الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ثروت الزيني: انخفاض أسعار البيض والدواجن خلال 3 أشهر.. وهناك 8 تجار يتحكمون في السوق | حوار

الدكتور ثروت الزيني
تقارير وتحقيقات
الدكتور ثروت الزيني
الجمعة 22/أكتوبر/2021 - 10:57 م

مصر لم تستورد البيض منذ 40 عاما

 

ستنخفض الأسعار وتعود لطبيعتها بعد زيادة الإنتاج

 

ارتفاع أسعار الدواجن أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك 

 

مفيش حاجة اسمها هرمونات ولكن هناك هندسة وراثية

 

الأمريكان بياكلوا دواجن منذ سنة 70 

 

لا توجد هرمونات في مصر حتى الآن

 

هناك كتاكيت يتم تلوينها عن طريق الإسبريه

 

ننتج سنويا مليارًا و380 مليون دجاجة

 

لم تكن لدينا أي خطة لعلاج انتشار إنفلونزا الطيور

 

أصبحت قضية ارتفاع أسعار البيض والدواجن تشغل الكثير من المصريين حاليا لدرجة أنها أصبحت قضية رأي عام، ويأتي ارتفاع الأسعار نتيجة عدة أسباب أهمها وجود الكثير من الوسطاء وخروج عدد كبير من المنتجين من السوق بعد أزمة الكساد جراء أزمة فيروس كورونا.

الدكتور ثروت الزيني، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للدواجن، كشف أن ارتفاع أسعار الدواجن والبيض حاليا يرجع لعدة أسباب منها أسباب مباشرة موسمية وغير موسمية تتعلق بالكساد الذي ساد خلال أزمة كورونا بدءا من عام 2020؛ ما أدى إلى خروج عدد كبير من المنتجين للبيض والدواجن من الأسواق وقلل المعروض من المنتج الداجني والبيض، فضلا عن وجود كثير من الوسطاء الذين استغلوا الأزمة ويبيعون البيض بأسعار مبالغ فيها.

وأضاف الزيني، خلال حواره مع القاهرة 24، أن السعر العادل الذي يجب أن تباع به كرتونة البيض يجب أن يكون 38 جنيها؛ لكن كثرة الوسطاء والظروف التي أدت إلى خروج أكثر من 30% من المنتجين من السوق؛ نتيجة تعرضهم لخسائر كبيرة، نظرا لانخفاض السعر الذي كان سائدا خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى الارتفاع الحالي بالأسواق لسعر الدواجن والبيض، فضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا؛ نتيجة زيادة الطلب عليها.. وإلى نص الحوار:

ما الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار الحالي لكرتونة البيض والدواجن؟ وما الذي جعلها قضية رأي عام تشغل جميع المصريين؟

هناك أسباب موسمية مباشرة وأسباب غير مباشرة لارتفاع أسعار الدواجن والبيض في مصر حاليا خاصة حالة الكساد في الأسواق بعد أزمة فيروس كورونا؛ ما أدى إلى غلق كثير من المطاعم وخروج عدد كبير من منتجي الدواجن والبيض.

وتجاوز عدد من خرجوا من سوق الإنتاج الداجني إلى 40%، إذ إن كرتونة البيض خلال مرحلة الكساد وصلت إلى 22 جنيها رغم أن تكلفتها الحقيقية 37 جنيها، وهو ما أدى إلى خسائر كبيرة للمنتجين، وخروج عدد كبير منهم من السوق.

والناس وقتها كانت سعيدة رغم أن ذلك لم يكن للصالح العام بينما تصل الآن بالأسواق إلى 60 جنيها للكرتونة وهو سعر مبالغ فيه خاصة أن سعرها الفعلي 44 جنيها من داخل المزرعة؛ وذلك نتيجة وجود الكثير من الوسطاء وحلقات التداول، ما أدّى إلى ارتفاع الأسعار.

الدكتور ثروت الزيني خلال حواره مع القاهرة 24

هل هناك عوامل خارجية دولية أدت إلى ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بخلاف الأسباب السابقة؟

مصر لم تستورد البيض منذ 40 عاما وذلك نتيجة الاكتفاء الذاتي منه، وقد وصلت الخسائر للمنتجين لسعر الدواجن إلى 16 جنيها في كل كيلو، كما وصل سعر طبق البيض في أبريل الماضي إلى 22 جنيها وهي الآن بـ44 جنيها أي ضعف الثمن.

وهناك عوامل دولية أدت إلى هذا الارتفاع نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف بالبورصات العالمية مثل الصويا والذرة، حيث لا تتمتع مصر بأي مزايا نسبية في هذا المجال نتيجة عدم وجود مراعٍ ونقص الأمطار مع ارتفاع أسعار شحن السلع وخامات الإنتاج، فضلا عن الشراء المكثف للصين لمنتجات الذرة والصويا؛ وهو ما أدّى إلى ارتفاع أسعارها بالبورصات العالمية.

كيف ترى حل الأزمة الحالية خاصة مع حالة الغضب الحالية بين المستهلكين نتيجة الارتفاع غير المسبوق في الأسعار؟

لقد بدأ بعض المنتجين في الدخول مرة أخرى للأسواق بعد ارتفاع أسعار الدواجن والبيض محليا؛ لكن دورة إنتاجهم وزيادة الإنتاج سيستمر نحو 3 شهور من الآن، وستنخفض الأسعار وتعود لطبيعتها بعد زيادة الإنتاج وهذا سيحدث خلال ثلاثة أشهر لتبدأ الأسعار في العودة لطبيعتها.

هل هناك حلول سريعة للتخفيف من حدة الأزمة الحالية؟

لا بد من البدء في تسويق موازٍ للبيض والدواجن، وهو ما اقترحناه على مجلس الوزراء في عام 2019 ولم ينفذ ولو كان تم تنفيذه وقتها ما حدثت الأزمة الحالية، مع إنشاء مراكز توزيع ومنافذ للمنتجين للتخفيف من حدة الأسعار الحالية مع تفعيل القانون رقم 70 لسنة 2009 الذي يمنع تداول الطيور الحية.

وهناك نحو 8 تجار يتحكمون في أسعار الطيور الحية وهؤلاء لا يدفعون أي ضرائب أو حقوق للدولة ويعملون بشكل غير رسمي ويعملون على زيادة الأسعار ويتحكمون بالسوق ويوزعون نحو مليون فرخة حية يوميا؛ لكن وجود منافذ آلية لبيع الدواجن سيخفف من حدة هذه الأزمة.

البيض

كيف ترى تأثير ارتفاع أسعار الدواجن والبيض في باقي السلع؟

أدّى ارتفاع أسعار الدواجن إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والأسماك وأنا أرى أن السعر العادل لكرتونة البيض هو 38 جنيها؛ وهو يحقق هامش ربح معقول.

كما أنه مناسب للمستهلك بدلا من السعر الحالي الذي يرهق المستهلك، غير أن المنتج لا يستفيد من السعر المرتفع نتيجة أن الوسطاء هم الذين يحصلون على هامش الربح الأكبر بعد وصول سعر الكرتونة للبيض في بعض الأسواق إلى 60 جنيها، وقد تقدمنا لمجلس الوزراء بمذكرة لتفعيل مطالبنا التي اقترحنا كاتحاد دواجن لحل الأزمة الحالية.

ووعد بتوفير منافذ سريعة لبيع البيض مع إبعاد السماسرة والوسطاء وهم أحد أسباب الأزمة الحالية، مع العلم أن اتحاد منتجي الدواجن اقترح خلال هذه المذكرة بتوصيل المرافق إلى هذه المنافذ ويتكفل المنتج بتجهيز المنفذ بالكامل.

ما حجم الاستثمارات في قطاع الدواجن؟

حجم الاستثمارات تجاوز 65 مليار جنيه هي إجمالي الاستثمار في هذا القطاع، كما أن إنتاجنا من بيض المائدة تجاوز 14.5 مليار بيضة، بالإضافة إلى إنتاجنا من بيض التسمين مليارًا و380 مليون دجاجة، كما ننتج 14.5 مليون أم من قطاع الأمهات، و42 مليون دجاجة من قطاع دجاج البيض، وهذا يعد إنتاجا ضخما جدا في مصر.

كيف نكتشف الدواجن المهرمنة؟

هذا كلام مغلوط أولًا.. مفيش حاجة اسمها هرمونات ولكن هناك هندسة وراثية، وهناك علم يطبق حاليًا هو علم الهندسة الوراثية يطبق على الدواجن التي نستوردها من الخارج.

مَن له الحق أن يستخدم الهندسة الوراثية؟

للأسف الدول العظمي فقط هم من يستخدمونها لأن العمل الوراثي يحتاج إلى تكلفة عالية جدًا، وهناك دول خصصت 35% من دخلها للأبحاث فقط، لأنها تحتاج إلى فكر وتكنولوجيا عالية جدًا، لافتًا إلى أننا في مصر نطبقها فقط ولا نستخدمها ولا نستطيع أن نمتلكها لأنها موجودة في أمريكا فقط، إحنا مجرد مستورد بناخد الطريقة فقط.

هل الهندسة الوراثية لها تأثير صحي في المستقبل؟

ممكن يكون صح وممكن يكون غلط وأكبر مثال أن الأمريكان بياكلوا دواجن منذ سنة 70 حتى الآن ولم يصابوا بأي أمراض، بل بالعكس الدواجن تستهلك عندهم أسبوعيًا نسبة 70% وهي الأكثر استخدامًا عن اللحوم لأنها بها تطوير وراثي وأبحاث وينفق فيها أرقام فلكية.

الدواجن

ما أغلب جدود الدواجن التي نستوردها؟

أغلب الجدود التي نستوردها جدود أمريكية وإنجليزية، وبدأ الأمريكان يستحوذون على الجدود في مختلف أنحاء العالم للحفاظ على الثروة الداجنة، ويصبحوا المتحكمين فى الثروة الداجنة على مستوى العالم.

حدثنا عن دور معهد البحوث للهندسة الوراثية التابع لوزارة الزراعة؟

موجود لدينا اسم فقط ولكن يحتاج إلى تطورات كبيرة وخطوات عديدة أولها الأبحاث؛ لأنك إذا أردت أن تكون دولة متقدمة فيجب الاهتمام بالبحث العلمي، وأتمنى أن الدولة تدعم وترعى البحوث الزراعية وتطور السلالات وتحسينها وتصديرها للدول الأخرى كما كانت مصر في السابق.

كيف نساند المنتج المحلي؟ وحدثنا عن حجم الإنتاج المحلي.

هناك ثلاثة شروط إذا توافرت نجح المنتج المحلي في مصر، أولًا لا بد أن تتوافر إرادة الدولة في صناعة الدواجن، ثانيًا التشريع، لأن الدواجن 100% قطاع خاص ولا يوجد أي نوع من أنواع الدعم أو خامات مدعومة مقدمة للمربين، وكذلك وجود خطة جادة وعمل جدول زمني للتخلص من أنفلونزا الطيور في مصر، والدولة لو اتخذت هذه الخطوات وأنتجتها لارتفعت نسبة تصنيع الدواجن في مصر.

ننتج سنويا مليارًا و380 مليون دجاجة، ما يمثل 95% من الاكتفاء الذاتي في مصر والفجوة تقدر بنسبة 5%، ويصل سعر الطن الواحد للدواجن المستوردة إلى 1600 دولار للطن.

الدواجن

البعض يستخدم حبوب منع الحمل لتسمين الدواجن.. ما أضرارها؟

قولًا واحدًا لا يوجد هرمونات في مصر حتى الآن، ولكن هناك نوع واحد من الممكن استخدامه وهي حبوب منع الحمل ولكنها اقتصاديًا غير فعالة لأنها مكلفة جدًا جدًا فليس من المعقول أن أستخدم هرمونات تتسبب في الخسارة لا المكسب.

انتشرت مؤخرًا كتاكيت ملونة بالسوق المصري كيف دخلت الأسواق؟ وما أضرارها؟

هناك نوعان من الكتاكيت في الأسواق المصرية، هناك كتاكيت بطبيعتها ملونة وذلك لاختلاط الجينات الوراثية، وهناك كتاكيت يتم تلوينها عن طريق الإسبريه وهذا يعد تدليسا وغشا تجاريا ويعاقب عليه القانون في مصر.

حدثنا عن الوضع الداجني في مصر قبل عام 2006 خاصة قبل انتشار إنفلونزا الطيور؟

قبل 6 فبراير 2006 وقبل إعلان أول حالة إصابة بمرض إنفلونزا الطيور في مصر، كان وضع المشهد الداجني في مصر متعادلا، بالإضافة إلى اكتمال كل حلقات الصناعة من جدود وأمهات تسمين ومصانع أعلاف.

وكان هناك اكتفاء ذاتي بنسبة تصل إلى 100%، وكُنا نصدر لأكثر من 11 دولة إفريقية وآسيوية، وهذا يعكس ازدهار صناعة الدواجن التي بدأت في عهد الرئيس السادات بعد رفع شعار الأمن الغذائي وبعدها دخل القطاع الخاص في الاستثمار في مجال الدواجن بنسبة 100%.

الدواجن

ما أسباب عدم القضاء على إنفلونزا الطيور حتى الآن رغم القضاء على المرض في دول مثل العراق؟

في عام 2006، لم تكن لدينا أي خطة أو تصور واضح لعلاج أزمة انتشار إنفلونزا الطيور، ولكن كانت هناك دول مجاورة مثل فلسطين والعراق وإسرائيل، كانت لديها خطة جيدة، وهي حجز كميات كبيرة من اللقاحات في دول المنشأ المنتجة لهذه اللقاحات، واستخدموها، وساعدتهم على التخلص من هذا المرض.

ولكن مصر كانت لديها خطة فشلت واتجهت إلى خطة أخرى بديلة، وفشلت أيضًا، ثم اتجهت إلى خطة بديلة أخرى وفشلت إلى أن أصبح المرض منتشرًا داخل مصر، وذلك لعدم وجود رؤية لمواجهة هذا المرض، كما أن عدم انضباط السلوكيات في مصر، وانتشار المدن الداجنة وكثرة تربية الدواجن في البيوت والتي وصلت نسبتها إلى 90% وأصبحت الدواجن مصدر دخل كبيرًا جدًا لمختلف البيوت في مصر، كما أنها تساعد على توفير فرص عمل كبيرة جدًا لبعض الشباب وتنتهي بربات البيوت لتصبح الدواجن مصدر دخل كبيرًا في قطاع الريف.

تابع مواقعنا