الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قف بطوكِيو وطف على يوكاهامه.. كيف وصف أحمد شوقي زلزال اليابان؟

أحمد شوقي
ثقافة
أحمد شوقي
الثلاثاء 19/أكتوبر/2021 - 11:48 ص

استيقظ اليوم الشعب المصري على خبر وقوع زلزال في البحر المتوسط، شعر به كل في مصر سكان القاهرة والجيزة وكذلك لبنان. 

وبسبب هذا الحدث ننشر قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي عن زلزال وقع في عام 1926 في مدينة يوكوهاما اليابانية وتسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة وهو ما جعل أحمد شوقي ينفعل بالحدث، ويترجم ذلك الانفعال إلى قصيدة وصف فيها الزلزال وما خلّفه من ضحايا وما ينبغي أن نأخذه من عبرة من هذا الزلزال.

قصيدة أحمد شوقي

قِف بِطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه

وَسَلِ القَريَتَينِ كَيفَ القِيامَة

دَنَتِ الساعَةُ الَّتي أُنذِرَ النا

سُ وَحَلَّت أَشراطُها وَالعَلامَة

قِف تَأَمَّل مَصارِعَ القَومِ وَاِنظُر

هَل تَرى دِيارَ عادٍ دِعامَة

خُسِفَت بِالمَساكِنِ الأَرضُ خَسفًا

وَطَوى أَهلُها بِساطَ الإِقامَة

طَوَّفَت بِالمَدينَتَينِ المَنايا

وَأَدارَ الرَدى عَلى القَومِ جامَه

لا تَرى العَينُ مِنهُما أَينَ جالَت

غَيرَ نِقضٍ أَو رِمَّةٍ أَو حُطامَة

حازَهُم مِن مَراجِلِ الأَرضِ قَبرٌ

في مَدى الظَنِّ عُمقُهُ أَلفُ قامَة

تَحسَبُ المَيتَ في نَواحيهِ يُعيي

نَفخَةَ الصورِ أَن تَلُمَّ عِظامَه

أَصبَحوا في ذَرا الحَياةِ وَأَمسَوا

ذَهَبَت ريحُهُم وَشالوا نَعامَه

ثِق بِما شِئتَ مِن زَمانِكَ إِلّا

صُحبَةَ العَيشِ أَو جِوارَ السَلامَة

دَولَةُ الشَرقِ وَهيَ في ذِروَةِ العِزِّ

تَحارُ العُيونُ فيها فَخامَة

خانَها الجَيشُ وَهوَ في البَرِّ دِرعٌ

وَالأَساطيلُ وَهيَ في البَحرِ لامَة

لَو تَأَمَّلتَها عَشِيَّةَ جاشَت

خِلتَها في يَدِ القَضاءِ حَمامَه

رَجَّها رَجَّةً أَكَبَّت عَلى قَر

تَيهِ بوذا وَزَلزَلَت أَقدامَه

اِستَعَذنا بِاللَهِ مِن ذَلِكَ السَي

لِ الَّذي يَكسَحُ البِلادَ أَمامَه

مَن رَأى جَلمَدًا يَهُبُّ هُبوبًا

وَحَميمًا يَسُحَّ سَحَّ الغَمامَة

وَدُخانًا يَلُفُّ جُنحًا بِجُنحٍ

لا تَرى فيهِ مِعصَمَيها اليَمامَة

وَهَزيمًا كَما عَوى الذِئبُ في كُل

لِ مَكانٍ وَزَمجَرَ الضِرغامَة

أَتَتِ الأَرضُ وَالسَماءُ بِطوفا

نٍ يُنَسّي طوفانَ نوحٍ وَعامَه

فَتَرى البَحرَ جُنَّ حَتّى أَجازَ ال

بَرَّ وَاِحتَلَّ مَوجُهُ أَعلامَه

مُزبِدًا ثائِرَ اللُجاجِ كَجَيشٍ

قَوَّضَ العاصِفُ الهَبوبُ خِيامَه

فُلكُ نوحٍ تَعوذُ مِنهُ بِنوحٍ

لَو رَأَتهُ وَتَستَجيرُ زِمامَه

قَد تَخَيَّلتُهُم مَتابيلَ سِحرٍ

مِن قِراعِ القَضاءِ صَرعى مُدامَه

وَتَخَيَّلتُ مَن تَخَلَّفَ مِنهُمُ

ظَنَّ لَيلَ القِيامِ ذاكَ فَنامَه

أَبَراكينُ تِلكَ أَم نَزَواتٌ

مِن جِراحٍ قَديمَةٍ مُلتامَة

تَجِدُ الأَرضَ راحَةً حَيثُ سالَت

راحَةُ الجِسمِ مِن وَراءِ الحَجامَة

ما لَها لا تَضِجُّ مِمّا أَقَلَّت

مِن فَسادٍ وَحُمِّلَت مِن ظُلامَة

كُلَّما لُبِّسَت بِأَهلِ زَمانٍ

شَهِدَت مِن زَمانِهِم آثامَه

اِستَوَوا بِالأَذى ضِرِيًّا وَبِالشَر

رِ وُلوعًا وَبِالدِماءِ نَهامَة

لَبَّسَت هَذِهِ الحَياةُ عَلَينا

عالَمَ الشَرِّ وَحشَهُ وَأَنامَه

ذاكَ مِن مُؤنِساتِهِ الظُفرُ وَالنا

بُ وَهَذا سِلاحُهُ الصَمصامَة

سَرَّهُ مِن أُسامَةَ البَطشُ وَالفَت

كُ فَسَمّى وَليدَهُ بِأُسامَة

لَؤُمَت مِنهُما الطِباعُ وَلَكِن

وَلَدُ العاصِيَينِ شَرٌّ لَآمَة

 

 

تابع مواقعنا