الجمعة 25 أكتوبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا تعثرت النهضة الإسلامية؟ مالك بن نبي يوضح الأسباب

مالك بن نبي
ثقافة
مالك بن نبي
الأحد 31/أكتوبر/2021 - 05:51 م

تحل اليوم ذكرى رحيل المفكر الإسلامي الكبير مالك بن نبي، أحد أهم المفكرين في العصر الحديث، وقد رحل في مثل هذا اليوم 31 أكتوبر 1973، وقد سخر مشروعه الفكري حول الحضارة، ومن الأمور التي يثيرها حول هذا الأمر هو لماذا تعثرت النهوض الإسلامية.

وينقل الدكتور سليمان الخطيب، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة المنيا، في كتابه فلسفة الحضارة عند مالك بن نبي، رأي مالك بن نبي في هذا الأمر، حيث يؤكد مالك أن الأمة الإسلامية، في القرون الأخيرة حاولت ولا تزال أن تعود إلى حلبة التاريخ بطريقة ضمنية، ولكننا نرى محاولاتها لم تثمر النتائج المرجوة في الوقت الملائم، خاصة إذا ما قارناها بوضع المجتمعات الأخرى مثل: اليابان أو الصين الشعبية والنتائج التي حققتها تلك الدول التي كانت منطلقة من نفس الأوضاع المتخلفة، ومع ذلك حققت نهضتها الحضارية في فترة وجيزة.

 

ويعزي مالك بن نبي عدم فعالية جهود العالم الإسلامي الحديث إلى عدم استقراء أحداث التاريخ لمحاولة التعرف على شروط الحضارة، فيقرر: إننا يجب أن نمنهج سیرنا وفقا لمقتضيات التاريخ، ومن هنا تصبح القضية فنية وتتطلب دراسة قائمة على قواعد يستخلصها العقل من قوانين التاريخ، وتتحدد في مجموعة من النقاط أبرزها أن الحضارة لا تصنع بمنتوجات حضارية مستوردة، بل هي التي تصنع وحدها المنتوجات الحضارية وهذا يؤدي بنا إلى تساؤل تقليدي عن شروط الحضارة في جوهرها العام؟ والجواب دون استطراد طويل أن شروط الحضارة تتكون من ثلاثة عناصر: الإنسان والتراب والوقت، وإذا دققنا النظر في هذه العناصر نستطيع تشخیص المعنى والمطلوب، وقد يقول قائل.. إذا كانت هذه فقط شروط الحضارة، فلماذا لا توجد حضارة في مجتمع توافرت فيه هذه الشروط، وهي غالبا ما تتوافر في مجتمعات العالم الثالث الذي يضم أكبر كتلة بشرية، وأخصب مساحات من التراب، ولديه من الوقت ما لغيره من الدول صاحبة الحضارة ومع ذلك فلا توجد حضارة كالموجودة في الدول الأولى.

يرى مالك، أن هناك عاملا جوهريا تتحدد به ومن خلاله كل الشروط اللازمة لتركيب الحضارة هذا العامل هو العمل بموجب العقيدة الدينية، أو ما يطلق عليه.. الفكرة الدينية.. يقول: وفي رأيي أن السبب في ذلك أن هذه العوامل تتطلب إلى جانبها عاملا آخر لا غنى عنه هو العامل النفساني، هذا العامل الذي يصطلح على تسميته بالعقيدة، والبعض الأخر يسميه أيديولوجيا، فنحن إذن أمام قضية واضحة وضوحا كاملا، إن الشروط اللازمة لتكوين الحضارة موجودة بين أيدينا، بمعنى أن عندنا أكرم وافضل العناصر الموجودة في العالم، وعندنا أخصب المساحات الترابية، وعندنا الساعات الزمنية الكافية للإبداع والابتكار، ويتبقى علينا أن نفكر ما الذي ينقص هذه الأمور كلها.

العمل بموجب العقيدة

ويضيف مالك ابن نبي: إن الذي ينقصنا هو العمل بموجب العقيدة الإسلامية، الإسلام وحده هو الذي يمكن أن يعيد المسلمين إلى عالم الحضارة الخلاقة والمبدعة، ويدخلهم في حلبتها، ولكن شريطة أن يعتبروا أن هذه العقيدة رسالة ضرورية ولا غنى عنها، ولكن العقيدة لا يمكن أن تحرك الطاقات، إلا بقدر تسخيرها لحاجات أبعد وأسمى راجل من الحياة اليومية، ونحن لا نرى لعقيدتنا الإسلامية هيمنة على طاقاتنا الاجتماعية، ولهذا فهذه الطاقات معطلة تماما، لأننا جعلنا من الإسلام وسيلة للحياة الأخروية، بينما كانت في عهد الرسول عليه صلوات الله وأزکی سلام، وسيلة النجاة في الحياة الأخروية، وأيضا وسيلة المجد والعزة والحضارة في الحياة اليومية.

تابع مواقعنا