بعد سويفل.. لماذا يفضل المستثمرون المصريون السوق الإماراتي ؟
تحولت وجهة المستثمرين المصريين مؤخرا نحو سوق الإمارات العربية المتحدة النامية لتتخذها قاعدة للتوسع والنمو عالميًا وهو ما يمثل علامة تعجيب لا سيما في ظل سعي الحكومة المصرية لتهيئة المناخ الاقتصادي ودعم ريادة الأعمال لا سيما بعد إشادات دولية من المؤسسات المالية بمستوي أداء الاقتصاد المصري.
هذا الهروب بدأ بقيام مصطفى قنديل الشاب المصري بإنشاء شركة سوفيل للنقل الذكي من دبي بالإمارات العربية والتي استطاع بعد ذلك من إدراجها في مؤشر في بورصة ناسداك بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولم تمر عدة أشهر حتي أعلنت شركة الكيماويات فيرتجلوب المملوكة للملياردير المصري ناصف ساويرس عبر أو سي آي إن في بالشراكة مع بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) عن عزمهما طرح حصة قدرها 13.8% من مشروعهما المشترك فيرتجلوب لإنتاج الأسمدة في سوق أبو ظبي للأوراق المالية خلال الشهر الجاري، بقيمة طرح متوقع 7 مليارات دولار، ما يجعله أحد أكبر الطروحات العامة الأولية في أبو ظبي.
اتجاه مستثمرين مصريين للتوسع في سوق دبي وطرح شركاتهم في بورصة أبو ظبي في الإمارات دفع للبحث في أسباب هذا الهروب في الوقت الذي يحتاج الاقتصاد المصري لمثل هذه الاستثمارات لدعم الاقتصاد بشكل عام وسوق المال بشكل خاص.
يقول محمد الشربيني نائب رئيس الاستثمار لدى إن أي كابيتال، إن سوق المال المصري يعانى من العديد من التحديات وعلى رأسها التغيرات التي تحدث في القوانين مما يؤدي إلى عزوف المستثمرين، فعلى سبيل أثرت ضريبة الأرباح الرأسمالية بالسلب على البورصة في ظل إصدار قانون بتطبيقها ومن ثم تأجيل هذا القانون والحديث عن تطبيقه ثم تأجيله مرة أخرى وحتي الآن لم يُتوصل إلى قرار نهائي هل سيتم تأجيل التطبيق للمرة الثالثة أم سيتم تطبيقه؟!.
أوضح الشربيني في تصريح خاص لـ القاهرة 24 أن غياب الرؤية والاستراتيجية العامة للسوق المصرية سواء في الأسهم والسندات واللذين يمثلان عامل جاذب للأموال الخارجية، يعد أكبر تحدٍ يواجه المستثمر الخارجي والداخلي، وهو ما يجعل الشركات التي تفكر في الطرح، وترغب في حجم تداول كبير على الأسهم تبحث عن الأسواق التي تتمتع برأس مال كبير لتطرح فيه شركاتها.
ولفت إلا أن السوق المصري يتمتع بقدر كبير من المرونة، من قبل الجهات الحكومية، وبالتالي يجب تفعيلها على أرض الواقع والعمل على جذب المستثمرين وعلاج الأخطاء الموجودة بشكل صحيح لا يؤثر على الاقتصاد.
ومن جهته يقول الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي، إن السوق المصرية تعد من أكثر الأسواق الجاذبة فى العالم لأنها تحقق معدلات ربح كبيرة.
وأضاف أن مصر حصلت على الوجهة الأكثر جذبا للاستثمار في إفريقيا للعام الرابع على التوالي وفقا لبنك راند ميرشانت، ولا يوجد خروج لأي استثمارات مصرية بنسب يمكن التعويل عليها.
وأشار إلى أنه لا يمكن لأي أحد أن ينكر أنّ البورصة المصرية تعانى من مشكلات هيكلية في تنظيم السوق، وتعامل الحكومة معها وحتى الآن لا توجد سياسية مستقرة للتعامل مع البورصة المصرية وذلك مقارنة ببورصات الإمارات.
وذكر أن هناك فارقًا بين الاستثمار الحقيقي والاستثمار في البورصة، فمصر تتمتع بضمانات ومحفزات كبيرة تستطيع جذب الاستثمار الحقيقي لكن الاستثمار في سوق المال يحتاج إلى مزيد من الإجراءات والسياسات المحفزة والمستقرة حتى تنافس البورصات المجاورة.
