الحب الذي دمرته المصالح والقسوة.. قصة حب جارة القمر وعاصي الرحباني في ذكرى عيد ميلادها
تحتفل اليوم الأحد جارة القمر المطربة اللبنانية فيروز بعيد ميلادها الـ86، والتي تعد أيقونة الغناء في الوطن العربي لسنوات طويلة بصوتها العذب القوى، تشدو كشجرة أرز لبنانية أمام جمهورها ومحبيها حتى تلك اللحظة.
واستطاعت فيروز أن تكون فنانة استثنائية، وتتربع على عرش قلوب جمهورها بأغانيها المميزة التي تحمل رسائل الحب والإنسانية، والهجر، والاشتياق، والوطنية، وغيرها من الأغاني التي لازالت في الوجدان والألحان الممزوجة بكلمات العروبة العذبة.
الكثير من الجمهور لا يعرف معلومات عن حياة جارة القمر الشخصية، حيث نشأت فيروز في حي زقاق البلاط، في بيروت، وعاشت في أسرة متوسطة، فكان والدها يملك محل طباعة صغير وتعلقت بالغناء والفن وهي في سن الخامسة عام 1940، ووالدها ساعدها على تحقيق حلمها حيث انضمت لكورال الإذاعة اللبنانية، وعندما عرفها حليم الرومي أطلق عليها اسم فيروز.
القدر سر التقاء فيروز وعاصي الرحباني
وكان عنصر الصدفة لها دور كبير في قصة التقاء، وحب فيروز والموسيقار عاصي الرحباني، الذي تزوجت منه عام 1955، وأنجبت منه أربعة أطفال، وهم زياد، وهالي، وليال، وريما، حيث تقابلا للمرة الأولى في الإذاعة اللبنانية وأعجب بصوت فيروز بشكل كبير، وظل هائما في عزوبة غنائها، وجمعهم القدر للمرة الثانية بعدما طلب حليم الرومي من عاصي تلحين عدد من الأغنيات لها.
نجاحات بين فيروز والرحباني
نجاحات كثيرة حلت على الثنائي فيروز والرحباني خلال فترة زواجهم حتى أصبحوا اسطورتين في التحليين والغناء بعد تواصل نجاحهما، حيث استطاعوا بتأسيس المؤسسة الرحبانية الفيروزية لإنتاج الأفلام السينمائية، لتكون شاهدة على نجاحاتهم التي انطلقت عبر نافذتها، وتعتبر أول أغنية رحبانية لفيروز كانت بعنوان غروب، ومن ثم توالت العديد من الأغاني المميزة التي جعلت اسمها يتربع على عرش الوطن العربي، ولكن قرر عاصي حذف تلك الأغنية لأنه رأى أنها استغلال لمرضه فقط ليس بدافع الحب.
حب انتهى بالانفصال
ويبدو أن الحب لا يدوم طويلًا، فقد تحول الحب إلى حرب خلافات ومشاكل بين فيروز وعاصي الرحباني سببها الغيرة والخيانة، حتى وصل الأمر إلى الانفصال عام 1978، بعد قصة حملت الكثير من المصاعب والشوق والحب، وأهدت فيروز أغنية سألوني الناس العديد من الأغاني التي تعبر عن حبها لزوجها عاصي وبالتحديد بعد إصابته بنزيف في المخ مباشرة.
ورغم الانفصال، وقع خبر وفاة عاصي الرحباني كالصاعقة على فيروز، حيث توفي عاصي عام 1986 بعد معاناته الكبيرة مع المرض.
ففي أحد الحفلات بعد الوفاة انهمرت بالدموع على خشبة المسرح، حيث قالت للجمهور نصًا: بيعز علي غنى يا حبيبي.. ولأول مرة ما بنكون سوا، تعبيرًا عن اشتياقها له.