الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مرصد الأزهر يحلل دلالات الانتصار على الإرهاب بعد إلغاء قانون الطوارئ

مرصد الأزهر
دين وفتوى
مرصد الأزهر
الأربعاء 27/أكتوبر/2021 - 12:55 م

قال مرصد الأزهر، إن مصر عاشت فترات صعبة من تاريخها خلال الفترة الماضية، وتحديدا عقب ثورة 30 يونيو عام 2013، حيث كثرت الأعمال الإرهابية لا سيما مع تنامي نفوذ التنظيمات المتطرفة في العديد من البلدان العربية، والذي كان له تأثير واضح على مصر، الأمر الذي أصبح تحديًا كبيرًا أمام الدولة المصرية وقيادتها خلال الفترة الانتقالية بقيادة المستشار عدلي منصور، وإلى أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر عام 2014؛ لذا كان واجبًا على الدولة أن تسلك كافة السبل المتاحة لمواجهة التحديات الأمنية ومحاربة التطرف والإرهاب، وقد تنوعت هذه الأساليب ما بين استراتيجيات عسكرية وأمنية، وأخرى فكرية وتوعوية.

وأضاف المرصد، أنه بالنسبة للمواجهة العسكرية، فقد قدّم فيها أبناء القوات المسلحة والشرطة العديد من النجاحات الكبيرة التي سُطرت بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة، كما اقتضت هذه المواجهة استحداث أجهزة وقوانين لمجابهة آليات هذه التنظيمات المتطرفة وأجنداتها في تخريب الدول وإعاقة عملية البناء والتنمية، ومن أبرز المواجهات العسكرية التي خاضتها القوات المسلحة ضد الإرهاب، العملية الشاملة سيناء 2018.

كان إنشاء المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف، والذي أنشئ عام 2018، من ضمن الإجراءات التي اتخذتها الدولة في هذا الصدد، وكذلك قانون الإرهاب رقم 94 لسنة 2015م، إضافة إلى فرض حالة الطوارئ في البلاد منذ شهر إبريل 2017، مع تجديدها كل 3 أشهر، ولا يخف على أحد؛ كيف كانت هذه الإجراءات وغيرها عاملًا مُهمًّا في دحر قوى الشر والقضاء على العناصر الإرهابية واجتثاث جذورهم، كما تنوعت الأساليب العسكرية والأمنية في مواجهة الإرهاب ما بين أساليب لها سمة الاستمرارية أو الوقت الطويل، مثل الإعداد العسكري القوي، واليقظة الأمنية، وأخرى لها سمة المرحلية أو الوقت المحدد، مثل قانون الطوارئ. 

ومددت الدولة هذا القانون بقدر الحاجة، إلى أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الاثنين الموافق 25 أكتوبر 2021، إيقاف العمل بهذا القانون، حيث نُشر عبر الصفحة الرسمية للرئيس السيسي: يُسعدني أن نتشارك معًا تلك اللحظة التي ما دام سعينا لها بالكفاح والعمل الجاد، فقد باتت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء واحة للأمن والاستقرار في المنطقة.

 

دلالات القرار

وأوضح المرصد، أن لهذا القرار العديد من الدلالات، إضافة أنه رسالة الأمن والاستقرار الواضحة في تصريحات الرئيس، تتلخص في الآتي: 

1- تحتل مصر مكانة كبرى بين الدول التي تسعى للسلام، وتعمل على استقرار الأوضاع في المنطقة، حيث حرصت الدولة المصرية في كافة أزماتها؛ على اللجوء إلى الحوار والمفاوضات؛ لتقريب وجهات النظر وحماية حقوق الدولة على اتجاهاتها الاستراتيجية كافة، مع توفر الخيار العسكري  لديها، إلا أن حرصها على السلام والحوار خلق حالة من الهدوء والسلم في سياستها الداخلية والخارجية.

2- يؤكد القرار على النجاحات الكثيرة المحققة في مواجهة التطرف والإرهاب، وهذا النجاح لم يكن ليتحقق إلا بالتكاتف والاصطفاف خلف القيادة الوطنية، وضرورة التنمية والتعمير التي تزحف على الإرهاب في أوكاره ومخابئه، فتمحوه وتمحقه، وكذلك العمل على المواجهة الفكرية والتوعية الشاملة التي شارك فيها الأزهر الشريف بقدر كبير.

3- يدلل وقف العمل بقانون الطوارئ على قوة الدولة وأجهزتها الأمنية؛ إذ يعكس ذلك القوة الأمنية والاستخباراتية التي تتربص بكل عدو للوطن وتقف حائط صد منيع أمامه قبل الإقدام على أي عمل من شأنه الاعتداء على الأمن أو تقويض السلم المجتمعي في ربوع الجمهورية.

4- أكبر دليل على وصول مصر إلى درجة كبيرة وإلى نجاح باهر في مواجهة التطرف والإرهاب هو إلغاء قانون الطوارئ، مما يعني أن الداخل المصري الآن أصبح آمنًا تمامًا، وليس معنى هذا أنه لن يكون هناك تحديات محدقة من جماعات العنف والإرهاب، وإنما ما نقصده هو أن قرار تخلِّي الدولة عن مد قانون الطوارئ مرة أخرى، والذي يُبنى على معلومات دقيقة ودراسات وأبحاث عميقة؛ وهذا ينبئ أن الدولة المصرية لا تزال تُحقق انتصارات كُبرى في شهر الانتصارات على قوى الشر وجماعات الإرهاب، ويأتي هذا بالتوازي مع استراتيجية الدولة في مجال التنمية والحقوق والحريات، والذي يقود بشكل مباشر إلى توجيه ضربات استباقية لمروجي الأكاذيب وأبواق الفتنة وعناصر الإرهاب.

وثمّن مرصد الأزهر هذه الخطوة التي لها العديد من الدلالات الإيجابية، ويبارك هذا النجاح للقيادة المصرية والشعب المصري، مؤكدا أن مصر تسير نحو المستقبل والجمهورية الجديدة بخطى ثابتة تجعل منها نموذجًا يحتذى به في المجالات كافة. 

تابع مواقعنا