الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رفاعة الطهطاوي.. كيف ساهم عميد النهضة الحديثة في تطوير الفكر المصري؟

لوحة تصور شخصية رفاعة
ثقافة
لوحة تصور شخصية رفاعة الطهطاوي
الجمعة 15/أكتوبر/2021 - 08:42 م

تمر اليوم، ذكرى ميلاد أحد أعلام الفكر المصري، وأحد أهم رواد التجديد في حركة الثقافة المصرية رفاعة الطهطاوي، المولود في 15 أكتوبر من العام 1801.

كان رفاعة الطهطاوي مثالًا على المثابرة والذكاء، والإصرار على التعلم، ولد الطهطاوي لأسرة من طهطا، يمتد نسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تولى الكثير من رجالها القضاء، وتصدر الكثير منهم مجالس العلم، وكان الوالي يغدق عليهم بالكثير من الأموال والعطاء، لكن انقطع ذلك العطاء عندما كان رفاعة صغير، ليصبح والده بين ليلة وضحاها فقيرًا لا يملك من الدنيا شئ.

بعد وفاة والده التحق رفاعة الطهطاوي بالأزهر الشريف، وكان يقيم في المجاورين، كأي طالب فقير يلتحق بالأزهر في ذلك الوقت، ولنبوغ رفاعة، كان على اتصال دائم بالشيخ الإمام حسن العطار، والذي ساهم في توسيع مدارك الطهطاوي، بلفت نظره إلى الأدب العالمي والأندلسي، والتاريخ، وذلك بسبب اختلاطه بعلماء الحملة الفرنسية، الذي استفاد منهم الكثير، ونمى مداركه من خلالهم.

عُين الطهطاوي في البداية كواعظ للعسكر في الجيش، وبعد تولي محمد علي باشا حكم مصر، وبدأت عمليات اهتمامه بالتنمية، والثقافة، وإرسال الوفود، إلى أوروبا لتتلقى العلوم والمعارف الجديدة، فتقرر إرسال أولى البعثات المصرية للدراسة في فرنسا، عام 1826، وتكونت تلك البعثة من 40 طالبًا، مع اختيار عضوا يكون عمله الرئيسي تذكير أفراد البعثة بالدين والعادات المصرية، حتى لا تتغير نفوسهم، ويؤمهم في صلاتهم، ووقع الاختيار وقتها على رفاعة الطهطاوي وكان ما زال شابًا يبلغ 25 عامًا.

رفاعة الطهطاوي.. مفكر القضايا الحساسة وطارق الأبواب الوعرة

ساهمت تلك البعثات في نهضة مصر الحديثة بشكل مباشر وحاسم، وكان رفاعة الطهطاوي من أشهر من استفادوا وأفادوا من تلك البعثات، حيث ساهم العالم الجليل في إحداث طفرة كبيرة في العلم والمعارف المصري، فكان الأدب وفنون الكتابة في تلك المرحلة تتسم بالضعف، وكثرة اصطناع المحسنات والبديع، الذي كان يضر أكثر مما يفيد، كان هذا التكلف يسبب الإزعاج للكثيرين.

بذل رفاعة الطهطاوي الكثير من أجل النهوض بهذا الفن، وإعلاء شأن الكتابات النثرية والأدبية، لتناظر مثيلتها في أوروبا، فأخذ بترك المورثات التي تجعل من العمل تقليدي، متكلف، هزيل المعني، وآثر الدقة، والوضوح، وتكثيف المعاني، وجاءت كتاباته مليئة بالأفكار والمعارف الهامة، في صياغات دقيقة.

تحدث الطهطاوي في كتاباته عن الكثير من القضايا المجتمعية الكبيرة والمعقدة، منها أهل الذمة، ودورهم في تنمية المجتمع، والمرأة، وعمل المرأة وتحريرها، والحجاب، وعن تطور التعليم، وحالة الركود التي يعانيها، وشملت أفكاره نظرات جديدة إلى المجتمع، والتعليم، والتمدن، ومجابهة الخارج.

كتب الطهطاوي في الأدب، والفلسفة، والجغرافيا، والهندسة، والجبر، والفلك، والطب، والثقافات العامة، كما نجح على أن ينقل الكثير من المعارف والأفكار الأوربية الحديثة إلى مصر، من خلال ترجماته الدقيقة، التي قضى سنوات طوال يعمل على نقلها إلينا.

تابع مواقعنا