الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

العراق | هل نالت محاولة اغتيال الكاظمي من مستقبله السياسي؟

مصطفى الكاظمي رئيس
سياسة
مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي
الأربعاء 17/نوفمبر/2021 - 08:31 م

حالة من الهدوء الحذر يشهدها العراق بعد مظاهرات واشتباكات عنيفة، ثم تصعيد خطير بمحاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية القائد الأعلى للقوات المسلحة، كانت الفصل الأخير نظريا وواقعيا في مسلسل التوتر الذي أعقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات النيابية في العراق، لكن هذا الهدوء قد تزيحه في أية لحظة إعلان مفوضية الانتخابات، النتائج النهائية التي ستضع المليشيات أمام الأمر الواقع في مواجهة خسارتها الفادحة في صناديق الاقتراع.

محاولة الاغتيال الفاشلة، لم تتبناها أية جهة حتى الآن، ولم تعلن السلطات العراقية عن متورطين، لكن أصابع الاتهام تشير بوضوح إلى المليشيات الموالية لإيران، والتي نظمت التظاهرات الاحتجاجية العنيفة في اليوم السابق على الواقعة، وتوعد قادتها في تلك الليلة بالرد على الكاظمي، بعد تحميلة مسؤولية التعامل الأمني مع متظاهريهم وإبعادهم بالقوة من أمام بوابات المنطقة الخضراء.

هدوء الشارع العراقي، يواكبه نشاط مكثف في الغرف المغلقة، حيث اللقاءات والمفاوضات التي يقودها التيار الصدري، أكبر الرابحين من الانتخابات الأخيرة، والساعي إلى تكوين ائتلاف أغلبية  يُشكل الحكومة الجديدة ويُسمي رئيسها، والذي قد يكون الكاظمي مجددا في نظر بعض المحللين، الذين أكدوا ارتفاع أسهمه في الشارع بعد محاولة اغتياله الفاشلة، بينما يرى آخرون أن اعتراض إيران وميليشياتها عليه، والتي وصلت إلى حد محاولة اغتياله، ستمنع الصدريين من تسميته مجددا.

يرى المحللون أن مصطفى الكاظمي، خرج رابحا من جولة التوترات الأخيرة، بعدما نال التعاطف إثر محاولة اغتياله باستهداف منزلة، لكن محللون قصروا هذا الربح على التعاطف الشعبي، بعيدا عن أروقة السياسة.

ويقول مهند الغزي، المحلل السياسي العراقي والخبير في شؤون الجماعات المسلحة، إن الكاظمي، ربح جولة في هذا الصراع بعد "العمل الأحمق" باستهداف منزله، والتي حاولت منصات الفصائل المسلحة في أول الأمر التسخيف منها وتكذيبها، لكنها تراجعت مع ظهور الفيديوهات والصور، ثم تتالت البيانات المنددة مع التلميح بعدم تصديق الرواية الرسمية بصورة كاملة.

وأضاف الغزي، في تصريحات لـ القاهرة 24، أن تصاعد الأحداث منذ يوم الانتخابات بعد خسائر تحالف الفتح الممثل السياسي للفصائل المسلحة، واحتكامهم إلى لغة الشارع لم توقف مقتدى الصدر، عن إكمال مفاوضاته وبدا وكأنه أكمل اتفاقاته لتشكيل حكومة الأغلبية القادمة، كما لم تعرقل كل هذه التصرفات والاتهامات بالتزوير، إكمال مفوضية الانتخابات عمليات العد والفرز وفحص الطعون.

ويرى السياسي العراقي أحمد الأبيض، أن مكاسب الكاظمي من التوترات الأخيرة، لا تتعدى كونها مكاسب عاطفية، لكن على الصعيد السياسي، فقد انتهى الكاظمي، وفق قوله.

ويعتبر الأبيض، في تصريحاته لـ القاهرة 24، أن الكاظمي حاول استغلال محاولة اغتياله، إعلاميًا لكسب التأييد الدولي والشعبي حتى يتمكن من البقاء في السلطة، لكن هذه المحاولة الفاشلة أثبتت كذلك استمرار إيران في نهج الهيمنة على العراق، ما يعني أن الكاظمي لن يكون رئيسا للحكومة الجديدة، بسبب رفض طهران، وفق قوله.

واستطر: “الصدر لا يستطيع أن يواجه إيران وأذرعها بالعراق كي يفرض إرادته عليهم ويمرر الكاظمي لولاية ثانية، لذلك الكاظمي انتهى سياسيا”، على حد تعبيره.

وعن الهدوء الحالي في الأوضاع على الساحة العراقية، يرى المحللان أنه خيار الجميع حاليا فالكاظمي ربح الجولة حتى لو بتعاطف الشارع معه، ويريد تهدئة الأمور لإتمام تشكيل الحكومة الجديدة ويكون على رأسها.

ويرى الغزي، أن الأمور تشهد هذا الهدوء مؤقتا لكن قد تنفجر لاحقا إذا ما استطاع الكاظمي توجيه الاتهام نحو طرف معين باستهدافه.

وكان الكاظمي، قد توعد بملاحقة المتورطين في تنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة، والتي تشير تقديرات الأجهزة الأمنية العراقية إلى أن الهدف منها كان تصفية رئيس الوزراء القائد الأعلى للقوات المسلحة، وليس فقط مجرد التهديد.

وفي تصريح سابق لرئيس الوزراء العراقي، قال إن المتورطين في محاولة الاغتيال معروفون وسيجري كشفهم.

لكن المحلل السياسي العراقي، أحمد الأبيض، أن الكاظمي مستعد للصمت حاليا عن جرائم المليشيات حتى يستطيع الاحتفاظ بالسلطة، مع كسب التأييد الشعبي.

تابع مواقعنا