بشرى: إيدينا على قلوبنا قبل مهرجان الجونة.. وحان وقت أخذ مكانتي الحقيقية في السينما| حوار
لم تخطئ عين المخرج الراحل يوسف شاهين عندما راهن على موهبة النجمة بشرى وضمها لمجموعة نجوم فيلمه الشهير إسكندرية نيويورك عام 2004، وكانت قبله قدمت مسلسلات شبابية خفيفة، لتبدأ بشرى مشوارا مميزا في عالم الفن جمعت خلاله بين الغناء والتمثيل والإنتاج وأيضا إدارة مهرجان سينمائي له مكانته وسط المهرجانات السينمائية الكبرى.
تستعد بشرى مدير عمليات مهرجان الجونة السينمائي حاليا للدورة الخامسة من المهرجان وسط تحديات جديدة ومشاعر مختلطة ما بين القلق بسبب نجاح الدورات السابقة، إذ باتت أنظار الكثير من صناع السينما تتجه نحو هذا المهرجان منذ نجاح دورته الأولى، وبين الثقة في فريق عمل متناغم وإدارة تدرس كافة التفاصيل ولا تترك شيئا للصدفة.
التقى القاهرة 24 النجمة بشرى لتتحدث عن هذه التحديات والاستعدادات للدورة الجديدة وأيضا عن عودتها للسينما بفيلم معالي ماما، وكيف يتماس هذا العمل الفني مع حياتها شخصيا.
حدثينا عن تحديات الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي؟
“حاطين إيدينا على قلبنا قبل انطلاق المهرجان” هناك العديد من المعوقات الخارجة عن إرادتنا تواجهنا في الدورة الخامسة مثل جائحة فيروس كورونا التي لازالت مستمرة حتى الآن، وهذا يجعلنا في حالة من القلق رغم أن أغلب حاضري المهرجان أخذوا اللقاح، بما فيهم القادمين من الخارج كشرط أساسي قبل سفرهم، كما أن وزارة الصحة تقدم كل ما لديها من جهود لضمان سلامة الحضور والقائمين على المهرجان.
وهناك تحد دائما نضعه في اعتبارنا إذ نحرص مع كل دورة جديدة على أن تحمل إضافة خاصة للمهرجان من حيث الضيوف، والرعاة، والأفلام المشاركة، والاحتفالات والتكريمات، كل هذا يجب أن يختلف عن جميع السنوات السابقة.
جائزة نجمة الجونة الخضراء
لماذا تم استحداث جائزة نجمة الجونة الخضراء في الدورة الخامسة؟
الجائزة التي يقدمها المهرجان هذا العام هي نجمة الجونة الخضراء لأفلام البيئة، التي تتفق مع طبيعة مدينة الجونة المعروفة بجمالها الطبيعي كمدينة صديقة للبيئة الخضراء منذ تأسيسها على يد المهندس سميح ساويرس.
كما أن وجود مسابقة لأفلام البيئة ما هو إلا تعزيز وتأكيد لهذه الفكرة فعندما نتجول بمدينة الجونة نجد صناديق قمامة بالألوان الأحمر والأخضر والأصفر مقسمة للمساعدة في إعادة تدوير القمامة مرة أخرى، بجانب الحفاظ على الحياة البحرية بالبحر الأحمر التي تطل عليه مدينة الجونة.
حدثينا عن أفلام المهرجان والضيوف الأجانب الموجودين خاصة في ظل وجود الكثير من المخرجات النساء؟
بالفعل توجد العديد من الأفلام لمخرجات نساء في الدورة الخامسة منها فيلم لـ زينا دكاش بعنوان السجناء الزرق، والكثير من الأفلام الأخرى، كما أن هناك أفلام مهمة في الدورة الخامسة منها فيلم ريش للمخرج عمر الزهيري، الذي يعد وليد منصة الجونة السينمائية، وأيضا “أميرة” فيلم فلسطيني لمخرج مصري، متشوقة لردود الأفعال حوله.
كما أن لدينا تكريمات لشخصيات مهمة مثل أحمد السقا ومحمد بكري من فلسطين، وسيحل المخرج الشهير دارين أرنوفسكي مخرج فيلم Black Swan وNoah ضيفا على المهرجان لتقديم ماستر كلاس من خلال منصة الجونة السينمائية هذا العام.
هذا بالإضافة إلى تكريم المخرج البولندي كريستوف كيشلوفسكي عن طريق إعادة ترميم أفلامه لكونه من أهم مخرجين أوروبا، ويقام معرض لأفلامه تحت اشراف أنسي أبو سيف منسق المناظر، وهناك أيضا منصة الجونة بمشاريعها، إلى جانب العديد من الندوات مثل “كيف تُمثل مصر القديمة في الأفلام العالمية أو المصرية”، وندوة أخرى عن تأثير الأفلام في المجتمع وندوة عن الصحة النفسية للممثلين بالتعاون مع ميدفيست، بجانب العديد من المواضيع التي ستقدم خلال فعاليات المهرجان.
ما أبرز التطورات في منصة الجونة السينمائي؟
منصة الجونة السينمائية لديها شقان، الشق الخاص بدعم المشاريع وهذا يتمثل في جوائز المنصة التي يقدمها المهرجان بجانب الجوائز التي تقدمها المؤسسات المشتركة مع المهرجان في دعم هذه المواهب والمشاريع، سواء في مرحلة الكتابة أو مرحلة ما بعد التصوير، كما أنه هناك الكثير من المؤسسات المشتركة بالمهرجان كل عام.
وتزداد قيمة الجوائز الكلية بشكل عام في منصة الجونة مع كل دورة، حيث وصلت من 100 ألف دولار إلى 150 ألف دولار، ثم 250 ألف دولار، وهذا يفيد المهرجان بتقديم يد العون لعدد أكبر من المشاريع، التي نجدها بعد ذلك تشارك في المسابقات الرسمية بمهرجان الجونة السينمائي، كما أنها تشارك في مهرجانات عالمية مثل فينيسيا وكان.
بشرى: مهرجان الجونة يدعم السياحة الثقافية والثقافة السياحية
ماذا أضاف لك مهرجان الجونة السينمائي سواء على المستوى الفني أو الإداري؟
جئت إلى مهرجان الجونة السينمائي بمستوى معين من الاطلاع والثقافة من خلال سفري ونشأتي والمهرجانات التي كنت أزورها كممثلة ومنتجة، قبل أن أتولى مسؤولية المهرجان الذي أتاح لي المزيد من المعرفة والثقافة، كما قابلت شخصيات وشاهدت أفلام أكثر، وكونت وجهات نظر متحررة ومنفتحة أكثر على العالم، أضف إلى ذلك أن المهرجان يدعم السياحة الثقافية، والثقافة السياحية.
انتهيت من تصوير فيلم سينمائي بعنوان معالي ماما.. كيف ترين عودتك للسينما؟
لم أبتعد كثيرا عن الكاميرا ولكن زيارتي لها كانت قليلة، خاصة الكاميرا السينمائية في آخر 5 سنوات بسبب انشغالي بالمهرجان، لكن عملت العديد من المسلسلات التليفزيونية منها عوالم خفية مع النجم عادل إمام، والقمر آخر الدنيا، بجانب الاختيار2 مؤخرا، وسعدت بعودتي في فيلم معالي ماما مع المنتج والمخرج أحمد نور، وآن الأوان لعودتي لأرض المعركة ومشاركتي بالسينما، كما أنه يجب على العودة للسينما لأخذ موقعي ومكانتي الحقيقية، فبعد كل هذه الخبرة والنجاحات كممثلة ومنتجه وصانعة مهرجانات، من الطبيعي أن يكون لي فيلم من بطولتي مثل أخرين ساهموا مثلي أو أقل في الصناعة، وأعتقد أن هذا وقت مناسب للغاية.
كيف توازنين بين مهامك في مهرجان الجونة ونشاطك الفني وبين اهتمامك بعائلتك؟
هذا بالضبط ما يتحدث عنه فيلمي معالي ماما، فهو يعالج قضية المرأة التي في موقع مسؤولية ومنصب مهم، وفي نفس الوقت لها دور تجاه بيتها وأسرتها، خاصة أنها في الفيلم أرملة، إذ نطرح من خلال الفيلم هذه التساؤلات للموازنة بين الحياة العملية والشخصية والعائلية، فالأمر كله يعتمد على إدارة الوقت والفروق الفردية بين البشر.