من عودة الروح إلى عودة الوعي.. كيف تشكلت علاقة توفيق الحكيم وجمال عبد الناصر؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكبير توفيق الحكيم، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1898 في محافظة الإسكندرية، والحكيم روائي ومسرحي وصحفي كان في طليعة كتاب الرواية في القرن العشرين، كما كان في طليعة كتاب المسرح بالشكل الفني المعروف.
عندما اندلعت ثورة 1952 احتفى بها توفيق الحكيم احتفاء كبيرًا، ورحب بها ولذلك حاز مكانة قريبة جدًا من جمال عبد الناصر خاصة بسبب روايته عودة الروح، التي بشرت بقيام ثورة 1952، فجعله عبدالناصر بمنزلة الأب الروحي.
وتمتع توفيق الحكيم بحرية كبيرة في الكتابة خلال فترة حكم جمال عبد الناصر ولم يُذكر أن عبد الناصر منع أي عمل لتوفيق الحكيم، حتى عندما أصدر السلطان الحائر بين السيف والقانون في عام 1959، وبنك القلق عام 1966، وانتقد فيهما بطريقة غير مباشرة النظام الناصري ودافع عن الديمقراطية لم يمنع عبد الناصر صدورهما.
كان عبد الناصر يستقبل توفيق الحكيم ويحتفي به في أي وقت، وبغير تحديد موعد سابق، وهو ما أكده الحكيم نفسه بعد وفاة عبد الناصر عام 1970.
حزن توفيق الحكيم جدًا على وفاة جمال عبد الناصر، وأثناء تأبين الزعيم سقط توفيق الحكيم مغشيا عليه وهو يحاول تأبينه، وبعد أن أفاق قال خطبة طويلة من ضمنها: اعذرني يا جمال. القلم يرتعش في يدي، ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر، لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن كل بيت تفجعًا عليك، لأن كل بيت فيه قطعة منك، لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك.
كتاب عودة الوعي
إلى هنا كانت حالة الانسجام والوفاق تجمع بين الحكيم وجمال عبد الناصر لكن المفاجأة الكبرى أن توفيق الحكيم في عام 1972، أصدر كتاب عودة الوعي هاجم فيه جمال عبد الناصر والتجربة الناصرية بعنف كبير، ما أثار ضجة إعلامية كبيرة ووصف مرحلة جمال عبدالناصر بأنها كانت مرحلة عاش فيها الشعب المصري فاقد الوعي، مرحلة لم تسمح بظهور رأي في العلن مخالف لرأي الزعيم المعبود، وأعلن توفيق الحكيم عن خطأه في سيره خلف الثورة دون وعي.