أوراق طه حسين الشخصية.. رد النحاس باشا على كتاب على هامش السيرة
طه حسين، عميد الأدب العربي، والحالة الإنسانية الفريدة، الثائر على الجمود، والمؤثر في كل مصري، سواء أكان يعرف هذا أم لم يعرف، كان يحبه أم يكرهه، رائد النهضة الأدبية والتعلمية الحديثة في مصر، وسبب حصول المصريين على حق التعليم بالمجان.
احتفظ العميد طه حسين بالعديد من الرسائل الهامة التي أرسلها له عدة شخصيات أدبية وسياسية، أمثال سهير القلماوي، ومحمد مندور، وعوض محمد، وغيرهم، ومن تلك الرسائل، رسالة «مصطفى النحاس باشا» الزعيم السياسي الشهير، ورئيس وزراء مصر، وكانت تلك الرسالة، إحدى الرسائل التي كان يرسلها النحاس باشا، ردًا على هدية العميد، حيث كان العميد يرسل له نسخة من كل كتاب جديد يصدر له.
كتابك يحمل الكثير من الخيال والعاطفة.. النحاس باشا يتحدث عن كتاب طه حسين
كان النحاس باشا وقتها رئيس وزراء مصر، وكانت الرسالة مؤرخة بتاريخ 2 فبراير من العام 1944، ردا على كتاب العميد على هامش السيرة، ويقول النحاس فيها: عزيزي حضرة صاحب العزة الدكتور طه حسين بك، تحية مباركة طيبة، وبعد، فلقد تلقيت هديتكم الكريمة «على هامش السيرة» بما أهل له من التقدير وحسن القبول، وشكرت لكم كلمة الإهداء الرقيقة التي وجهتموها إلي والحق أن القارئ ليجد في كتابك من أمتاع الخيال والعاطفة، ما لا يجده في غيره، فيمضي في قراءته إلى نهايته مأخوذًا بما فيه، لا يملك عنه انصرافًا، ولا يجد عنه حولا.
ويضيف النحس باشا: في هذا الكتاب، تصويرًا فنيًا أخاذ، ينشط معه الخيال نشاطا يذهب بفوارق الزمان وحدود المكان، فقد أحدثت في كتابك ألوانا من الفن القوي، تحدد الإيمان بأن لغة القرآن لا تزال مستعدة للصور الأدبية الرائعة، وأن في تاريخها مادة غزيرة تنسج منها أحسن القصص وأمتعها.
واختتم رسالته قائلا: فبارك الله قلمك، وصان أدبك، وأعز بك لغة العرب، ونفع بمؤلفك طلابك ومريديك، ومحبيك، والسلام عليكم ورحمة الله.. المخلص: مصطفى النحاس.