محلل لبناني: اشتباكات بيروت تعيد سيناريو الحرب الأهلية قبل 15 عاما
قال محمد سعيد الرز، المحلل السياسي اللبناني، إن منطقة اشتباكات اليوم تقع في ضاحية بيروت الجنوبية بين منطقتي السياح وعين الرمانة وهو نفسه الذي اندلعت منه الحرب الأهلية اللبنانية في 13 مارس عام 1975 واستمرت 15 عاما.
وأضاف الرز في تصريح لـ القاهرة 24، أن ما حصل اليوم يعيد نفس سيناريو الحرب الأهلية وسط غليان مصطنع للعصابات الطائفية والحزبية، ويبدو أن الحكومة كانت تتخوف من حدوث اشتباكات أمنية ولذلك طلبت أمس من الثنائي الشيعي ان تكون تظاهراتهم اليوم غير شعبية وألا تكون حاشدة وأن تقتصر على محامين ونقابيين وهذا ما حدث.
وتابع: لقد تعرضت التظاهرة، حسب بسام مولوي وزير الداخلية وقيادة الجيش إلى إطلاق نار من قناصة فوق أسطح بنايات عين الرمانة وأسفرت عن مقتل ستة مواطنين وإصابة نحو 30 بجراح مختلفة.
وأوضح الرز، أن في السياسة يمكن الاعتراض على مواقف حزب الله وحركة أمل من مسألة التحقيق في قضية انفجار المرفأ، وقد يصل هذا الاعتراض إلى مستويات عالية، لكن ما جرى اليوم هو توجه لضرب الأمن واستعادة أجواء الحرب الأهلية وهذا الأمر إذا استمر سوف يعني دفع لبنان إلى عواقب خطيرة.
وتابع: السؤال الآن هل المطلوب إحداث فوضى أمنية شاملة في لبنان إضافة إلى الفوضى الاجتماعية والاقتصادية والحياتية، كل الاحتمالات مطروحة وإذا حصل ذلك سوف يعني الذهاب إلى محطات مصيرية وستكون هناك خيارات صعبة من بينها انتعاش الفكر التقسيمي الفيدرالي وإلغاء الانتخابات والدعوة للإطاحة بنظام الطائف والدستور وبالتالي تغيير كل الحسابات القائمة.
وأكد الرز، أن الرهان الآن متمحور حول مؤسسة الجيش لضبط الأمن، حتى إذا حصل انفجار أمني واسع لن يكون هناك حل إلا بتسلم الجيش مقاليد السلطة في كل لبنان وهذه الخطوة مدعومة عربيا ودوليا، فاعتقد ان الاشتباكات التي حصلت سوف يتم تطويقها وتسليم الأمر للجيش خاصة وأن كل تيارات وأحزاب الساحة اللبنانية اتفقت على حفظ الأمن ومعاقبة الفاعلين ومنع الوصول إلى انفجار مسلح.
