في ذكرى رحيل روسيني.. تعرف على حكاية حلاق إشبيلية تحفته الأشهر
روسيني، الملحن والموسيقي الإيطالي العملاق، رائد الموسيقى الإيطالية في القرن التاسع عشر، الذي رحل عن عالمنا في 13 نوفمبر من العام 1868.
جاء روسيني في حقبة متميزة في الموسيقى الكلاسيكية الإيطالية، حيث عد من رواد النهضة التي أتتها بعد الانحدار الذي عانت منه لسنوات طويلة، بسبب ضعف الأسماء الموجودة على الساحة، فظهر في مطلع القرن التاسع عشر العديد من الأسماء التي ساهمت في إعادة الموسيقى الإيطالية إلى مكانها المتميز، ومنهم روسيني، وبيليني، ودونيزيتي، ومن بعدهم ظهور فيردي، حيث ساهم جميعهم في أن تكون إيطاليا وقتها أهم بلد يقدم فن الأوبرا في العالم.
اشتهر لروسيني العديد من الأعمال، لكن يظل أشهرها على الإطلاق، حلاق إشبيلية، والذي طلب منه أن ينهي تأليفها خلال شهر فقط، وأن يقود أول ثلاثة عروض بنفسه، وذلك مقابل أربعمائة سكودي، ونص العقد على أن يختار روسيني العديد من النصوص القديمة من الأدب، ويختار المتعهد ما هو مناسب منها، ولم يعش من تلك النصوص إلا حلاق إشبيلية.
لم يكن روسيني أول من يقدم حلاق إشبيلية في أوبرا، بل كان هناك سابقا أوبرا لبايزيللو، حملت نفس الاسم، وكانت تحظى بشعبية جارفة، مما جعل روسيني يتردد في استخدام هذا النص، خوفا من الفشل أمام الأوبرا الأولى، وكان بايزيللو ما زال حيا، فخشي أيضا أن يتآمر عليه لإفشالها.
حلاق إشبيلية.. تحولات عديدة في النص ونجاح عظيم
كتب نص حلاق إشبيلية في وقت سابق، عام 1772، من قبل بومارشيه، وكانت في الأصل أوبرا كوميك، تجمع بين الشعر والكلام العادي، وعهد بها في أول الأمر إلى المسرح الكوميدي في باريس، ولكن لم يقبلها المسرح، بسبب الممثل الرئيسي، الذي كان يعمل حلاقًا في الأساس قبل أن يتجه للتمثيل، مما جعله يشعر بالإهانة.
حولها بعد ذلك إلى عمل تمثيلي، من خمس فصول، وأخذه بايزيللو، وقام بتلحينه، وحقق العرض بعد ذلك نجاحا كبيرا، وتفتتح حلاق إشبيلية بافتتاحية من أشهر افتتاحيات الأوبرا، وتبدأ بالمشهد الافتتاحي الذي يدور في اشبيلية قبل الفجر، وخلال الأحداث، لم يلتزم روسيني بالنص الأصلي، حيث أخذ منه الأفكار الرئيسية، وقام بإضافة العديد من الأحداث.
كان العرض الأول لأوبرا حلاق إشبيلية، من الأحداث التاريخية، حيث حضر الحفل أكثر من 10 آلاف مواطن، ويقال إن الفرقة، قامت بعرض الأوبرا 30 مرة بعد ذلك، محققة نجاحًا ضخمًا طوال موسم عرضها، قبل أن تتشتت الفرقة بعد ذلك.