أن مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية ليس مستجدًّا على البلاد، وبالنظر إلى مشاركة النساء في الانتخابات الرئاسية، وأن فرص حصولهن على أصوات والمنافسة بشراسة يعود للصندوق ولا يمكن قياسه، خاصة أن تلك هي أول انتخابات على رئاسة ليبيا.

وأردف بأن وجود المرأة يمثل دعما للعملية السياسية، ويزيد من فرص التوازن والتشجيع في العملية السياسية في البلاد، مبينًا أن حضور المرأة يجعل المجتمع أقرب للتوازن من جديد.

تابع مواقعنا