وألقته في التابوت.. شعر سيد عبد الرزق
ماذا ستَحملُ فـي النهايةِ غيرَ أوجاعِ السفرْ؟
هذا ابتداؤُكَ.. نطفةٌ
لفظتْ بِها هذي الحياةُ بسجنِ أمِّكَ
ثم يأتيها المخاضُ
لكيْ تُعلِّمَ نبتَها القَدَرِيَّ أوَّلَ درسِهِ
- حينَ انقطاعِ الحبلِ -
أنَّ حياتَنا محضُ انفصالْ
لا شـيء يبقى سرمدِيًّا
فارتحلْ عن ظلِّ أمِّكَ يا بُنَيَّ
وواجِهِ الأيَّامَ وحدَكَ
ليس تُسعِفُكَ الأمانِي
والدروبُ المستحيلةُ والسؤالْ
الزهرُ
يقطفُهُ الجناةُ لمزهريَّاتِ الصَّبَاحِ
وحينَ يفترش المساءُ عيونَهم
يلقُونَهُ مثلَ القُمامَةِ للسِّلَالْ
هل يستهلُّ الطفلُ دونَ صراخِهِ؟
هل نعتلِي أفراسَنَا بـريَةً
أم حينَ تقْمَعُهَا الحبالْ؟
الحزنُ
سرُّ حياتِنَا
والحبُّ - يا ولدِي - خيالٌ فـي خَيَالْ
عاصرتُ قبلَكَ ما تُخَبِّئُهُ الحياةُ
وكنتُ يومًا طفلةً
نبتتْ علـى شظفِ المعيشةِ
دكَّها داءُ الخيانةِ
كيْ تموتَ علـى رصيفِ الارتحالْ
فارحلْ بعيدًا
قد تهتَّك حبلُنا السرِّيُّ
وارتحلتْ مدينتُنا الصغيرةُ
تلك من جمعتْكَ بي عمرًا قليلًا -
خلفَ إعتامِ الظلالْ
شيئانِ بعد تَوَحُّدٍ
اسمانِ مختلِفَانِ
أسمالٌ تفرِّقُنا علـى جَسَدَينِ
تكسرُ ما تبقَّي بيننا ذاتَ اتصالْ
لغتانِ..
من رَحِمِ الحروفِ
ومنْ تراتيلِ البكاءِ
فكيفَ تلتقيانِ؟
والأيَّامُ أقصرُ من حديثٍ لا يقالْ
ارحلْ بعيدًا يا بنيَّ فربَّمَا فـي مرةٍ أخرى
سيجمعُنا الكمالْ
معلومات عن سيد عبد الرازق
يذكر أن الشاعر سيد عبد الرازق له العديد من الدواوين الشعرية، منها: نيرفانا، يرسمها الدخان، أخيرا تصمت الزرقاء، يقامر شعره، وهو طبيب بيطري من مواليد محافظة أسيوط، حصل سيد عبد الرازق، على عدة من الجوائز، منها جائزة الفيصل في الشعر.
