بعد إلقاء القبض على أخطر زعيم مافيا في كولومبيا.. هل يصبح مصيره مثل إسكوبار الذي استفز أمريكا؟
ألقت السلطات الكولومبية القبض على دايرو أنطونيو أوسوغا، تاجر المخدرات وزعيم العصابة الذي تلاحقه الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت قد عرضت جائزة 5 ملايين دولار على من يتوصل له.
سلط الحادثُ الضوءَ على الحوادث المشابهة، على زعماء العصابات الأكثر خطورة حول العالم والذين تتبعتهم الحكومة الأمريكية، بعضهم هرب مرة أخرى والبعض الآخر اضطرت حكومات دولهم للإفراج عنهم لتجنب أعمال العنف، وهو ما يثير تساؤلا حول إمكانية هروب أوسوغا من محبسه؟
ألقت السلطات الكولومبية، اليوم الأحد، القبض على أكبر وأخطر تاجر مخدرات، وفقًا لوصف الصحف الدولية، حيث تمكنت القوات المسلحة الكولومبية من القبض على دايرو أنطونيو أوسوغا وهو أخطر زعيم عصابة لتهريب المخدرات والماريجوانا في العالم.
عرضت الولايات المتحدة الأمريكية 5 ملايين دولار أمريكي لمن يتمكن من الإدلال على مكانه أو احتجازه هناك، فيما عرضت الحكومة الكولومبية 800 ألف دولار، وذلك قبل أن يُطلق الجيش الكولومبي هجومًا ضخمًا على الغابة التي كان يحتكرها أوسوغا لمصلحته لممارسة فيها جميع أنواع الأعمال غير الشرعية.
شاركت القوات المسلحة والشرطة في عملية القبض على أخطر زعيم عصابة في كولومبيا، اليوم الأحد، كما أعلن جهاز المخابرات أنه تم تخصيص 500 جندي من القوات الخاصة الكولومبية، وفقًا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
أدانت محكمة مانهاتن دايرو أنطونيو أوسوغا عام 2009، في الاتجار بالمخدرات فضلًا عن توجيهها لأوسوغا تهمة دعم ومساندة جماعة يمينية متطرفة وشبه عسكرية تُصنفها الولايات المتحدة الأمريكية كجماعة إرهابية.
من جانبهم وجهت كل من محكمة ميامي وبروكلين لأوسوغا تهمة توريد 73 طنا من الكوكايين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بين 2003 و2014، وذلك عن طريق دولة المكسيك وفنزويلا وبنما.
بدأ أوسوغا مشواره الإجرامي مع أخيه، عندما التحقا بالجماعات اليسارية المسلحة في بلاده والتي تُدعى جيش التحرير الشعبي، ثم غيّر اتجاهه وانضم إلى اليمين، قبل أن يعقد الحزب اليميني اتفاقية سلام مع الحكومة الكولومبية عام 2006.
وعليه رفض أوسوغا ترك السلاح وبدأ منذ ذلك الحين طريه في الاتجار بالمخدرات.
صرح إيفان ديك ماركيز، الرئيس الكولومبي، اليوم الأحد، بأن القبض على أوسوغا يعتبر أكبر ضربة لعصابات المخدرات في العالم منذ القبض على زعيم العصابة الشهير بابلو إسكوبار.
كيف استفز بابلوا اسكوبار الحكومة الأمريكية؟
بابلو اسكوبار هو أحد أخطر رجال المافيا وزعماء العصابة في العالم، وتابع العالم بأسره قصته على مدار التاريخ حتى أنها تحولت إلى مسلسل وعمل درامي من إنتاج شركة نتفليكس الشهيرة، حيث يدعى المسلسل Narcos.
بابلو اسكوبار تاجر مخدرات وزعيم عصابة تورط في تهريب المخدرات من الولايات المتحدة الأمريكية وإليها عبر المكسيك والعديد من الدول، بدأ طريقه في الإجرام عن طريق بيع شهادات مزورة ثم سرقة السيارات إلى أن وصل إلى الاتجار بالمخدرات ومن ثم كوّن إمبراطورية للإتجار وتهريب المخدرات.
حاول اسكوبار تقنين وضعه، فأطلق العديد من الأعمال الخيرية لصالح الفقراء، وبنى ملاعب كبيرة وحديقة حيوان وبحيرات صناعية وغيرها من الأعمال التي أكسبته شرعية كبيرة جعلته يفوز في الانتخابات بمقعد في مجلس النواب الكولومبي قبل أن يأمر وزير العدل آنذاك بتنحيته عن منصبه عقب نشر صحفي بإحدى الجرائد الشهيرة جميع الأعمال غير الشرعية، قُتل وزير العدل والصحفي في السنة التي تلت الواقعة.
ظل بابلو اسكوبار في حالة من الكر والفر مع الحكومة الكولومبية والأمريكية، حيث كانت تبحث عنه الولايات المتحدة الأمريكية في كل جحر.
في الوقت التي تنادي فيه الحكومة الأمريكية بضرورة العثور على بابلو اسكوبار والقبض عليه، التقط اسكوبار صورة أمام البيت الأبيض، وهو التصرف الذي أثار حفيظة الحكومة الأمريكية آنذاك.
وظل اسكوبار يثير الجدل مع الحكومة الكولومبية والأمريكية إلى أن وافق على تسليم نفسه للعدالة الكولومبية شريطة أن يتم سجنه في أحد السجون من اختياره، ولكن لاحظت الحكومة أنه لا يزال يقود العديد من الأعمال الإجرامية وغيرها من داخل السجن فنقلته إلى سجن مركزي آخر، وعليه هرب اسكوبار من السجن في حدث أثار الجدل بين المجتمع الدولي كافة وضربة موجعة للحكومة الكولومبية، قبل أن تعثر عليه مرة أخرى وتقتله أثناء محاولة القبض عليه وفقًا للعديد من الروايات الدولية.
إل تشابو.. عصابة مكسيكية تُفرج الحكومة عن زعيمها بعد ساعات قليلة من القبض عليه
اضطرت الشرطة المكسيكية إلى الإفراج عن أوفيدو غوزمان، نجل إمبراطور تجارة المخدرات في البلاد خواكين جوزمان إل تشابو، بعد ساعات من إلقاء القبض عليه، وذلك بعد سلسلة اشتباكات عنيفة بالأسلحة بين أفراد العصابة كارتل سينالو والقوات الأمنية.
وأعلنت السلطات أنها اضطرت إلي الإفراج عن أوفيدو بعد ساعات من اعتقاله خوفًا من تفش أعمال العنف أكثر من ذلك في مدينة كوريكال، معقل عصابة "كارتل سينالو" التي يترأسها "إل تشابو"؛ ولتجنب سقوط المزيد من الضحايا.
حيث أطلقت العصابة أعمال عنف واسعة النطاق في جميع أنحاء المدينة، ردًا على خبر إلقاء القبض على زعيم العصابة.
ونقلت شبكة بي بي سي عن وزير الأمن المكسيكي ألفونسو دورازو، قوله إن دورية من الشرطة العسكرية التابعة للحرس الوطني تعرضت لنيران كثيفة من داخل المنزل الذي تم اعتقال أوفيدو فيه، مما أجبرهم على التراجع من أجل سلامتهم.
ورأس خواكين غوزمان عصابة كارتل سينالو، ليقودها لتصبح أكبر مهرب مخدرات للولايات المتحدة، وقد اتُهم بالمساعدة في تهريب مئات أطنان الكوكايين إلى واشنطن والتآمر لتصنيع وتوزيع الهيروين ومخدر الميتامفيتامين والماريغوانا، واستخدام قتلة مأجورين لتنفيذ المئات من جرائم القتل والاعتداء والخطف والتعذيب ضد منافسيه، وألقي القبض عليه وسلم إلى الولايات المتحدة في عام 2017.
