ذكرى محاولة اغتيال الزعيم.. كيف صورت رواية شرف بطولة جمال عبد الناصر؟
شغل الرئيس جمال عبد الناصر، الذي تحل ذكرى محاولة اغتياله في حادثة المنشية الشهيرة في 26 أكتوبر عام 1954، مساحة كبيرة من الرواية العربية والمصرية على وجه الخصوص، وتنوعت الصورة التي رسمتها الروايات له بين روايات تعتبره بطلًا قوميًّا ووطنيًّا، وبين روايات تعتبره ارتكب أخطاءً سياسية جسيمة أثناء حكمه، وروايات تعتبره أن كان ضحية التآمر الخارجي.
ومن الروايات التي جسدت جمال عبد الناصر على أنه بطل تقدمي رواية شرف للكاتب صنع الله إبراهيم، ويستعرض الدكتور شحاتة محمد الحو في كتابه جمال عبد الناصر في الخطاب الروائي ملامح هذه الصورة، مؤكدا أن البطل التقدمي هو الإنسان الذي يسعى من خلال دوافعه القومية إلى تحرير أمته من قيود التخلف والفقر والاستغلال المحلي والأجنبي منحازًا إلى الشعب ويتحرك بخطوات محسوبة وليست مندفعة ويقدر المعوقات والعواقب ويدرك بوعي مصالح أمته ويعمل على تحقيقها.
ويرى الحو أن صنع الله إبراهيم استطاع أن يطوع البنية الروائية لتكون وعاء يصب فيه حجما كبيرا من المعلومات عن رحلة التنمية المصرية والاستغلال الدولي للاقتصاد المصري وضمَّن الرواية نصا مسرحيا طويلا جرى فيه حوارا بين مجموعة من العرائس الممثلة لرؤوس الاستغلال المحلي والأجنبي، واستعرض من خلالها دور جمال عبد الناصر الذي رفض أن يظل مصر بلدا تابعا للدول الأجنبية وقرر أن تتكفل مصر بإنتاج احتياجاتها لتلحق بركب الحضارة وتحقق لأبنائها معيشة كريمة ولذا عمل جاهدًا على توفير الكهرباء وبناء المصانع.
جمال عبد الناصر والاكتفاء الذاتي
ويستخلص الدكتور شحاتة الحو الرؤية الفنية في رواية شرف تجاه عبدالناصر، مؤكدا أنها ترتكز على عدة نقاط منها: وعي عبد الناصر بما يجري وقراءته الجيدة للاقتصاد وأن تفكيره ليس تفكيرا عاطفيا، وأن عبد الناصر ينحاز إلى العمل على الاكتفاء الذاتي لأنه يضمن لمصر استقلاليتها وتقدمها، فالتنمية المستقلة هدف عبدالناصر وطموحه الأكبر.
ويخلص شحاتة الحو إلى أن رواية شرف ذات طابع أيديولوجي يغلب فيها المؤلف الفعلي على بأسلوب خفي أحيانا وأسلوب واضح أحيانا الأيديوجيا الناصرية على غيرها، وقد تبدى هذا واضحا في إلصاق صفات إيجابية بعبد الناصر مع التقليل من قيمة كلام الآخرين المعارضين والمعادين لعبد الناصر وإظهار ضعفهم.
